رغم كونه يعرف بيننا بألقاب عدة منها الأديب والفيلسوف والمفكر وكل تلك المسميات المختلفة التي يلقب بها كاتبنا الكبير يوسف زيدان , ومع ذلك اتضح أنها لم تعد كافية لتحقيق الشهرة المطلوبة كما كان يتطلع لها ! وعنده حق في هذا فنحن نعيش الآن زمن الذي " يعطي من لا يملك إلي من لا يستحق " , وكم من أمثلة عديدة نراها يوميا تؤكد ذات المعني , وكانت النتيجة أن كل أصحاب الإنجازات الحقيقية هم من زحزحوا حتى تواروا تماما من الساحة , بينما أنصاف الموهوبين أو من لا يملكوها أصلا أصبحوا هم الذين يتصدروا المشهد حاليا ويتربعون عليه ! هناك أيضا الأذكياء الذين فهموا الدرس سريعا وتعاملوا " بمبدأ خالف تعرف " ويوسف زيدان واحدا من هؤلاء الناس , فبعدما تأكد أنه لم يعد مكان بيننا للأدب ولا الفكر ولا العلم , راح علي الفور يلعب بورقة ثقافة الاختلاف أو ثقافة الخروج عن المألوف , ومن بينها مهاجمة الرموز ولا مانع من إهانتهم أحيانا أخري إذا تطلب الأمر هذا ! وجاء " صلاح الدين الأيوبي " ليكون باكورة منهج خالف تعرف الذي أتبعه زيدان مؤخرا , حيث لم يترك صفة ذميمة إلا ووصم بها صلاح الدين , ويكفي فقط وصفه له بأنه من أحقر الشخصيات , وبدا زيدان من كثرة ما هاجم الأيوبي كأن هناك ثأر شخصي معه ! ولن أضيف كثيرا علي ما تناوله العديد والعديد من قبل ردا علي زيدان , ويكفي " صلاح الدين " أنه قد دخل التاريخ منذ قديم الأزل بهزيمته للصليبين , وستظل " موقعة حطين " تشهد علي انتصاره العظيم واسترداده للقدس وباقي العواصم التي سبق وأحتلها الصليبين , فكل ذلك سيظل يخلده إلي ما لا نهاية واعتقد أنه ومهما قال عنه زيدان أو هاجمه فلن يغير هذا من التاريخ في شيء , كما أنه لن يذكر التاريخ أيضا أي كلمة واحدة مما قاله عنه , وكل ما هنالك وعلي رأي سعيد صالح أو " مرسي الزناتي " في مدرسة المشاغبين , أنه ربما " سينضنضم " إلي كل من هاجموا أو عارضوا الناصر صلاح الدين الأيوبي , بصفة عامة وليست بصفته ونعته ! الزعيم أحمد عرابي أيضا لم يسلم هو الأخر من هجوم وتطاول الكاتب الشهير , فاتهمه بأنه أحرق أسكندرية بأكملها بعد فشل ثورته العرابية , وطبعا نال صاحب رواية " عزازيل " ما ناله من الهجوم , لكن كل ذلك لا يهم زيدان , إنما فقط ما يعنيه أن أسمه الذي أنزوي كروائي , يظل مطروحا وعالقا بالأذهان حتى لو جاء ذلك من خلال القفز علي جثث وتشويه بعض من أهم رموزنا الدينية أو الوطنية أو التاريخية وهاهو الآن يواجه هجوما حادا من الأزهر بسبب " النبيذ " أو الخمر بعدما ذكر بأن بعض مذاهب " الحنفيين " قد حللوا شربه ! وهكذا تحول الروائي السابق يوسف زيدان إلي صاحب معارك يومية أو أسبوعية حيث ولسوء حظنا أصبح يحل ضيفا أسبوعيا علينا من خلال برنامج عمرو أديب , وبالتالي فلنتوقع منه مزيد من السقطات والإسقاطات علي كل من لا يحبه ولا يريده ! كان الأولي برجل بحجم ثقافته واطلاعاته الواسعة أن يمدنا ويزيدنا وينير عقولنا ببعض علمه , فهذا ما نحن في أمس الحاجة إليه حاليا , وهو أيضا يحتاج لذلك الآمر ليثبت نفسه كعالم أو أديب أو روائي أو مثقف , أو أي من تلك المسميات "المجعلصة " , فهذا فقط ما كان سيحقق هدفه , أما إذا ظل يعتمد علي قلب الأمور وتزييف الحقائق وتزوير التاريخ تحت زعم حرية الرأي والعقيدة (والذي منه) فعليه أن يدفع فاتورة اختياره من غضب شعبي جارف عليه حاليا , فالغالبية العظمي من الناس لا تعرف قيمة يوسف زيدان , بينما في المقابل يعلمون جيدا قيمة وقامة صلاح الدين الأيوبي وقطز وبيبرس وأحمد عرابي وغيرهم , فعلي الأقل لآن هؤلاء هم من ذكرهم التاريخ وخلدهم منذ سالف العصر وحتى آخر الزمان ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;