يدعو الإسلام للوحدة وينبذ الفرقة, ويدعو للعمل وينبذ مجرد القول, ويدعو إلي التسامح والتصالح وينبذ الانتقام والتباغض, ويعلمنا تغليب مصلحة المجتمع علي مصلحة الفرد, ودفع المضرة وتغليب جلب المنفعة, والمشاركة في الرأي والنصيحة ولا للهيمنة والمغالبة. وإذا كان الأمر كذلك, فأين أنتم أيها المصريون؟.. لماذا هذا التخاصم والانقسام؟ لماذا كل هذه الفوضي والاحتجاجات والتجاوزات والصراعات؟.. ألم يأن بعد أن تخشع قلوبكم لذكر الله ونحن نبدأ صوم رمضان؟ كفانا تسلطات في الرأي وتصادمات في السلطات.. كفانا اتهاما للقضاء وإهانة للجيش العظيم واستهانة بالشرطة.. كفانا تحطيما للدولة وكيانها وأركانها.. كفانا نفاقا وتحولا وتلونا. لقد تعبنا.. وانحدر التعليم الي أدني مستوياته, وتدني الاقتصاد الي حد الخطورة, وتداعي الأمن والأمان, وساد تهريب السلاح والمخدرات, رغم مجهودات الشرطة الحميدة, وانخفضت مستويات التأمين الصحي, وزادت حوادث الطرق بسبب انعدام الأمن المروري, كما زادت حوادث الخطف والاغتصاب, وانقسم الشعب الي جماعات وفرقاء, وصدق من قال إن مصر بها دار إفتاء واحدة ولكن بها ملايين المفتين. الي أين أنتم ذاهبون؟.. لقد صرنا نعيش في زمن يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق.. زمن يؤتمن فيه الخائن ويخون فيه الأمين.. زمن تختلط فيه أقدار الناس ويصبح الصغير كبيرا والكبير صغيرا, ويغدو الجاهل عالما والعالم جاهلا.. وإنني اذكركم بقول الله تعالي: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا, واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم علي شفا حفرة من النار فأنقذكم منها, كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون( آل عمران301) وقوله تعالي: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط, ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا, اعدلوا هو أقرب للتقوي, واتقوا الله, إن الله خبير بما تعملون.( المائدة8) وقوله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم, والله ذو الفضل العظيم..( الأنفال92) {{ هذه النصيحة الغالية للاتحاد ونبذ الفرقة والتعصب للدكتور إبراهيم علي العسيري خبير الشئون النووية والطاقة, وليتها تجد آذانا صاغية في هذا الشهر الكريم, فلا يعقل أبدا ما نعيشه من خلافات, وتناحر ومصالح فئوية, فالسفينة إذا غرقت فسوف يموت الجميع.