أفهم أن تكون رياضتنا مواكبة للتطور العالمى ولكل تقنيات العصر التى تهيئ للاعبينا التفوق ومجاراة نظرائهم فى العالم، بما يضمن إحراز الانتصارات التى ترفع راية الوطن عالية خفاقة فى المحافل العالمية، وأتفهم أن يقوم فريق بحثى بالتنقيب عن كل ماهو جديد وتحتاجه رياضتنا فى منشآتها وادواتها وملابسها بما يختصر الفوارق مع من سبقونا الى هذه التقنيات العالية، وأقبل أن نحاكى الآخرين فى كل ماهو جديد ومفيد، لكن أن تتحول ملاعبنا الرياضية وفى المقدمة منها الكروية الى معرض لقصات الشعر تحت مسمى النيولوك، فهذا مالا أقبله ابدا، سيقول البعض انها حرية شخصية، وكل امرئ من حقه أن يفعل مايشاء، وهو امر مردود عليه، فالرياضى الذى منحه الله الشهرة لم يعد شخصا عاديا فى نظر المجتمع، فهو نجم يحتذى به الشباب الصاعد، الذى يرصد حركاته ويسجل سكناته، ويحاكيه الى حد التقمص، ويرى فيه القدوة والمثل، فاذا ماترك الباب على مصراعيه امام هؤلاء النجوم وغالبيتهم من محدودى الثقافة والتعليم، فاننا ننشئ جيلا جديدا لايعرف عن القيم والمثل والعرف والتقاليد ما يجعله عضوا نافعا فى المجتمع، وسنكون قدمنا له تفسيرا خاطئا للحرية الشخصية، التى هى فى الاصل حرية مسئولة، لابد أن يعرف صاحبها انه حر فيما بينه وبين نفسه، اما مابينه وبين الناس والمجتمع فهناك ضوابط تحكمه، وعليه قبل غيره ان يلتزم بها بوصفه قدوة لمن يمنون النفس ان يحققوا ذات شهرته وينالوا مكانته، من هنا فان مايجرى فى ملاعب مصر من تقليد أعمى لنجوم اوروبا الذين يحلقون رءوسهم بطريقة تنافى القيم الدينية، بحلق شعر أسفل الرأس وترك أعلاه وهو مايطلق عليه القزع الذى نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه فى ايامنا هذه بات امرا عاديا، ماشجع حكما للقيام به، وظهر فى صورة مستهجنة انكرها عليه رؤساؤه قبل المشجعين والاعلاميين، الذى انتقدوه بشدة، لكونه يقوم بدور القاضى فى الملعب ولابد ان يهتم القاضى بما يضمن له فرض الهيبة على المتنافسين امامه، وماكان هذا الحكم وغيره كثيرون من اللاعبين الذين باتت قصات شعرهم مضرب المثل عند الانتقاد، ليقدموا على مافعلوا إلا لانهم لم يجدوا من يلفت نظرهم من اسرهم او مدربيهم الى قبح مايفعلون. ويكفى ان فريقا به ثلاثة لاعبين اهتموا بربط شعورهم بما يطلق عليه العامة (كحكة ) ومن عجب أن تركيزهم على (النيولوك ) صرفهم عن التركيز فى اللعب فتلقى فريقهم الخسارة تباعا وكان فى الموسم الماضى معرضا للهبوط رغم امكاناته الكبيرة، ولاندرى ماهى الفائدة التى تعود على هؤلاء اللاعبين من وراء تسليم رءوسهم الى الحلاقين يعيثون فيها كيفما شاءوا، حتى بات الحلاقون يتباهون بأنهم اصحاب قصات شعر فلان وفلان من لاعبى الكرة، والعجيب أن اهل الفن الذين هم ملوك الموضة عبر التاريخ لم نر نجومهم يفعلون مايفعله أهل الرياضة، ولنا فى النجوم من جيل الرواد حسين صدقى وعماد حمدى وشكرى سرحان وفريد شوقى مرورا بجيل الوسط عزت العلايلى ومحمود ياسين ونور الشريف وحسين فهمى وعادل امام ومحمود عبد العزيز وصولا الى الجيل الحالى احمد السقا ومحمد هنيدى واحمد حلمى واحمد عز وكريم عبد العزيز وغيرهم كثيرون المثل، فلم يظهر منهم فى الحياة العامة من يربط شعره او يطلق لحيته دون تهذيب، ويبدو أنهم تركوا المهمة لنجوم الرياضة أن الامر بات ظاهرة تستوجب التوقف عندها، لان المخاطر لاتأتى الا من مستصغر الشرر، ولايمكن ان تمر هذه الظاهرة مرور الكرام ثم يأتى ماهو أسوأ منها لنعض ساعتها أصابع الندم على أننا لم نلتفت الى الامر من البداية، وهاهى مجموعة من الشباب تتخطى فى غفلة من المجتمع والاخلاق وتتجاسر على الدين والقيم وتعلن فى حفل فنى عن انها مثلية، وماكان هؤلاء يفعلون ذلك إلا لكونهم أمنوا العقاب ، والعجيب ان القنوات الفضائية اتاحت لهم الفرصة ليعبروا عن آرائهم بدلا من زجرهم وتعنيفهم والمطالبة بمحاكمتهم بتهمة نشر الفسوق ومخالفة تعاليم الاديان، وهنا يأتى التساؤل: أين قانون النظام والآداب العامة، ولماذا لايطبق على حالات التشوه الاخلاقى والسلوكى فى الشارع المصرى من فوضى المرور والسباب والتحرش واحتلال الارصفة وغيرها من المظاهر التى باتت تشوه المجتمع وتنبئ بأن القادم سيكون أكثر سوءا، ان الشباب كما هو معروف، هم نصف الحاضر وكل المستقبل، وهم صمام الامان وفخر الاوطان وعنوان التحضر ومقياس التقدم، فان لم نولهم الاهتمام ونضعهم نصب الأعين لإصلاح المسار اولا بأول فلانلوم الا انفسنا وقت لاينفع الندم، فهل بعد ضياع الاخلاق مصيبة، وصدق أمير الشعراء أحمد شوقى عندما قال: اذا أصيب القوم فى اخلاقهم، فأقم عليهم مأتما وعويلا. لمزيد من مقالات أشرف محمود