في ليله وضحاها انقلب العالم رأسًا على عقب ..كتالونيا تعلن الاستقلال عن اسبانيا والإقليم يتجه لازمه سياسية غير مسبوقة فالتاج الاسباني يرفض الاستقلال وقد يتخذ خياراً عسكرياً للقضاء على الفكرة، لكن امرأ آخر يشغل سكان العالم وهو ..مصير فريق برشلونة ،فهل سيكون فريق برشلونة النسخة الجديدة من الدكتاتور فرانكو محطم فكرة الاستقلال؟ تعد منطقة كتالونيا أحد أكثر الأقاليم الاسبانية ثراء ، فهي منطقة صناعية ، ذات نزعة استقلالية ، تعتز بهويتها ولغتها الخاصة ، ويؤمن كثيرون من أهالي الإقليم أنهم أمة مستقلة عن بقية اسبانيا ، وينعكس الأمر بوضوح في التنافس الشرس بين نادي برشلونة ومنافسة ريال مدريد اللذين يمثلان قمة كرة القدم الأسبانية. ويقع الإقليم في أقصى الشمال الشرقي لاسبانيا وتفصله جبال البرانس عن منطقة جنوبفرنسا الذي يرتبط بها الإقليم بعلاقات وثيقة، وأغلب سكان الإقليم يعيشون في عاصمته برشلونة، التي تمثل مركزا اقتصاديا وسياسيا مهما، فضلا عن أنها نقطة جذب سياحية تحظى بشعبية كبيرة ويمتد تاريخ الإقليم إلى العصور الوسطى، كان أول ظهور له في القرنين ال 11 و12 م تحت الحكم الملكي لمملكة أراغون المجاورة وأصبحت قوة بحرية كبرى في العصور الوسطى. وأصبحت كتالونيا جزءا من اسبانيا منذ نشأتها في القرن 15 عندما تزوج فرديناند ملك أراغون وإيزابيلا ملكة قشتالة ليوحدا مملكتيهما. وفي القرن التاسع عشر تجدد الشعور بالهوية الكاتالونية التي تحولت إلى حملة من أجل الاستقلال السياسي وحتى الانفصال وشهدت هذه الفترة مرحلة لإحياء الانتماء الكتالوني. وعندما أصبحت اسبانيا جمهورية في عام 1931 منحت كتالونيا حكما ذاتيا واسعا خلال الحرب الأهلية الأسبانية وكانت حينها معقلا رئيسيا للجمهوريين. وكان سقوط برشلونة في يد الجنرال فرانكو بداية النهاية للمقاومة الأسبانية. فتحت الحكم المتشدد لفرانكو ألغى الحكم الذاتي، وتعرضت القومية الكتالونية للقمع، وأصبح استخدام اللغة الكتالونية مقيدا. تولى الجنرال فرانكو حكم إسبانيا عام 1936، ليحكمها بالحديد والنار، وليكون نظامه أحد أبشع أنظمة الحكم الدكتاتورية التي عرفها العالم. أطلق فرانكو على نفسه لقب “الكوريللو” أي القائد, ورغم أن إسبانيا _رسميا_ قد انتهجت سياسة الحياد في الحرب العالمية الثانية,إلا إنه كان يدعم ألمانيا النازية، وأثناء حكمه الاستبدادي كان يقوم بتعيين كل أعضاء البرلمان الإسباني “الكارتز” و الذي أقامه كمجرد واجهة ديمقراطية، وعجت السجون بالمعتقلين، وسادت في عهده الأحكام العرفية، وانتعشت ظاهرة المحاكم العسكرية. وقد لعب فرانكو دورًا في الحرب الأهلية بدعم نازي من هتلر وموسوليني، وقيل أنه أثناء حكمه قام بنفي أكثر من مليون مواطن،وأن عدد الذين صدرت ضدهم أحكام بالإعدام يفوق مائتي ألف مواطن, وكان معزولا عن شعبه، وأحاط نفسه بجيش من الجواسيس، وعلى إثر موته قام الشعب بتحطيم تماثيله وغيروا أسماء الشوارع والميادين. بعيدا عن السياسة، ستبقى التساؤلات تشغل بال عشاق كرة القدم ..هل سيتنازل الكتالونيين عن حلم الاستقلال من اجل البقاء على فريق برشلونة في الدوري الاسباني (كلاسيكو الأرض) أم سيلجؤون إلى خيارات أخرى كالعب في دولة من دول الجوار مثل ايطالياوفرنسا أو الدوري الانجليزي؟! ويبقى السؤال الأهم كيف سيكون تشكيل المنتخب الكتالونى؟! لمزيد من مقالات نيفين عماره;