حفلة شواذ وهنا في مصر بلد الأزهر والألف مئذنة ! فهل هذه هي نهاية العالم التي يبشرنا بها علماء الغرب ويصدعون بها دماغنا مؤخرا ؟ بصرف النظر طبعا عن تلك التنبؤات التي تبشرنا أو وربما تحذرنا باقتراب يوم القيامة ومدي تعارضها مع ما جاء بالقران الكريم , فهذا ليس موضوعنا الآن , ولكن ربما المصادفة وحدها هي التي فرضت نفسها خاصة بعد حفل المثليين الذي أقيم يوم الجمعة الماضي ولأول مرة علي أرض الكنانة , وتحديدا في منطقة التجمع الخامس , وبهذا الشكل المتبجح من رفعهم وتباهيهم بأعلامهم التي تعرف ب " الرينبو " وهي تتميز بألوانها الساطعة علي شكل " القوس قزح " , وأن كنا لا ندري ما علاقة قمة الشذوذ والتقزز والانحطاط , بألوان الطيف الجميلة التي ترمز للربيع والتفاؤل والبهجة والطبيعة بكل أشكالها وبجمالها الرباني أن لم تستحي فافعل ما شئت , وهذا ما حدث فقد أعقب رفع علم هؤلاء الشواذ , تشجيع عدد من مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة لحقوق المثليين , للظهور والتعبير عن نفسهم , ووصلت بهم البجاحة أن يوجهوا الشكر لمن رفعوا راياتهم , ووصفوهم بالشجعان لأنهم استطاعوا بما فعلوه أن يحققوا قدرا من الانتصار الذي كانوا يحلموا به ! ودشنوا بعدها أيضا عدد من الهاشتاجات وكلها تدعو إلي التعريف بالشذوذ كنوع من انتشاره داخل مصر والمجتمع العربي عموما , كما أنهم وفي سبيل خدمة دعوتهم الكريمة , قاموا بعمل إعلانات عن تنظيم كورسات ومعسكرات لأعداد الناشطين والمهتمين بالعمل في مجال الأقليات الجنسية والجندرية , وزيادة في الكرم قرروا آلا يبخلوا علي مشروعهم القومي العظيم , فراحوا هم يتحملوا كل تكاليف ومصاريف هذه الدورات أو الكورسات ! لا تعليق طبعا لأنه مهما قلنا أو هاجمنا أو حتى صرخنا وبأعلى صوتنا ! فلن يعبر عما يجيش من مشاعر غضب وألم وغيظ مكبوت ومكتوم داخلنا , لكن عزائنا الوحيد أن تتم محاسبة المسئولين عن هذا الحفل أي كانوا هم أو من ! " أمنيا " فقد تم بالفعل القبض علي مجموعة منهم ويجري التحقيق معهم من قبل نيابة أمن الدولة , كما تم أيضا تقديم بلاغ جديد ضد منظمين الحفلة ومالك المول الذي أقيم عليه الحفل ولكن هذا لا يمنع من ضرورة محاسبة الذين سمحوا بدخول هذا الفريق اللبناني , والذي يدعي " بمشروع ليلي " ومن المعروف أنهم مجموعة من المثليين , لذلك فهم ممنوعين من دخول أو إقامة حفلاتهم في عدد كبير من الدول العربية علي أي حال ومهما كانت الإجراءات التي قد تتخذ , والتي لن تستطيع طبعا أن تمحي ما جدث , لكن علي الأقل فلابد أن نتأكد أنها لن تسمح بحدوثها مجددا فكفانا ما فعلته بنا من جرح شعورنا والتشهير بسمعة بلدنا , وإهانة أدياننا مسلمين كانوا أم مسحيين , فكل الأديان ترفض حتما هذا الشذوذ ولا تقبل أبدا أن يجاهر به أحد , ولا فرضه علينا كنوع من سياسة الأمر الواقع , فهو مرفوض ولا يجوز لا شرعيا ولا قانونيا ولا عرفيا ! · " أحمد الفيشاوي " أصبح هو الأخر حالة مستفزة عند العديد من الناس , صحيح لا أحد ينكر موهبته ، لكن هذا لن يعوض غضب الناس منه ومن تصرفاته الغريبة وتصريحاته ومظهره الأغرب وأغرب , فتارة نراه يرتدي حلق في أذنه , وتارة أخري يقوم بطبع عدد لا حصر له من الوشم أو " التاتو " علي كل أنحاء جسمه , هذا إلي جانب ظهوره المتكرر وهو في حالة عدم وعي وترنح ! فجعله هذا وفي كل مناسبة يخرج علينا يبدو وكأنه فقد السيطرة علي نفسه تماما , وأخرها ما فعله في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي , حيث ظهر بشكل غريب وتلفظ بكلمة خارجة , ولم يراعي أنه في مهرجان يبث علي الهواء مباشرة ويشاهده العالم بأكمله الغريب واعتقد أنه لم يعد هناك شيء غريب عند الفيشاوي الصغير الذي لم يعتذر , وأغلب الظن أنه لن يعتذر وسيمضي في طريقه كما يحلو له , وكأن لسان حاله يقول لمن لم يعجبه " فليشرب من البحر " ! وفي الحقيقة فأننا نعيش الآن حالة انفلات لا أخلاقي من معظم النجوم الحاليين والمشاهير عموما " ساويرس " نفسه وبرغم الانجاز الفني الكبير الذي قدمه من خلال إقامته لمهرجان الجونة السينمائي الأول , إلا أنه نسي أن المهرجانات لا تبني ولا تنجح بوجود الفنانين والفنانات فقط , بل والصحفيين أيضا , ومع ذلك قام بإهانتهم وأهدر كرامتهم ومجهودهم , عندما منعهم من حضور حفل الافتتاح واكتفي بوضع شاشات عرض في غرفهم ليشاهدوا الحفل من منازلهم , عفوا من فنادقهم ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;