كادت قلوب المصريين تتوقف عندما سجَل منتخب الكونغو لكرة القدم هدف التعادل ضد مصر فى الدقائق الأخيرة من مباراتهما ضمن التصفيات الإفريقية، التى احتاج فيها منتخب الفراعنة إلى الفوز لضمان بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاما. إلا أن حظ «الفراعنة» كان وافرا هذه المرة، واستطاع نجم ليفربول الإنجليزى محمد صلاح تسجيل هدف الفوز بركلة جزاء فى الوقت بدل الضائع، ما دفع الملايين إلى الاحتفال فى منازلهم وفى شوارع المحافظات المختلفة بالحدث الذى طال انتظاره، عودة مصر إلى مونديال كرة القدم بعد غياب ناهز ثلاثة عقود. وتأهل المنتخب المصرى الى النهائيات بفوزه على الكونغو 2-1 بهدفين لصلاح، على إستاد برج العرب فى الإسكندرية فى الجولة الخامسة ما قبل الأخيرة من تصفيات المجموعة الإفريقية الخامسة، ليتقدم بفارق أربع نقاط عن أوغندا قبل الجولة الأخيرة من التصفيات. وكان ملعب المباراة قد امتلأ عن آخره بالجماهير التى زحفت من مختلف المحافظات المصرية منذ الساعات الأولى ليوم الأحد لتحجز لها مقعدا فى هذا اليوم الذى وصفه الكثيرون ب «التاريخي». وفى مدينة السادس من أكتوبر امتلأت الشوارع بالجماهير الذين تابعوا المباراة فى المقاهي، وهم يلوَحون بأعلام مصر ويشعلون الألعاب النارية ويهتفون بأصوات غلب عليها بكاء الفرح «كأس العالم كأس العالم» عقب انتهاء المباراة. وقال محمد محمود الذى كان يتصبب عرقا من حماس الفوز والاحتفال: «الآن أيقنت أن المصريين هم الأكثر حظا بعد هذا التأهل الصعب وما حدث هو حلم كنا ننتظره، وأتوقع حشدا جماهيريا فى كأس العالم فى روسيا بفضل قدم صلاح الذهبية». أضاف المحامى البالغ من العمر 29 عاما: كدت أفقد الوعى عندما أحرز الكونغو هدف التعادل. وقال محمد صبرى (34 عاما) وقد حبس أنفاسه حتى لا يبكى نتيجة سعادته بفوز المنتخب المصرى: حتى الآن أنا لا أصدق أننا تأهلنا إلى كأس العالم ولن أصدق حتى أسمع السلام الوطنى المصرى يعزف فى روسيا على أحد ملاعب المونديال. وفى منطقة هليوبوليس الراقية امتلأ ميدان الكوربة بالمئات من المصريين من مختلف الأعمار والفئات، حاملين الأعلام والصافرات وراحوا يرقصون فى الميدان. وقال هشام حفنى (55 عاما) إنه شعور لا يوصف والفرحة ليس لها مثيل فقد تأهلنا بصعوبة شديدة. وتابع حفنى بعد أن حققنا حلم التأهل، لابد من إعادة النظر فى المنتخب ولاعبيه، فمن غير المعقول أن يكون تعداد مصر 104 ملايين شخص لا نجد بينهم مهاجما أو لاعب خط وسط يكون بديلا جيدا للاعبين الحاليين. ويقول أحمد عبد الواحد (28 عاما): هذه هى الأمنية الوحيدة التى كنت أتمناها قبل أن أموت، هى أن أرى المنتخب الوطنى يلعب فى بطولة كأس العالم، وبالفعل تحقق الفوز فى وقت احتاجت فيه البلاد إلى الفوز.