* الإعلام في مفترق طرق والتدريب المتواصل ضمانة بقاء المؤسسات الكبرى * نختبر نظم الصحافة الروبوتية لتقديم خدمات اقتصادية ورياضية
حافظت وكالة الأنباء الفرنسية على ترتيبها الأول دوليا لعقود كثيرة، كما ظلت الأكثر مصداقية بين وسائل الاتصال الدولية القديمة والحديثة، وهو ما يجعل منها نموذجا إعلاميا فريد، ايمانويل هوج رئيس مجلس إدارة الوكالة منذ العام 2010 وقد جاء إليها بتاريخ كبير من الخبرة، تحدث هوج مع الأهرام عن اهتمام أ.ف.ب الكبير بخدمات الفيديو الجديدة والتي قال عنها ان الهدف هو الوصول بها لقوة الخدمات النصية المقدمة للعالم، كما تناول الحوار تطورات الإعلام الجديد ونظرته لمستقبل الإعلام الدولي وأساليب الإدارة لوسائل الإعلام في ظل متغيرات تعصف بكثير من المؤسسات حول العالم. سيد إيمانويل كيف تدير وكالة الأنباء الفرنسية بعدد قليل من الصحفيين لا يتعدى 1513 صحفيا؟ ليست مهمة سهلة ونحن لدينا كل هؤلاء الصحفيين حول العالم والعدد يزيد ونحن لدينا توسعات دائمة مع التغيرات المستمرة في السوق لذلك نحدث تغييرات مستمرة في النموذج الإقتصادي الذي نعمل به نظرا للتطور السريع في السوق الإعلامي والتطور والتغير المستمر في المؤسسات الإعلامية المتباينة، ومن تلك التطورات ضرورة ادماج الفيديو مع الكلمة المكتوبة والجرافيك، ويقود العمل في وكالة الأنباء الفرنسية فريق عمل محترف أعتمد عليه، بمعنى أخر نحن نواكب التطور بأسلوب إداري محترف. التمويل هو التحدي للمؤسسات الإعلامية خاصة الحكومية منها، هل تستطيعون العمل دون تمويل حكومي؟ نحن نستقبل ثلث تمويلنا من الحكومة ولكن الباقي يأتي من مكاسبنا وبذلك فإن الجزء الأكبر يأتي من السوق الدولي ولذلك أنا هنا واتحرك في أغلب دول العالم لتوقيع عقود جديدة، ومن الأكيد أن المؤسسات الإعلامية الكبرى مثلنا لديها مستقبل كبير لان المعلومات والأخبار المزيفة في ازدياد حول العالم، لذلك تزيد الحاجة لمؤسسات تراجع وتتأكد من صحة المعلومة والخبر، وتلك مهمة لا يستطيع القيام بها إلا مؤسسات قليلة للغاية حول العالم، هناك أيضا تاريخ طويل فنحن نعمل منذ القرن ال19 ومازلنا جزءا رئيسيا من السوق الإعلامي، وقد مر علينا مؤسسات كثيرة بدأت وانتهت ونحن مازلنا هنا رغم كل التغيرات التي حدثت وستحدث، لذلك نحن باقون. وكالة الأنباء الفرنسية تعرف دائما بأنها الأكثر دقة بين وكالات الأنباء كيف تفعلوا ذلك؟ بالتدريب المستمر لأن الصحافة تعتمد على قدرات وثقافة وتعليم البشر ولا نكتفي بتدريب واحد ولكنها عملية مستمرة، كما نستثمر باستمرار في التطوير التكنولوجي الذي يضمن تحقيق الوصول السريع للمعلومات. ما هي اكبر مخاوفك كرئيس لوكالة الأنباء الفرنسية؟ ان تتأثر الأعمال ويتأثر الدخل العام للوكالة، واليوم هناك فجوة في السوق لأن المطبوعات تتراجع اقتصادية أسرع من النمو في مجال الانترنت والإعلام الجديد، لذلك نحن في مفترق طرق بين عالمين الأول يواجه ازمة توزيع وانخفاض عوائده الإعلانية، والثاني ينمو ولكن ببطء، وخوفي الأكبر أن تتزايد تلك الفجوة. العمل في الحروب من أفضل فرص الأعمال لوسائل الإعلام التقليدية ووكالات الأنباء، كيف تقومون بإدارة هذا النوع من العمل؟ نحن نبقى في أماكن الخطر والحروب طوال مدة الحرب لا نخرج مع هدوء الأحداث، وسائل الإعلام التقليدية تتحرك حسب سخونة الأحداث، لكننا نبقى طوال الوقت، مع التأكد الدائم من حماية صحفيينا. وكيف تحققوا هذه الحماية لصحفييكم؟ بعضها لا يمكنني التحدث عنه ولكن الأهم هو التدريب المتطور الذي نقوم به منذ زمن بعيد ندربهم كيف يعملون ومن حولهم الموت في كل مكان وكيف يواجهوان القنابل وغيرها من آلات القتل في الحروب وهو تدريب بدني وذهني للتعامل السريع والتعامل مع الضغوط باستمرار، ومن أهم التدريبات الذهنية هي خلق وعي بالخطر لدى الصحفي بحيث لا يكون أعمى امام المواقف الخطرة وأن يكون حذرا لنفسه أولا خريطة الإتصالات اليوم شديدة التعقيد بسبب قدرة البشر على التواصل المباشر مع بعضهم حول العالم بأكمله كيف ترى تلك الخريطة؟ تلك الخريطة ليست حقيقية كما تبدو4 بسبب ثقافة النسخ واللصق على وسائل التواصل الحديثة، ونحن لدينا احصائيات عن المحتوى الفرنسي على مستوى العالم، فقد وجدوا أن 50٪ من القصص الإخبارية ياتي من وكالة الأنباء الفرنسية وهذا يعني أن هناك تأثير كبير فيما يتعلق بالأخبار وانا هنا لا أتحدث عن المحادثات العادية بين الناس، ولكن فيما يتعلق بالأخبار ستجد ان أغلبها يأتي من مؤسسات إعلامية وإذا اخرجت اعادة الإرسال وتواتر الأنباء ستجد أنها مازالت تأتي من مصادر قليلة محل ثقة كبيرة. هل تقومون بتجارب في مجال الذكاء الاصطناعي لمواكبة التطور السريع على الانترنت؟ نحن نختبر الآن نظام الصحافة الروبوتية وهو نظام مهتم بتقديم خدمات اقتصادية ومالية ورياضية ونختبر هذا النظام حاليا، ونختبر بعض الأنظمة الجديدة أيضا بخصوص المعلومات الصحفية، وهذه النظم تقوم ببعض المهام المحددة وخاصة ما يتعلق بالنتائج الإقتصادية والرياضية، وهي وسائل لمساعدة الصحفيين لصناعة قيمة مضافة على المعلومات، وجزء من المعلومات التي يطلب منا تقديمها لا تشمل قيمة مضافة على المعلومات لذلك ما يمكن فعله في العام القادم او العقد القادم هو القيمة المضافة على المعلومات والتعليقات واللقاءات الصحفية، وتلك القيمة يمكن تحقيقها من خلال الذكاء الاصطناعي. سيظل السوق الإخباري بنفس اهميته لا اعتقد ان الترفيه سيؤثر على السوق الإخباري. كيف تصف العلاقة بين وكالة الأنباء الفرنسية والحكومة الفرنسية خصوصا وانها تدفع جزء كبير من ميزانيتكم؟ غرفة الأخبار لدينا مستقلة بنسبة 300٪ فكرة لماذا لدينا كل هذا العدد من العملاء حول العالم لان غرفتنا الإخبارية يعتمد عليها ولا يمكن لأي شخص في أي وقت أن يقول ان هناك تدخلا من اي حكومة نحن في العالم منذ عقود ونحن أقوى ونستمر في النمو، لماذا لدينا كل هؤلاء العملاء المختلفين تماما ثقافيا، لان اخبارنا تتمتع بجودة عالية. إذن لماذا تدفع فرنسا المال لوكالة الأنباء الفرنسية؟ لأنها جزء من الديمقراطية نحن نضمن العملية الديمقراطية بالحفاظ على حرية المعلومات.