الدوحة بدأت رحلة الصعود إلى الهاوية .. إنها تفعل الشيء وعكسه .. تقول الأمر ثم تنفيه لتؤكد نقيضه .. حالة «ترنح» غريبة تمارسها على أعلى المستويات أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع الذى يتابع ما يجرى بدهشة وقلق .. حتى الوسيط الكويتى «الصبور» أصبح فى حيرة من أمره وحرج من دوره بسبب حالة التخبط والخداع القطرى السافر !! فبعد محادثة هاتفية أجراها أميرها تميم بن حمد مع ولى العهد السعودى محمد بن سلمان وأبدى خلالها رغبته فى الجلوس على مائدة الحوار مع كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين لحل الأزمة القائمة مع الدول الأربع ونشرت وكالة الأنباء السعودية أنه سيتم إعلان تفاصيل المبادرة لاحقا .. فوجئ الجميع أن وكالة الأنباء القطرية وقناة الجزيرة تنشر تفاصيل محرفة عن مضمون الاتصال .. الأمر الذى أثار استياء المملكة وردت عليه سريعا ببيان شديد اللهجة أكدت فيه أن ما ذكرته وسائل إعلام الدوحة «لا يمت للحقيقة بصلة ,وأنه استمرار لتحريف السلطة القطرية للحقائق ,وأن المملكة ليس لديها استعداد للتسامح مع تحوير قطر الاتفاقات والحقائق»!! ونفس النهج غير السويٌ اتبعته الدوحة مع الوسيط الكويتى الصبور جدا الشيخ صباح الأحمد الصباح عندما نفت تصريحات أعلنها خلال مؤتمر صحفى مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ذكر فيها أن قطر مستعدة لتلبية المطالب الثلاثة عشر للرباعى العربى !! والسؤال المنطقى هو: من يحكم قطر ومن يدير أزمتها مع الرباعى العربى ؟! وماذا يعنى أن يتفاوض الأمير الشاب فى اللقاءات الرسمية ويجرى محادثات هاتفية مع القادة ثم تخرج وسائل إعلامه لتنفى ما تعهد به وما فاوض بشأنه ؟!! هل هو خداع مقصود من القيادة االقطرية ؟! أم أنه «توريط» للأمير الصغير وتكريس لنظام الحمدين ؟! أم أن الأطراف الإقليمية فى أنقرة وطهران هى التى تدير شئون الدوحة ؟! أم أنه مزيج من كل هذه الأشياء مجتمعة ؟!! المؤكد أن قطر تترنح .. وهى فى طريق الهاوية ما لم تصلح سريعا من أمورها!! [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى