لم تفلح متاريس اتحاد الشرطة ودفاعاته الحصينة في إيقاف المارد الأحمر عن استعادة قمة الدوري في افتتاح الأسبوع ال 15 من عمر المسابقة بعد أن قاد النجم الموهوب محمد أبوتريكة الأهلي للفوز بهدف قاتل سجله في الشوط الثاني من اللقاء الذي جمعهما باستاد القاهرة لتحتفل جماهير الأهلي بأغلي ثلاث نقاط حققها الفريق هذا الموسم لأنها قادته للانفراد بقمة الدوري مؤقتاً وحتي إشعار آخر لم انتظارا لم تسفر عنه نتيجة لقاء الحرس اليوم أمام الجونة. واكبت احتفالات جماهير الأهلي بصعود فريقها للنقطة 33 وفرحتها بهذا الفوز الغالي الاحتفال بأعياد الشرطة وبهدف أبوتريكة الذي أسعدها وأدخل الفرحة لقلوبها في تلك السهرة الكروية الممتعة التي قدم فيها نجوم الفريقين مباراة غاية في القوة والإثارة والروح الكفاحية.. ولعب الالتزام الدفاعي والتكتيكي للاعبي الشرطة دوراً كبيرا في زيادة صعوبة المهمة أمام الأهلي الذي يخوض اللقاء دفاعا عن لقب بطولته المفضلة.. ولذلك لم يأت الفوز علي طبق من ذهب بل جاء بعد جهد شاق وسلسلة من الفرص الضائعة تارة والتي كان بطلها دومينيك الذي يستحق نجم الفرص الضائعة. وتارة أخري كان سوء الحظ وعدم التوفيق الذي لازم عبدالله السعيد وجدو وراء ضياع فرص كانت كفيلة بأن يأت الفوز مبكراً وأن يتحقق بأكثر من هدف. بينما فضل الشرطة الأسلوب الدفاعي والاعتماد علي الهجمات المرتدة وقد أجاد في الشوط الأول ولكنه أخفق في الشوط الثاني.. فاستحق الأهلي الفوز بجدارة والصعود للقمة.. وقد كانت البداية الحقيقية للأهلي للدفاع عن اللقب الذي يحمله منذ 7 مواسم متتالية وسط حضور جماهيري كبير بدعوة مجانية من اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وطقس غاية في البرودة.. جاءت البداية غاية في السخونة من جانب الفريقين بحثاً عن الفوز انطلاقا من كونه طموحاً مشروعاً سواء للأهلي الذي يدافع عن اللقب أو لاتحاد الشرطة أحد فرسان القمة هذا الموسم.. وكانت المبادرة الهجومية لصالح اتحاد الشرطة ولكن شريف اكرامي تألق وأنقذ الموقف من تسديدة لعلي وضربة رأس لحسام عبدالجواد ويرد الأهلي بهجمة منظمة ولكن دومينيك طمع في الكرة وسدد من زاوية صعبة أنقذها أحمد سعد حارس الشرطة في أول اختبار. يكشر الأهلي عن انيابه ويعلن عن سيطرته علي منطقة المناورات بفضل الأسلوب الضاغط الذي أجاد تنفيذه علي الشرطة بقيادة شهاب وحسام عاشور وعبدالله السعيد الذي شكل خطورة كرأس مثلث هجومي تحت رأسي الحربة دومينيك وجدو ووضح من اللحظات الأولي أن جدو في فورمة عالية فأجاد التحرك أمام وداخل منطقة الجزاء ومعه دومينيك الذي أجاد الهروب من الرقابة وتميزت تحركات وسط الأهلي بسرعة الانطلاق والتحرير والتحرك للأمام وفي الأجناب تبادل أحمد فتحي وشديد قناوي فتح جبهات هجومية في الناحيتين اليمني واليسري.. وتضيع فرصة ذهبية من دومينيك وجدو عندما ارتدت من الدفاع والحارس أكثر من مرة. ولكن جدو سددها في النهاية خارج المرمي. مع مرور الوقت وأمام نجاح الأهلي في الاستحواذ علي الكرة وفرض سيطرته علي مجريات اللعب يتقهقر اتحاد الشرطة لنصف ملعبه ويتحمل خط دفاعه بقيادة أحمد دويدار وحسام عبدالجواد العبء الأكبر في التصدي للموجات الهجومية الحمراء تميز أداء لاعبي الشرطة بالالتزام في الرقابة الصارمة علي مهاجمي الأهلي في الثلث الأخير علي حرص لاعبي الوسط علي القيام بواجباتهم الدفاعية في غلق المنطقة الخطرة وهو ما ساهم في القضاء مبكراً علي هجمات الأهلي لذلك ظل حارس الشرطة أحمد سعد بدون اختبار حقيقي بعض ضياع فرصتي جدو ودومينيك. في المقابل تحملت الجبهة اليمني لاتحاد الشرطة بقيادة رضا العزب وعلي رابو وفتحي ومبروك مسئولية قيادة هجمات الفريق في محاولة للوصول لمرمي شريف إكرامي وقد أثر هذا الضغط من هذه الجبهة علي انطلاقات شديد قناوي في الوقت الذي نجح فيه أحمد فتحي في فتح ثغرة هجومية ولكن لم يكتب لها النجاح نتيجة بسالة دفاع الشرطة وحسن تمركز لاعبيها وسرعة انقضاضهم علي الكرة. في المقابل لم يكن دفاع الأهلي والذي لعب مستريحاً لحد كبير بسبب قلة هجمات الشرطة أقل إجادة في التعامل مع الكرات التي وصلتهم نتيجة لتألق لاعبيه بقيادة حسام غالي الليبرو والظهيرين وائل جمعة الصخرة وأحمد السيد. ومع اقتراب الشوط الأول من النهاية ينحصر اللعب وسط الملعب وغابت معها الإيجابية والخطورة الحقيقية علي المرميين بعد افتقاد هجوم الأهلي القدرة علي اختراق متاريس الشرطة الدفاعية بينما لم تشكل محاولات الشرطة الهجومية النادرة أي خطورة ولم يجد دفاع الأهلي صعوبة في القضاء عليها بسبب قلة الكثافة العددية مما سهل من مهمته في شل حركة رأس الحربة خالد قمر وصلاح عاشور اللذين لم يجدا المعاونة الكثيفة من لاعبي الوسط. تستيقظ الجماهير علي صاروخ أرض جو من عبدالله السعيد فوق العارض بسنتميترات. ويهدر دومينيك في اللحظات الأخيرة من هذا الشوط فرصة عمره برعونة واستهتار شديدين عندما سدد الكرة ضعيفة في يد الحارس وهو علي بعد ياردات من المرمي ودون أن يضغط عليه أي مدافع من الشرطة لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي كان فيه الاقتراب للفوز ولكنه لم يستطع ترجمة سيطرته علي الكرة لأهداف بسبب عدم التركيز في اللمسة الأخيرة مثلما فعل دومينيك وعدم الدقة في التسديدات البعيدة والتي حاول الأهلي من خلالها التغلب علي التكتل الدفاعي للشرطة والذي وضح أنه يلعب لتأمين منطقة مرماه أولا والاستفادة من الهجمات الخاطفة السريعة والتي لم يكتب لها النجاح. كان من الطبيعي أن يدفع مانويل جوزيه باللاعب سيد معوض بدلاً من شديد قناوي لتنشيط الجبهة اليسري بسبب قلة انتاجها لعدم قدرة شديد علي القيام بواجباته الهجومية وهي نفس مشكلة الشرطة التي نامت فيه جبهته اليسري حيث انشغل محمد الفيومي بمحاولة إيقاف خطورة أحمد فتحي الذ ي أفلت منه ويتقدم ولم تختلف بداية الشوط الثاني عن سابقه من حيث رغبة الأهلي في تسجيل هدف السبق ولكن دومينيك الذي يبدو أنه مازال بعيدا عن حساسية المباريات والكرة يتباطأ في التسديد من داخل المنطقة ليشتتها حسام عبدالجواد لضربة ركنية وترتطم تسديدة جدو بالدفاع لتخرج ضربة ركنية ولكن هجوم الأهلي عاجز عن استغلالها ويفضل إجادة دفاع الشرطة لألعاب الهواء. يحاصر الأهلي الشرطة في نصف ملعبه أمام إصرار لاعبيه علي فك شفرة كمائن الشرطة الدفاعية فيها هجم الفريق بكل خطوطه ويتقدم حسام غالي من الخلف لمعاونة الهجوم بينما دومينيك يواصل إهدار الفرص. يخرج الفيومي ويلعب بدلاً منه سعيد كمال في محاولة لإيقاف انطلاقات سيد معوض. ويتألق حسام عبدالعال ومعروف يوسف في قيادة خط وسط الشرطة بتشكيل خط دفاعي مبكر من منطقة المناورات بروح قتالية عالية وبتركيز شديد في الأداء وهو السمة التي تميز بها الأداء الدفاعي للشرطة الذي أجاد التنظيم الدفاعي ببراعة بينما يتألق عبدالله السعيد بمجهوده الدائم ومهاراته العالمية في قيادة هجمات الأهلي ولكن سوء التصرف في الثلث الأخير من الملعب وعدم القدرة علي الهروب من الرقابة والضغط الذي تعرض له مهاجمو الأهلي كان وراء عدم وصلوهم لشباك الشرطة خاصة وأن سوء الحظ يصر علي ملازمة صواريخ عبدالله السعيد. يلقي جوزيه بآخر أوراقه الهجومية بالنجم أبوتريكة والسيد حمدي بدلاً من شهاب الدين أحمد ودومينيك سيئ الحظ في محاولة لزيادة فاعلية الهجوم وإيجاد حلول ولو فردية من امكانيات وخبرات ومهارات الاثنين كهدافين وموهوبين وبالفعل يأتي الحل علي أقدام الساحر أبوتريكة بمهارة عالية بتسديدة رائعة في سقف الشباك ليفك الاشتباك بهدف الإنقاذ في تلك المواجهة المعقدة. أجبر هدف التفوق للأهلي اتحاد الشرطة للتخلي عن الأسلوب الدفاعي الصارم الذي اعتمد عليه ليتحول اللعب للاداء المفتوح باحثاً عن هدف التعادل والأهلي في المقابل يبحث عن هدف الاطمئنان الثاني وتأييد حسم تلك المواجهة لصالحه معتمداً علي حماس السيد حمدي ورغبته في الإعلان عن نفسه ولكن دفاع الأهلي كان بالمرصاد لمحاولات الشرطة للوصول لشريف إكرامي نتيجة التزام لاعبي الوسط بسرعة الارتداد للخلف لغلق المنطقة الخطرة أمام خالد قمر وصلاح عاشور. ثقة نجوم الأهلي بأنفسهم كان ترابط خطورة الفريق وشعورهم بأن نقاط المباراة أصبحت بين أيديهم وراء نجاحهم في حسم اللقاء لصالحهم بهدف نظيف لتحتفل جماهيره التي ملأت استاد القاهرة بهذه القفزة الجديدة في رحلة الصعود للقمة دفاعاً عن اللقب.