ليس هناك آلهة على الارض جميعا عبيد لإله واحد جل وعلا ولكن الناس احترفت فى بلادنا أن ترفع من شأن العبد وتضعه على عرش الإله أو ان تقلل من شأن عبدالله فتهبط به إهانة الى أسفل سافلين..نتهم بَعضُنَا البعض بالنفاق فننقسم الى فريقين فريق ينافق وفريق يُتهم الآخرين بالنفاق وهو أكثر منه نفاقا فهذا يرتزق من نفاق السلطة وذاك يرتزق من نفاق كل ما هو على الضفة الأخرى حتى تورم المجتمع وانتفخ من النفاق والنفاق المضاد وكأن مصر صارت بلدا لو خرج منها النفاق لشعر بالغربة والإحباط ، فرحة تاريخية غمرت المصريين لان الله ألهم لاعبها الموهوب محمد صلاح الثبات لحظة ضربة الجزاء فاوصلتنا أقدامه الى كأس العالم بعد غياب 28سنة. أعقب الفرحة معارك عجيبة بين من يرفع من شأن الفتى الموهوب الى السموات العلا.. ومن يستدعى صورة ابوتريكة ليخلق صراعا ومقارنة لا هدف منها سوى مزيد من وضع التراب على حلوى الأفراح فيهاجم هذا ابوتريكة ويمدح ذلك أبوتريكة وتغيب فرحة الكأس ،ونتحول جميعا الى هوجة طائشة غير مفهومة لا تميز فيها الفرحة من الحزن وليتنا امتلكنا جميعا جزءا من ثبات محمد صلاح لدى تصديه لضربة الجزاء. ماضى مشوش ومستقبل غامض يحدقان بكل لحظة ثبات فتتبدد وتضيع ضربات جزاء كثيرة فى حياتنا كفيلة بتؤهلنا لبطولات حقيقية لكن النفاق والحروب الوهمية هى الأعلى صوتا والأشد نفيرا حتى الإنجازات الحقيقية ندفنها برعونة. تقديس لشخوص من فريق اعتاد على التقديس من آلاف السنين وخفف التقديس الى نفاق سمج وعاقبه فى نفس اللحظة بتسفيه لا حدود له فإما ان يكون صلاح الدين الأيوبى هو مخلص الإسلام وحاميه ومحرر القدس ومداوى الأعداء وصاحب روح التسامح وإما ان يكون حقيرا تافها وستجد للرأيين فريقين يدافعان بضراوة حتى نفقد اللحظة التى نعيشها ونرتبك فى ماض عجيب وما كان الرجل الا قائدا له ما له وعليه ما عليه وهل وقف عرابى فى وجه الخديوى أم كان سببا فى خراب البلاد؟ ولا تصنع الاقوال الرنانة أمام الكاميرات أقدار الرجال ولكن التاريخ يحفظ فى وعى الأجيال الجمعي الحقوق والأقدار - ويتوالى اهدار الفرص المهمة لتظل عظمة اللاعب المصرى محمد صلاح من وجهة نظرى انه فى حدود مهنته كلاعب كرة ادرك اللحظة المهمة وأحرز ضربة الجزاء.. لم ينظر لنفسه ونظر للكرة فقط لم يفكر فى نفاق الجمهور والإعلام ولَم يفكر أيضا فى التنكيل المتوقع. لو اخفق هذا الشاب المصري.. فقط لكنه نظر أمامه وسدد الكرة فدخلت المرمى وأطاحت معها اوهام التفاهة التى تحيط بِنَا سدد باحتراف حقيقى إحتراف هادئ وقوي إحتراف صنع لحظة مهمة لحظة صافية غير مشغولة بمنافق سيرفعه بعدها إلى عنان السماء ويجعله إلها ولا بمنافق آخر.. إذا فشلت سيجعله حقيرا ويجرده من أدنى درجات الانسانية قاوم محمد صلاح بقدمه فى لحظة فنجح بلد فى الصعود لكنها لحظة وسط ملايين اللحظات التى يصر أخرون على الهبوط بِنَا الى درك التشويش والنفاق وخلق معارك من وهم.