فى بلد الغريب تلتقى عيناك بعدد من البيوت المميزة التى تحمل ملامح زمن مضى.. تقف شامخة كمعالم أثرية جميلة لكنها مهددة بالانهيار وتنتظر من ينقذها. من أقدمها بيت «المساجيرى» الذى شيدته شركة المستعمرات الهندية البريطانية فى أواخر القرن الثامن عشر الميلادى على طريق الحرير ليكون استراحة للتجار القادمين من الهند إلى ميناء السويس فى موقع فريد يطل على كورنيش السويس ومنطقة الخور، ويمكن من خلاله متابعة السفن العابرة للقناة من المدخل الجنوبي، وتم اختياره ليكون أول مركز لمراقبة حركة الملاحة. واتخذه علماء الحملة الفرنسية من علماء ومهندسين مقرا لإقامتهم وكذلك كان مقر إقامة للإمبراطورة أوجينى فى أثناء حفل افتتاح قناة السويس ، و رغم أن عمره حوالى 300 عام، فإنه يتعرض للتدمير البطئ نتيجة الإهمال. بالقرب من بيت المساجيرى يوجد قصر «بطرس كساب» أو «بيت عنصرة»الذى نزل فيه نابليون بونابرت قبل توجهه إلى الشام وأقام فيه أيضا أحمد عرابى باشا بعد عودته من المنفى . وما زالت جدرانه تحمل طلقات وآثار قصف العدوان الإسرائيلى فى حرب أكتوبر، ودمرت الحرب جدرانه وأسقفه ولم يرمم ولم يهتم أحد بإنقاذه حتى الآن . السويس التى صمدت و هزمت العدو الإسرائيلي، تحتاج بيوتها اليوم لمن ينقذها قبل أن ينال منها الزمن وعوامل التصدع و يضيع تاريخها.