بعيدا عن الاجازة، يحمل العيد مذاقا مختلفا بمواصلة العمل والاستعداد لحالات الطوارئ بين «أطباء الحميات» إذ تزداد خلال «المواسم والأعياد» حالات النزلات المعوية نتيجة إسراف البعض فى تناول اللحوم غير المطهية جيدا أو مجهولة المصدر ، وكذلك حالات الإجهاد الحرارى نتيجة التعرض المباشر للشمس ولفترات طويلة بالمتنزهات فى أوقات الذورة. أطباء الحميات بمستشفى إمبابة يقضون العيد بين تبادل «النوبتجيات» الصباحية والمسائية و»المبيت» مع زملائهم فى أقسام الاستقبال والطوارئ ووحدات العناية المركزة ، وتعتبر الحميات حائط صد لكثير من الأعراض المرضية التى تصيب المصريين مسببة ارتفاع الحرارة التى تترواح فى شدتها من النزلات المعدية وصولا إلى إلتهاب المخ ومضاعفاته ، مما يتطلب تشخيصا دقيقا وتداخلا فوريا لإنقاذ حياة المريض ، وهو ما جعل مستشفى حميات إمبابة يستقبل ما يجاوز الألفين متردد يوميا على العيادات الخارجية. «لا فرق لدينا بين يوم عمل أو عطلة رسمية» هكذا يقول الدكتور شريف كامل مدير عام مستشفى حميات إمبابة ، إذ تعتبر الحميات خط دفاع أمام الأوبئة ، ويستقبل المستشفى المترددين طوال 24 ساعة يوميا إلى جانب استمرار تقديم الخدمة العلاجية للمرضى المحجوزين بالأقسام الداخلية ووحدات الرعاية. ويشهد موسم الأعياد تزايد الحالات المترددة على أقسام الاستقبال التى تعانى النزلات المعوية فى عيد الأضحى نتيجة تناول اللحوم غير المطهية جيدا أو غير معلومة المصدر والملوثة ، وتظهر أعراضها بسبب تهيج جدار الجهاز الهضمى مسببا إسهال وغثيان وقيء وتقلصات البطن المصحوبة بإرتفاع درجة الحرارة والصداع وآلام بالجسم ، أيضا تزداد حالات ارتفاع الحراة المصاحبة للإجهاد الحرارى نتيجة التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة أو فى أوقات الذروة خاصة ونحن فى شهر سبتمبر الذى يتسم بحرارته الحادة . ويشير الدكتور شريف إلى أن المستشفى يستقبل مختلف حالات الحمى وعلى رأسها الإلتهاب السحائى وإلتهاب المخ ، وتعتبر حميات إمبابة من أهم أماكن الاختصاص والخبرة فى التعامل مع هذه الحالات الحرجة التى غالبا ما تأتى مصحوبة بمضاعفات وغيبوبة تتطلب التداخل الفورى لإنقاذ حياة المريض. واستعرض الدكتور حمدى إبراهيم استشارى ورئيس وحدة الرعاية المركزة بمستشفى حميات إمبابة التحديات التى تواجه وحدتى العناية المركزة بالمستشفى ومنها انهما لاتستوعبان حجم إقبال المرضى بخاصة الحالات الحرجة منهم وكذلك توزيع ساعات العمل والنوبتجيات بين الطاقم الطبي، والطبيب الواحد مسئول عن متابعة أكثر من 10 حالات حرجة وهو أمر مجهد ، كما أن أسرة عناية مجهزة ولكنها عاجزة عن استقبال المرضى لعدم وجود الكوادر الطبية الكافية لتشغيلها ومتابعتها ، وهو ما يعزيه إلى العجز فى نيابات تخصص الحميات والأمراض المعدية من جهة وتراجع أعداد التمريض المدرب للتعامل مع الحالات الحرجة من الجهة الأخرى. ويؤكد الدكتور أهمية دور مستشفيات الحميات فى الترصد الوبائى المستمر ضد الأمراض المعدية لمنع دخول تهديات خارجية مثل الكورونا والإيبولا . ويقول الدكتور شريف محمد عطية مدير الاستقبال بمستشفى حميات إمبابة : تستقبل العيادات الخارجية أكثر من 1400 مريض يوميا فى العيادات الصباحية، بخلاف 800 حالة أخرى فى العيادات الاقتصادية فى الفترة المسائية ، وهو ما يوجد ضغطا على موارد المستشفى مع تزايد أعداد المترددين وترجع هذه الزيادة الى التحويل من المستشفيات الأخرى بدون تشخيص الحالة جيدا ومعرفة السبب وراء ارتفاع حرارة المريض ، فقد نجد ان السبب التهاب المرارة وهو ما يحتاج إلى التداخل الجراحى وليس التحويل للحميات ، أيضا هذا التحويل العشوائى يعرض هؤلاء المرضى لخطر مخالطة مرضى آخرين يحملون عدوى ، كما يؤدى لوجود وقت ضائع على المريض وعلى الطبيب.