لا يوجد فى تاريخ الأمم أغلى من لحظات الاستقلال لأنها تجسد الطموح الإنسانى للحرية والعدل والتقدم. ولقد عاشت الأمة العربية وفى القلب منها مصر تحت قيادة جمال عبد الناصر مرحلة الاستقلال والنهوض القومى فى الخمسينات والستينات من القرن المنصرم والأمر كذلك فإن صوت جمال عبد الناصر وثورته وتجربته قد عبرت الحدود إلى الدنيا بأسرها وتفاعلت معها الشعوب المستضعفة فى آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينة وفى منطق الأحوال فإن ما مثله ولا يزال يمثله جمال عبد الناصر من مشروع حضارى ومبادىء ومثل عليا يجيب على هذا السؤال لماذا لايزال الرجل حيا بيننا ولاتزال أفكاره قادرة على الإلهام والتحدى جيلا بعد جيل هكذا بدأت الاحتفالية بالإعلان عن مئوية جمال عبد الناصر هذا الأسبوع برئاسة المستشارة تهانى الجبالى . وطالبت الفنانة سميرة عبد العزيز بإطلاق اسم جمال عبد الناصر على عيد الفن لأنه أول من احتفل بعيد الفن .. وقال المنسقون للحملة نريد أن نصل لمليون عضو فى اللجنة التى ستجوب جميع محافظات مصر. كما قال عبد الحكيم عبد الناصر بن الزعيم الراحل أننا يجب لاننسى مقولة نيلسون مانديلا عندما وجدنا هذا الشاب يتحدي ويقف أمام القوى العظمى اذا كان هذا الشاب فعلها فى البوابة الشرقية إذن فنكون نحن قادرين ....وجمال عبد الناصر رافض أن يتحول إلى تاريخ بدليل وجوده فى جميع الأحداث الوطنية الأخيرة ..... جمال عبد الناصر الحلم والفكرة .. والحلم لن يموت.....لقد كان مشروع ضد الاستغلال وثار ضد الإقطاع والرأسمالية والهيمنة الأجنبية . فى الواقع أن الاحتفال برموزنا أصبح مهمة قومية لأن شبابنا وأطفالنا يفتقدون القدوة بل يفتقدون نموذج البطل وجاء هذا نتيجة تغيبيهم من خلال أفلام العنف المصدرة لنا من الخارج والتى تستهدف تخريب الشباب والأطفال وأن يكون نموذج البطل بالنسبة لهم هو السوبر مان ..... بينما البرنامج التربوى الإسرائيلى يسعى الى غرس قيم البطولة فى نفوس أبنائها بل أنهم يصورون العرب على أنهم الأعداء .... فحين أن أطفال العرب يفتقدون القدوة ويسيطر عليهم الأغانى الهابطة وكذلك الأفلام التى لا تحمل أية قيمة أخلاقية .. انتبهوا يا عرب فالحرب القادمة هى الحرب الإجتماعية وتفتيت المجتمع من الداخل ... وأخيرا نتذكر مقولة براوننج * نحن نسقط لكي ننهض .. ونهزم في المعارك لنحرز نصرا أروع .. تماما كما ننام لكي نصحو أكثر قوة ونشاط . [email protected] لمزيد من مقالات د.سامية أبو النصر;