فى ظل الانخفاض الملحوظ لعدد العاملات السيدات فى شركات تكنولوجيا المعلومات والهندسة حيث يستحوذن على 20% فقط من اجمالى قوة العمال بالقطاع، اطلقت جمعية اتصال مبادرة بالتعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات لضبط هذا الخلل وتحقيق التوازن فى سوق العمل فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والهندسة. بداية تقول ريم أسعد عضو مجلس ادارة جمعية اتصال ان المبادرة تهدف الى تهيئة بيئة الاعمال لتكون حاضنة للجميع وتحقيق تنوع اكثر والاستفادة من كل القدرات والمؤهلات من رجال ونساء، حيث ان عدد الطالبات فى كليات الحاسبات والمعلومات والهندسة تقترب من 50% بينما تنخفض مشاركتهم فى سوق العمل مما يعنى وجود طاقات معطلة وغير مستفاد منها، وتعمل المبادرة على تذليل جميع العقبات التى تواجه السيدات بداية من التعليم فى المدارس والجامعات الى إعادة تأهيل المرأة وتثقيفها، وتجهيزها لتولى القيادة. وتعرض المبادرة نماذج ناجحة لسيدات اقتحمن مجالات دقيقة كانت مقصورة على الرجال حيث تمكن من تحقيق النجاح بها، ومن هذه النماذج المهندسة شيماء محمد خريجة قسم كهرباء هندسة القاهرة التى بدأت العمل فى مشروعات بقطاع الطاقة حيث عملت كمسئولة عن صيانة محطات الطاقة ويعمل تحت إدارتها 11 متخصصا فى هذا المجال، واكدت ان الشركة التى تعمل بها تتبنى سياسة فى الاستعانة بالنساء ساعدتها فى الالتحاق بالعمل الذى يتوافق مع دراستها الجامعية، مع توفير كل الدورات التى تؤهلها لأداء الوظيفة. وقالت ان عملاء الشركة لم يتخيلوا ان يكون من يخطط لمحطات الطاقة والصيانة معهم فتاة مصرية ، ولكن مع الوقت أصبح ذلك امرا عاديا لا غرابة فيه، خاصة فى اوقات الطوارىء حينما لم يجدوا اى تقصير او تأخير بحجة ان المسئولة عن المهمة سيدة. ايضا المهندسة سارة مراد خريجة هندسة عين شمس قسم ميكاترونيكس، والتى بدأت العمل فى احدى شركات خدمات البترول الهندسية حيث كانت مسئولة عن عمل بريمات الحفر، وعملت لمدة ثلاثة اعوام فى صحراء مرسى مطروح ويعمل تحت قيادتها 85 مهندسا وفنيا وموظفا، وسافرت الى سلطنة عمان للعمل فى هذا المجال الذى يتطلب قضاء 8 اسابيع فى الصحراء وأسبوعين اجازة، وتقول سارة ان البداية لم تكن سهلة فهى ثالث نموذج نسائى الاولى استقالت والثانية تركت العمل من اجل السفر للخارج، مشيرة الى انها واجهت مشاكل عدم التقبل واقوال من نوعية « تركنا لكم البلد وجينا الصحراء .. جايين ورانا ليه ؟ ولكن التحدى والرغبة فى اثبات الذات الى جانب تشجيع الاسرة وكذلك ثقة الشركة كلها عوامل ساعدتنى على النجاح. أما مايا السيد خريجة قسم ميكانيكا بهندسة الجامعة الامريكية الذى لايزيد عدد البنات فيه على ثلاث على الاكثر، فهى تعمل حاليا مديرة تطوير طرق العمل لاسواق افريقيا فى مجال الاجهزة الطبية، وبدأت حياتها فى العمل بالمصانع وعنابر الانتاج وتقول ان نظرة المجتمع تضع امامنا تحديا ان يكون الانجاز ضعف العادى حتى تكون هناك ثقة فى البداية. ايضا نهى المهدى خريجة هندسة الكترونيات من الجامعة الامريكية ودراسات عليا فى ادارة الاعمال والاقتصاد، فقد قررت خوض غمار الوظائف الصعبة فى بداية حياتها حيث عملت فى ادارة مسئولة عن مصر ولبنان والأردن وحصلت على برامج تدريبية فى شركتها عن كيفية الاسراع فى تطوير حياتها الوظيفية، وبعد 18شهرا اصبحت مسئولة عن ابرام التعاقدات وتنفيذها ومتابعتها مع العملاء ومسئولة عن عقود محطات كهرباء توليد بنها والنوبارية وعن ادارة التعاقد وتوريد قطع الغيار وهى مهمة ثقيلة تتطلب ان تحوز ثقة ادارة المحطة على جميع مستوياتها، وهو ما يستلزم مهارات غير النواحى الفنية، وادارة توربينات واعمال ومواقف صعبة تستلزم اتخاذ قرارات حازت خلالها على الاحترام من جميع مستويات العمل بعد ان كان ينظر البسطاء لها على انها طالبة تتدرب مع والدها او احد اقاربها.