رغم ارتفاع الأسعار التى تحاصر المواطن المصرى وقدرته على مواجهتها سواء بالاستغناء أو الترشيد، إلا أنه أمام آلام المرض لابد من الذهاب للطبيب ليصطدم بارتفاع قيمة الكشف الطبى الذى بالغ فيه الأطباء بحجة الخبرة والمهارة، ليصل لأرقام تخطت الألف جنيه عند الاستشاريين الكبار بخلاف التحاليل والأشعة ثم الدواء الذى زادت أسعاره بطريقة جنونية سواء المنتج محليا أو يتم استيراده. وقد زادت المعاناة بعجز المستشفيات الحكومية التى تعانى الإهمال وندرة المعدات وغياب الأطباء عن تقديم الخدمة الطبية، مما جعل أخبار المستشفيات تنتقل بصفة يومية إلى صفحات الحوادث بالصحف والمحال نتيجة المشاحنات والاشتباكات بين المرضى وأهاليهم مع الأطباء. يجب على نقابة الأطباء أن تتدخل لوقف هذه المغالاة غير المبررة فى قيمة كشف الأطباء الذين تناسى غالبيتهم قسم المهنة وهدفها النبيل لتخفيف آلام ومعاناة المرضى، وأصبح هدفهم تكوين الثروات. وفى رأيى أنه يجب أن تتدخل الدولة بقوة لتأهيل وصقل مهارة شباب الأطباء، وهم بالآلاف وينتشرون فى جميع ربوع مصر وأن تتحول جميع المستشفيات والوحدات الصحية إلى عيادات لتقديم الخدمة الطبية بأجور رمزية فى الفترة المسائية وهى الفترة التى يكون فيها المرضى فريسة لجشع الأطباء فى عياداتهم الخاصة، كما يجب أن يقوم الإعلام بحملة توعية للمواطنين لتزداد ثقتهم فى الأطباء الشبان ،قبل أن يتحول المرضى وخاصة الفقراء للطب الشعبى. كما أرجو أن يقتدى هؤلاء الأطباء الذين رفعوا قيمة كشفهم بصورة مبالغة بالمئات بكبار الأطباء الذين لم يرفعوا قيمة كشفهم منذ عشرات السنين، بل عندما يجدون مريضا «على قد حاله» واستشعروا أن قيمة كشفهم المتوسطة كبيرة عليه ردوه له وعلاجه مجانا. [email protected] لمزيد من مقالات ممدوح شعبان;