كثير من الآباء يهتمون ببناء عقل وجسم أبنائهم ويهملون الروح أو ما نطلق عليه بلغة علماء النفس والتربية (النفس)، ويظل تركيز الأسرة على الجسد بتقديم الغذاء الصحى والمفيد للأبناء وتوفير العلاج للمحافظة على صحتهم وعلى العقل بالتعليم والتربية بغرس القيم وتعليمهم كيفية التصرف بشكل لائق (الإتيكيت) فى المواقف المختلفة مع المحيطين.. لا شك أن هذه الأمور حيوية ومهمة ولكن كيف نقدم الإسعافات النفسية للطفل؟ غادة السمان المرشد الأسرى والتربوى والمعالج النفسى تقول: إن التربية المتكاملة تعتمد على إشباع ثلاثة عناصر وهى الجسد والروح والعقل، فهناك ترابط وثيق بينها فيؤثر كل منها فى الآخر. العقل الباطن وتوضح أن العقل الباطن يحتاج لعناية وتربية وتغذية سليمة وإسعافات أولية ضد أى جروح نفسية تصيبه، فالعقل الباطن يختلف عن العقل الواعى فى أمور كثيرة أهمها تأثيره غير المباشر على العقل الواعى وعلى الجسد وعلى ردود الأفعال، وتؤكد أن ذاكرة العقل الباطن تبدأ منذ لحظة الميلاد، بل إن بعض العلماء يرون أنها تبدأ حتى قبل الميلاد مع الجنين. ومن أكثر المراحل تأثيرا فى حياة الطفل هى السنوات الخمس الأولى من عمره حيث يتشكل جزء أساسى من العقل الباطن والقناعات والصفات الشخصية وبذور الأمراض النفسية، ففى هذه السنوات يسجل الطفل كل شيء حوله بشكل تلقائى لا إرادى من الأب والأم ومن المحيطين به، وتبدأ أولى الجراحات النفسية تؤثر على نفسيته، وهنا لو لم يتلق الطفل الإسعافات الأولية اللازمة سيبقى هذا الجرح مفتوحا وكامنا وربما مع مرور الوقت يسوء حاله ويزداد تأثيره السلبي. أخطاء الأسرة وتشير خبيرة الإرشاد الأسرى إلى أن الإسعافات النفسية الأولية للطفل هى أساليب تربوية لعلاج أخطاء يتبعها الأب والأم فى التربية مثل السب والضرب، ضعف الثقة بالنفس والخجل، المقارنة والتفضيل، الإهمال والانشغال، التدليل الزائد، طلاق الوالدين أو وفاة أحدهما، أو التعرض لمواقف مثل التحرش أو الاعتداء. وأضافت أن التعامل معها بأسلوب سليم يقى الطفل التأثير السلبى على نفسيته، ويتم الإسعاف النفسى للطفل بعدة أساليب أهمها ما يلي: الإصغاء: استمعى لطفلك واسأليه كيف، متى ولماذا، فالأسئلة الفضولية تحفزه على أن يحكى لك. الدعم والتشجيع: أسمعيه دائما كلمات إيجابية حتى وإن أخطأ فاستخدمى التشجيع بدلا من النقد والتوبيخ ليتعلم من خطئه ولا يكرره. المشاعر الدافئة: احتوى طفلك بالحب ويكون ذلك من خلال الأفعال والكلمات، وتذكرى أن الحضن هو أفضل دعم وفى كل عمر. القصص والحكايات والتجارب: يعد سرد الخبرات من خلال (حدوتة) من أكثر الأمور تأثيرا فى التعلم، فعليك اختيار الوقت والأسلوب المناسب لعمر طفلك.