برغم الانفلات الأمني الذي أدي لاغلاق أكثر من170 مصنعا بمحافظة الاسكندرية إلا أن الابتزاز الذي يمارسه أهالي الطابية والاعتداءات المستمرة التي يمارسونها تجاه تلك الشركات الاستثمارية. وكذلك ضد شركة أبوقير للأسمدة التي تغطي70% من احتياجات السوق المحلي من الأسمدة تهدد بأزمة كارثية يمكن أن يتعرض لها الزراعة المصرية في حالة اغلاق هذا المصنع الذي يعتبر آخر المعاقل الوطنية لهذه الصناعة في مصر بخلاف ما ستتعرض له أعمال التنمية المجتمعية التي تتبناها الشركات التي تتعرض لهذه الهجمات من انتكاسة لجهودها تجاه البيئة والمجتمع بسبب هذا الإغلاق! والظاهرة الجديدة التي تعدد مناخ الاستثمار المصري بلغت ذروتها مع قيام قاطني المنطقة بالاعتداء علي محطة ضخ المياه المغذية للشركة والشركات الأخري المجاورة وأوقفوا المحطة عن العمل تحت تهديد الأسلحة وأعلنوا عدم ترك هذه الشركات تعمل إلا بعد تعيين أبنائهم وذويهم بها, ورغم الاستغاثات المتكررة لمديرية أمن الاسكندرية إلا أن قوات الأمن لم تتحرك وتركت المعتدين من أهالي الطابية يمارسون ابتزازهم ويعبثون بالإنتاج والاستثمار الذي سيكبد هذه الشركات خسائر فادحة خاصة أن نحو80% من إنتاجها للتصدير ومرتبطة بتعاقدات والتزامات دولية, وذلك دعا المحافظ الدكتور أسامة الفولي الاجتماع بمسئولي الشركات وأصدر توجيهات لهم بضرورة تعيين عدد من أبناء المنطقة استجابة لابتزاز الأهالي مما سيخلق نوعا جديدا من البلطجة وفرض السطوة التي تؤدي إلي توقف انتاج الشركات وحركة الاستثمار. أكد مسئول كبير بإحدي شركات انتاج الأسمدة رفض ذكر اسمه خوفا من بطش أهالي منطقة الطابية والنجوع المجاورة, أن رأس مال الشركة يصل إلي500 مليون دولار ويعمل بها ألفان من العمال, وبعد قيام الثورة ونشوب أزمة الأسمدة قامت الشركة بتوفير20% من إنتاجها للسوق المحلي بأسعار مدعمة نقل كثيرا عن سعر التصدير, والشركة تقوم بصرف أكثر من15 مليون جنيه سنويا علي الخدمات للمناطق المحيطة بها من أعمال متنوعة لخدمة الأهالي من أهمها تأسيس مدارس لمختلف المراحل التعليمية وتسديد المصروفات الدراسية لنحو ثمانية آلاف تلميذ سنويا, بالإضافة إلي إنشاء مستوصفات صحية وعلاج الفقراء وأصحاب الأمراض المزمنة وتوفير الأدوية لهم علي نفقة الشركة وأيضا توفير إعانات شهرية للأسر الفقيرة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني وتوصيل المرافق والخدمات وإنارة الشوارع وتبطين الترع ورصف الشوارع علي نفقة الشركة وغيرها من الخدمات التي أدت إلي تنمية المنطقة بيئيا وصحيا وتعليميا واجتماعيا, بالاضافة إلي دعم صندوق طلبة جامعة الإسكندرية وتوفير الأجهزة الطبية للعديد من مستشفيات الجامعة والحكومية. وأوضح أن الشركة خلال الأيام الأخيرة تعرضت لمخاطر عديدة وابتزازات من أهالي المنطقة ستؤدي إلي غلقها مثلما حدث مع شركة موبكو بدمياط وبالتالي ستتوقف عن الوفاء بالالتزامات الدولية في الوقت الذي نحتاج فيه إلي زيادة الانتاج ويقول أحد القيادات بشركة أبوقير للأسمدة والصناعات الكيماوية التي تعتبر الشركة الوطنية الوحيدة لإنتاج الأسمدة وإنتاجها بالكامل يذهب للسوق المحلية, حيث إنه في غياب الأمن وعمليات التحريض من بعض القيادات الشعبية الموجودة علي الساحة الحالية بمنطقة الطابية والمناطق المجاورة يقوم بعض البلطجية والخارجين علي القانون بابتزاز الشركات تكرار لما حدث في موبكو وتم غلقها, ولكن هنا الوضع يختلف, حيث إن شركة دمياط قطاع استثماري ويصدر كل انتاجها للخارج, ولكن شركة أبوقير تسلم كامل انتاجها الذي يبلغ2 مليون طن سنويا لبنك التنمية الزراعية وانتاجها يغطي70% من السوق المحلي, ونظرا للتهديدات المستمرة وتوقف محطة ضخ المياه سيؤدي إلي توقف الانتاج تماما خلال ساعات وتعرض الدولة لززمة شديدة للأسمدة مما ينذر بمنعطف خطير يهدد المحاصيل والزراعة المصرية,