.. ليست ازمة الابداع في غياب رواية المقاومة فقط ولا_ حتي_ الاديب او الناقد كما لاحظنا; وانما هي ازمة المستقبل تطرح من خلال نهاية عام وبداية عام, لحظة نردد فيها السؤال القديم: بأي حال عدت.. ياعام ؟!! ولايمكن ان يمر عام2009 دون ان نتمهل عند المعني الذي يذهب اليه التفكير الطبيعي حين يتذكر بيت المتنبي_ عيد بأي حال عدت ياعيد, وكأنه يستبدل بالعيد العام, قائلا مضمرا مرارة شديدة عام بأي حال عدت ياعام, والاجابة هنا ليست مضمرة في الم بقدر ماهي حية معلنة يراها القاصي_ المثقف_ والداني_ الانسان العادي_ وهناك فارق في الرؤية دائما بين القاصي والداني نستطيع التعرف عليها في محاولة الاجابة عن السؤال القائم دائما: بأي حال عدت.. والاجابة وان تكن مضمرة فهي معلنةسافرة وان تكن عميقة المعني فهي عميقة الدلالة واضحة الاجابة تزحف لنا لانقول كل عيد ولا كل عام وانما كل يوم بل كل لحظة نعاني منها الواقع الذي نعيشه جميعا, نحن ابناء الحواضر والبوادي خاصة, ثم نحن اولاد المتعلمين علي وجه الخصوص ثم نحن اولاد المثقفين علي وجه اخص; وحين نقول' مثقفين' نضع في هذا المحيط الزاخر بالالوان اساتذه الجامعة والاعلاميين والنخبويين نسبة الي النخبة المتناثرة في اجهزة الاعلام وبقية وسائل القوة الناعمة; و باختصار كل من تعلم ويسعي للتعبير.. نستطيع في هذا الاطار ايضا ان نشير الي الفئات الكثيفة في المنتديات الرقمية والورقية ورموز' الشاتات' نسبة الي الشات الرقمي.. والبقية, بقية اصحابنا من زملاء الفكروالصحافة والاعلام.. معروفين.. وهكذا نعود ونسأل ولا ننتظر الاجابة, فالاجابة تتعمق فينا تتعرف علي واقعنا المؤلم تتعفر بحياتنا التي نحياها نحن المثقفين العارفين المتعلمين القادرين علي الفكر والفعل ان امكن.. نعم, اقول نحن المثقفين.. فالامر يصل الي اقصاه حين يروح البصر يمينا او شمالا, حين يغيب العقل او يحضر, حين يحاول الانسان العادي_ دعك من المتعلم اوالمثقف-.. ان يحاول الاجابة عن السؤال القديم الجديد, السؤال الذي صاح به المتنبي منذ اكثر من الف عام في بغداد, وصرح به من قبل' الكاتب'المصري القديم متربعا وماسكا بلفافة بردي علي حجره في الاسرة الخامسة في مصر القديمة او متحف اللوفر في الزمن الحديث..!!, ثم هاهو السؤال_ في جميع الحالات_ يطلع الينا بل يشير الينا بل يتربص بنا نحن ابناء المتعلمين والكتاب والكتبة والمدونيين والرقميين والشعراء.. هل لدينا اجابة.. ؟ يزعم صاحب هذه السطور ان لا اجابة واحدة.. فالاسئلة دائمة والاجابات قائمة.. يزعم صاحب هذه السطور ان العقل العربي لايتعلم من التاريخ من اجل المستقبل, او لايتعلم من الحاضر من اجل التنبه للتاريخ الذي يصنع كل يوم من جديد, ونحن امام بدهية تقول انه اذا اردت ان تتعرف علي المستقبل لابد وان تتنبه لمايجري في الحاضر الذي هو_ بالقطع_ صياغة ما للتاريخ, وهو مايجب ان ننتبه فيه الي مايصنع لنا_ او يصنع بنا_ هذا الزمن السرمدي المتحول الي تاريخ آت-مضارع أو تاريخ ماضي- مستقبل.. نستطيع ان نري هذا كله في ثنائات الالم الذي نحياه الآن, هل نشير الي امثلة نعرفها:( امامنا هذا الانقسام السياسي'فتح وحماس' والانقسام الكروي'مصر والجزائر' والانقسام العسكري' غزة وخارجها' والانقسام الاعلامي'أوتعدد: قنوات وبرامج اعلامنا العربي' وثنائية: شبكة فلسطين_ حماس' وشبكة الملتقي_ فتح' مثال لاعلام فلسطين ثم هذا التعدد الاليكتروني عبر الفيس بوك واليوتوب وآلاف آلاف المدونات والشاتات والمواقع و..) وباختصار غياب مايعرف' بالهوية' الثقافية في الفضاء الاليكتروني والسيبيري والافتراضي.. الخ الاغرب من هذا مايطرح هذه الايام داخل الارض المحتلة وخارجها فيشير الي ان هذا الانقسام او الثنائية طال المفاهيم العامة, كأن نتأمل في الم شديد هذه الطلقات العالية الفارغة التي تطلق بين حركة حماس وحركة حماس حول المقاومة هل هي: المقاومة الرشيدية او المقاومة المثمرة.. لتغيب المعاني في اطياف المصطلحات البعيدة; العديدة.. ان هذا بعض ما اثارني وانا اراجع الاجابة قبل ان اعود لأسأل في نهاية كل عيد_ كل عام: بأي حال عدت ياعام ؟ السؤال يظل معلقا, والاجابة تصبح بدهية.. وهومانحاول العود اليه مرة اخري..