يحتفل العالم اليوم بالإعلان العالمى للجمعية العامة للأمم المتحدة ب «يوم الفتاة»، الذى يوافق 11 أكتوبر من كل عام بعد أن وصل عددهن أكثر من 1٫1 مليار فتاة تحت سن 18 منهن من تواجهن خطر التمييز أو عدم حصولهن على حقوقهن.. وإذا كنا فى صدد الحديث عن قضايا الفتاة والعنف ضدها فإن ظاهرة التحرش هى الأهم، فلا تزال تلك الظاهرة البغيضة والمؤلمة لكل فتاة متفشية وهى بكل تأكيد القضية الأولى للفتاة التى يجب القضاء عليها. لاشك أن الحكم الذى صدر أخيرا من محكمة جنايات حلوان ضد متحرش بالسجن المشدد 5 سنوات، وإلزامه بدفع غرامة 1000 جنيه تعويضا مدنيا لمصلحة فتاة مصرية، والتى أصرت على القصاص لكرامتها لاقى ترحيبا وقبولا مجتمعيا وأنه سيكون إنذارا لكل من يفكر فى إهانة أى امرأة. ماجدة محيى اخصائية إعلام وصحافة بالتربية والتعليم، تقول إن الحكم يعد خطوة إيجابية ولابد أن يعرف كل فرد أنه سينال عقابه القاسي، ومن المهم أن تمتلك المرأة شجاعة التبليغ عن الشخص المتحرش حتى يأخذ عقابه وتنتهى تلك الظاهرة غير الأخلاقية والمهينة للمرأة والمجتمع. د. انتصار السبكى عضو اللجنة التيسيرية العليا لمكافحة العنف ضد المرأة تقول: كنت أتمنى أن يكون العقاب من المجتمع ذاته، وأن يلفظ هذا السلوك والشخص الذى يقوم به ليكون ذلك رادعا نابعا من الشباب وهى منظومة قيمة، وليس خوفا من العقاب. وأضافت أتمنى استعادة الأسرة لدورها التربوى ولقيمنا الأخلاقية والروح المصرية الجميلة والنظرة إلى المرأة وما تمثله من دور فى المجتمع. د. محمد إبراهيم عبد النبى أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة يشير إلى أنه لابد من وجود مجموعة من الضوابط الاجتماعية، ويعد القانون أحد أهم هذه الضوابط وأكثرها فاعلية، فالحكم هو خطوة إيجابية جيدة تعزز من مكانة المرأة فى المجتمع المصرى للتصدى لهذا السلوك اللاخلاقى المنحرف، لكنها غير كافية للردع والمنع مهما بلغت العقوبة. وأوضح إننا فى حاجة إلى ضبط اجتماعى وتعزيزات أخرى تتمثل فى (الضمير) والأخلاقيات، والدور التربوى والتوعوى والتنشئة الاجتماعية التى تقع على مسئولية الأسرة فى المقدمة، والمدرسة وجميع مراكز تجمع الشباب والمؤسسات الاجتماعية. مؤكدا أن العلاج لن يتم إلا بتطبيق القانون أولا، والتعامل التربوى والتوعوى لرفع مستوى الوعى الاجتماعى لدى الشباب لهذا الفعل الفج سواء بالفعل أو القول أو اللفظ أو التلميح أو النظرة. د. عزة كامل بمؤسسة مبادرة «شفت متحرش» ومناهضة العنف ضد المرأة تقول: هذا الحكم هو رسالة لكل متحرش ألا يستخف بالأمر وأن يفكر ألف مرة قبل القيام بهذا الفعل.. ثم يأتى دور التوعية فى كل مؤسسات الدولة بأن المرأة لها جميع الحقوق، والحريات المتساوية مع الرجل، ويجب احترام وجودها فى الشارع او المدرسة أوالعمل، ولابد من تضافر جميع جهود المجتمع المدنى مع الدولة بالتوعية والتوضيح أن التحرش جريمة يعاقب عليها القانون.