ستظل انتصارات أكتوبر المجيدة ملحمة مصرية خالدة على مر الزمان، سطرها جيل من أبناء مصر الأوفياء المخلصين من أبطال قواتنا المسلحة لتكون النبراس والسراج المنير. الذى تسير على هديه الأجيال تستمد منه روح الإرادة والعزيمة والصبر والتحدى وقهر المستحيل من أجل استرداد الأرض والعزة والكرامة لمصر وشعبها الذى لا يقبل أن تغتصب أرضه أو يدنسها عدو غادر أو محتل غاصب، كما ستظل ملحمة العبور معينا لا ينضب للأجيال القادمة تأخذ منه الدروس والعبر وهى فى طريقها لبناء المستقبل. وها هى قواتنا المسلحة دائما على العهد تستلهم هذه الروح، وكما كانت فى وقت الحرب درعا واقية وسيفا قويا فى وجه أعداء الوطن، فهى الآن تسهم فى بناء نهضة مصرية حديثة من خلال المشاركة فى إقامة المشروعات القومية العملاقة فى مختلف المجالات وقد شهدت احتفالات المصريين بيوم النصر العظيم أمس افتتاح عدد من هذه المشروعات التنموية الكبرى التى نفذتها القوات المسلحة، أو تحت إشرافها بالتعاون مع القطاع المدنى بالدولة، بالإضافة إلى الكثير من المشروعات الأخرى التى أسهمت فى إنشائها فى مختلف المجالات خاصة فى مجال الطرق والبنية الأساسية. لذلك فإن ذكرى انتصارات أكتوبر لا ينبغى أن تمر مرور الكرام، وأن ينظر إليها فقط على أنها مجرد مناسبة احتفالية للذكري، وإنما هى مناسبة لاستعادة هذه الروح التى صنعت النصر، واستخلاص العبر والدروس التى نحن فى مسيس الحاجة إليها الآن، خاصة فى هذه المرحلة الراهنة من عمر البلاد التى تحتاج إلى روح أكتوبر بكل ما تحمل الكلمة من معني، خاصة تلاحم الشعب مع قيادته وقواته المسلحة، وكما كان الشعب وقت الحرب سندا ومعينا لجيشه فإن مرحلة بناء الدولة المصرية الحديثة تتطلب منه الوقوف جنبا إلى جنب مؤسسات الدولة للخروج بالبلاد من أزمتها الاقتصادية وبناء نهضتها الحديثة والانتصار على الإرهاب والقضاء عليه واجتثاثه من جذوره. إن ذكرى انتصارات أكتوبر فرصة طيبة لاستعادة روح الإرادة والتحدى لدى المواطن المصرى خاصة الشباب منهم، الذين يجب أن يعوا جيدا دروس أكتوبر وما حققه شباب مثلهم فى حرب أكتوبر 1973 من انتصار عظيم غير وجه مصر والمنطقة بل وغير مجرى الأحداث فى العالم بأسره. لمزيد من مقالات رأى الأهرام;