عبدالوهاب حامد كان رسول الله مثله مثل أي بشر أخر يحب أمورا معينة ولكن كان حبه في الله وبالتالي فلابد أنه كان يحب مايحبه الله من معالي الأمور وأشرافها قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ان الله تعالي يحب معالي الأمور وأشرافها وكذلك يحب معالي الأخلاق التي يحبها الله تعالي, ومن هذه الأمور التي يحبها النبي الأخلاق الشرعية والخصال الدينية والصفات الحسنة وأداب المعاملة مع الناس وأداب اللسان. وكان من سنة النبي أنه إذا رأي مايحب يحمد الله ويثني عليه, فعن عائشة قالت: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا رأي مايحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات, والأمور التي كان النبي صلي الله عليه وسلم يحبها كثيرة جدا, ولكن سيكون التركيز فقط علي الأمور التي نصت الأحاديث علي أنه يحبها وذكر فيها لفظ الحب أو الاعجاب استكمالا لما بدأناه قبل ذلك في30 حلقة تناولت مايحبه الرسول ومايبغضه. ومن الأمور التي كان النبي يحبها الفأل الصالح قال رسول الله: لا عدوي, ولا طيرة, وأحب الفأل الصالح, وهي الكلمة الصالحة والحسنة والطيبة, كما فسرها رسول الله صلي الله عليه وسلم حين سئل عنها فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: لا طيرة وخيرها الفأل قيل: يارسول الله وماالفأل ؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم وفي حديث أخر قال: لا عدوي, ولا طيرة, ويعجبني الفأل, الكلمة الحسنة الكلمة الطيبة فالفأل الصالح حسن ظن بالله تعالي, وإنما أحب رسول الله الفأل لأن الانسان إذا أمل فائدة الله تعالي وفضله عند سبب قوي أو ضعيف فهو علي خير في الحال وان غلط في جهة الرجاء لأن الرجاء خير, وأما إذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالي فان ذلك شر له. ومن أمثال التفاؤل أن يكون له مريض فيتفاءل بما يسمعه فيكون له الشفاء بإذن الله, والتفاؤل يمكن أن يكون بسماع كلمة طيبة صالحة, ويمكن أن يكون بسماع اسم حسن, وفي غزوة الحديبية لما جاء سهيل ابن عمرو الي النبي عليه السلام للتفاوض معه علي الصلح قال النبي صلي الله عليه وسلم: لقد سهل لكم من أمركم, وربما يكون التفاؤل أيضا برؤية منظر أو مكان ما. وكان النبي يتفاءل بالاسم الحسن ويعجبه فعن أبن عباس قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يتفاءل ولا يتطير ويعجبه الاسم الحسن قال ابن الملك: السنة أن يختار الانسان لولده وخادمه من الأسماء الحسنة, وقد غير صلي الله عليه وسلم عددا من الأسماء المكروهة الي أسماء حسنة, ونؤكد في النهاية أنه كان عليه السلام يعجبه الفأل لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالي بغير سبب محقق والتفاؤل حسن ظن بالله والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالي علي كل حال.