داخل مبني وكالة أنباء الشرق الأوسط خلية نحل تعمل علي مدار اليوم ويسعي كل فرد لإنجاز العمل الموكل إليه لتقديم الخدمة الإخبارية علي أكمل وجه والوكالة تضم 0011 عامل منهم 004 صحفي و01 مصورين وتقدم خدماتها من الساعة السابعة صباحا حتي الثامنة مساء، وتبث ما يقرب من 005 خبر يوميا بأكثر من لغة بخلاف 61 نشرة ومطبوعة يوميا وأسبوعيا والوكالة لديها 03 مكتبا ومراسلا في مختلف مناطق العالم. وترتبط بعقود تعاون وتبادل إخباري مع 52 وكالة أنباء عربية وإقليمية ودولية، وتبث الوكالة خدماتها عبر ثلاثة أقمار صناعية. "صباح الخير" سألت عبدالله حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط عن تجربته في الوكالة فأجاب قائلا: - عندما جئت رئيسا لمجلس إدارة ورئيس تحرير الوكالة وجدت أمورا كثيرة كانت في حاجة للتطوير حتي يمكن مواجهة المنافسة الشرسة مع وكالات الأنباء الأخري فحرصت عند قدومي علي أن يستخدم جميع صحفيي الوكالة أجهزة كمبيوتر محمولة "لاب توب" وتعاقدت لشراء 053 جهازا حديثا بمبلغ مليون جنيه وتم توزيعها علي جميع الصحفيين بالتقسيط علي ثلاث سنوات وهو ما أتاح الفرصة لجميع صحفيي الوكالة لامتلاك جهاز كمبيوتر محمول يستخدم في عمليات إرسال الأخبار والصور ناهيك عن استخدام الأقمار الصناعية في بث الأخبار ونقل الصور بالإنترنت وامتلاك جميع وسائل التكنولوجيا الحديثة ونقل الخبرات التكنولوجية لصحفيي الوكالة حتي يتوازي تطوير العنصر البشري مع العنصر التكنولوجي. وكيف انعكس ذلك علي الخدمات التي تقدمها الوكالة؟ - لقد طورنا أكثر من قسم بالوكالة مثل تطوير قسم التحقيقات الصحفية واستخدام الكاميرات الديجيتال في نقل الصورة من موقع الحدث واستخدام خدمات أخري متميزة مثل استخدام خدمة الرسائل القصيرة لأهم الأخبار علي التليفون المحمول بأكثر من لغة وتقدم هذه الخدمة للمشتركين خدمات أخري متخصصة مثل الأخبار المتخصصة في الرياضة والفن والطاقة والاقتصاد، وهذه الخدمة تقدم علي مدي 42 ساعة ووجدت إقبالا كبيرا وأكدت علي الاستفادة من التطور التكنولوجي ونسعي لتطوير هذه الخدمة بحيث يتم إرسال صورة مع الخبر ونبحث حاليا إطلاق خدمة تليفزيونية مصورة باسم الوكالة تقدم أهم الأحداث وتسويقها للفضائيات المختلفة، وقد قطعنا شوطا مهما في إعداد هذه الخدمة الصحفية المهمة بالإضافة إلي جلب إعلانات علي موقع الوكالة علي الإنترنت من خلال قسم التسويق بها. وكيف تواجه وكالة أنباء الشرق الأوسط المنافسة الرهيبة مع وكالات الأنباء العالمية الأخري؟ - بداية لابد أن نعترف بأن وكالات الأنباء العالمية تتمتع بإمكانيات مالية هائلة فوكالة مثل أسوشيتد برس تصل ميزانيتها السنوية إلي مليار دولار وتعمل في مجالات استثمارية لكي تغطي نفقات العمل الصحفي في حين أن وكالة أنباء الشرق الأوسط باعتبارها مؤسسة صحفية قومية تتلقي دعما مالية ثابتا منذ تسع سنوات وتتم تغطية باقي النفقات من الاشتراكات والخدمات الصحفية التي تقدمها للصحف ووكالات الأنباء العربية والأجنبية، ونسعي لزيادة موارد الوكالة من خلال الخدمات الصحفية الجديدة وإعادة قيمة الاشتراكات التي لم تتغير من عام 3991 لمواجهة أعباء الخدمات الصحفية ومع كل هذا فوكالة أنباء الشرق الأوسط في المرتبة الأولي عربيا وأفريقيا والعاشرة علي مستوي العالم طبقا لآخر تقرير أصدرته منظمة اليونسكو . هل معني ذلك أنك راض عن مستوي وكالة أنباء الشرق الأوسط بالمقارنة بأداء الوكالات الأخري؟ - أنا راض عن أدائنا وذلك بشهادة الجميع الذين لاحظوا التطوير الذي شمل الوكالة علي مستوي الأداء الصحفي وأداء الصحفيين أيضا، كما أن الوكالة لها نفوذ أقوي من وكالات الأنباء الأخري في عدة مناطق مثل غزة ورام الله والجزائر وبغداد وبيروت، وأقصد بالنفوذ هنا تغطية الأخبار والأحداث بشكل متميز قد يفوق دور الوكالات الأخري هذا بخلاف مصر باعتبارنا الوكالة الوطنية الوحيدة. وهل عدم وجود وكالات أنباء محلية غيرك ميزة أم عيب؟ - طبعا ميزة لأنه يتيح لنا الانفراد بأخبار كثيرة من مصادر مختلفة وكثير من الوزارات أدركت مؤخرا أهمية إرسال أخبارها للوكالة حتي تنشر سريعا، وقد توصلنا في الوكالة إلي اتفاق مع رئاسة الجمهورية لاستقبال صور الرئيس مبارك وقرينته وإعادة توزيعها علي الصحف والوكالات الأخري فيما بعد، ويجب أن نلفت الانتباه إلي صعوبة وجود وكالة أنباء محلية في الوقت الحالي لأن رجال الأعمال يبحثون عن الربح في حين أن وكالات الأنباء لا تحقق ربحا ومصدر الدخل الرئيسي لها هو الاشتراكات ويفضلون - أي رجال الأعمال - الاستثمار في الصحف والفضائيات الخاصة ومواقع الإنترنت وهي وسائل منافسة قوية لنا كوكالة. منافسة شرسة وكيف تواجه هذه المنافسة إذن؟ - أستطيع القول أن المنافسة الحقيقية لنا تتمثل في مواقع الإنترنت والفضائيات بشكل عام لأنها تبث الأخبار مباشرة من مواقع الأحداث ولهذا نسعي لتطوير أدائنا باستمرار فيما يتعلق بسرعة الحصول علي الخبر وسرعة بثه مع مراعاة الدقة واستخدام الأدوات التكنولوجية المختلفة وذلك حتي يستمر الحفاظ علي دور الوكالة التي يرتهن وجودها بالمنافسة والسبق والدقة في نقل الخبر. وكيف تري الرأي القائل بأن الوكالة حكومية مما يعوق تفاعلها مع جميع الأحداث وهو ما ينعكس علي تراجع المنافسة مع الوسائل الإعلامية الأخري وبخاصة وسائل الإعلام الخاصة؟ - أولا لسنا وكالة أنباء تمثل وجهة نظر الدولة فقط وإنما نحن مؤسسة صحفية تخضع لإشراف مجلس الشوري والمجلس الأعلي للصحافة ، وقد ترسخ هذا الاتهام في الذهن منذ نشأة الوكالة وتبعيتها لوزارة الإرشاد القومي ثم تبعيتها لوزارة الإعلام حتي صدر قرار مجلس الشعب عام 6791 بأن تصبح مثل الصحف القومية وقد اتخذت بعض الخطوات للقضاء علي هذا الاتهام من خلال الالتزام بمعايير العمل الصحفي الذي يحدده القائمون علي العمل في الوكالة وأبرز الأمثلة علي ما أقول هو بثنا لأخبار عن الاعتصامات والإضرابات التي تقع من وقت لآخر وتغطية أحداث الإرهاب بشرم الشيخ عام 5002 والانفراد بها دون انتظار البيانات الرسمية كما كان يحدث من قبل وأخيرا ننشر البيان الأخير لائتلاف المعارضة ونشره بالكامل رغم احتوائه علي مطالب تتعلق بتعديل الدستور ونقد الوضع الراهن وقد نشرناه من منطلق عرض وجهة نظر الأحزاب المعارضة وهي أحزاب مصرية تهدف أيضا لتقدم الوضع في مصر، وأنا أعتبر هذا تطوراً في الأداء المهني للوكالة التي تمارس العمل الصحفي بمفهوم أنه لا يمكن إخفاء أي معلومة في عالم اليوم المفتوح ومواكبة الأحداث أولا بأول. وما الجديد الذي تقدمه للوكالة في الفترة القادمة؟ - نحن في تطوير مستمر لأداء الوكالة علي المستوي المهني والبشري مع الالتزام بمعايير العمل الصحفي مثل المصداقية والدقة والسرعة في بث الأحداث ومؤخرا أنشأنا مركزا للتدريب بمقر الوكالة ندرب فيه الصحفيين الجدد وكذلك صحفيي وكالات الأنباء العربية من خلال الاستفادة من الخبرات الصحفية الموجودة بالوكالة بدلا من تجاهلهم كما كان يحدث من قبل، ونسعي في الفترة القادمة لإعادة فتح بعض مكاتب الوكالة الخارجية والتي أغلقت لأن أهمية أي وكالة أنباء تقاس بمراسليها بالخارج ووجودهم في قلب الأحداث وهناك خطة جديدة لفتح مكاتب جديدة للوكالة في مناطق جديدة مثل وسط آسيا ليتكامل دورها مع المكاتب الأخري الموجودة في معظم قارات العالم التي تقدر بثلاثين مكتبا. عودة بعد غياب وما آخر أخبار اتحاد وكالات الأنباء العربية الذي اخترت رئيسا له مؤخرا؟ - يجب أن نعرف أولا أن هذا الاتحاد يضم 91 وكالة أنباء عربية، ووكالة أنباء الشرق الأوسط هي إحدي الوكالات المؤسسة له عام 5791 ولكن تم تجميد عضوية الوكالة به منذ 02 عاما حيث اكتشفت عام 5002 أن العضوية مجمدة لعدم تسديد حصص الاشتراكات السنوية المقررة علي الوكالة طبقا لنظام الاتحاد الأساسي فدفعنا الاشتراكات المتأخرة واجتمعنا وتم انتخابي رئيسا للاتحاد لأول مرة منذ عشرين عاما لمدة عامين، وهذا الاختيار يعيد لوكالة أنباء الشرق الأوسط وضعها ومكانتها وسط شقيقاتها باعتبارها الوكالة الرائدة وأقدم وكالة أنباء علي مستوي العالم العربي والأفريقي. وما آخر القرارات التي اتخذتها منذ انتخابك؟ - دور الاتحاد هو التنسيق بين وكالات الأنباء العربية للاشتراك في المحافل الدولية الإعلامية الخاصة بوكالات الأنباء وتنظيم دورات تدريبية للصحفيين العاملين في مقر الاتحاد ببيروت ورفع كفاءتهم في مجالات العمل الصحفي المختلفة، ويتم التنسيق حاليا مع الاتحاد لتنظيم دورة تدريبية للصحفيين العاملين من وكالات الأنباء العربية تعقد بمقر وكالة أنباء الشرق الأوسط بالقاهرة للاستفادة من الخبرات الصحفية العاملة بالوكالة كما نسعي للتعاون مع اتحاد وكالات دول حوض البحر المتوسط وتبادل الزيارات مع هذه الوكالات المختلفة واطلاع الصحفيين علي مستجدات العمل بها.