ما زال الإهمال والتخبط يضرب المستشفيات الحكومية بالمنيا، خاصة الحميات، فالمستشفى يضم قسماً للعلاج الاقتصادى وآخر «عادى»، لا يلقى فيه المرضى عناية طبية، فطاقم التمريض هو من يتابع الحالات بدلاً من الأطباء، كما أن مستشفيات الحميات لا توجد بها معامل تحاليل أو أجهزة تحليل الدم، كما يتم خلط المرضى المصابين بالعدوى مع بعضهم البعض. ي المواطنون: المصابون بالأمراض المعدية بجوار مرضى الإجهاد.. ووكيل الوزارة: المرضى يحظون بعناية فائقة قول محمد خليل، أحد المترددين على المستشفى، إن المضادات الحيوية غير متوافرة، وهناك أطفال ورجال ونساء يترددون يومياً ويعانون من الإجهاد الحرارى وتُصرف لهم مسكنات، مضيفاً أن هناك بطئاً فى التعامل مع المرضى مهما كانت حالتهم الصحية، والطبيب يأتى للكشف على المريض بعد مرور ساعات على وجوده فى المستشفى، لافتاً إلى أنه جاء إلى المستشفى ومعه والدته وكانت مصابة بارتفاع فى درجة الحرارة، ولم يتم توقيع الكشف الطبى عليها إلا بعد مرور نحو ساعة لوجود حالات سابقة، وعندما تحدّث إلى المسئولين قالوا له: «كل واحد هنا بالدور مهما كانت حالته». وأشار إلى أن المعاملة سيئة، ولا تليق بآدمية المواطنين، والأطباء لا يوقّعون الكشف على المرضى بعناية، ويتعاملون معهم على طريقة «فوت علينا بكرة»، ويضيف: «على الرغم من تفشى الإصابة بأمراض الإجهاد الحرارى بسبب شدة الحر، لا نجد أقساماً متخصصة بالمستشفيات العامة، والأطباء يهتمون بعياداتهم الخاصة، كما أن أغلب الأجهزة المستخدمة متهالكة، وتحتاج صيانة وتجديداً. وقال طبيب بالمستشفى، طلب عدم ذكر اسمه، إن أكثر المترددين على المستشفى من الفلاحين والمزارعين المصابين بحمى المالطة، وهى عبارة عن بكتيريا تنتقل من الحيوان للإنسان الذى يتعامل مع المواشى والبقر والأغنام، وعلاجها الوحيد هو عقار يسمى «رمسكان» غير متوافر منذ نحو 4 أشهر، ما يدفع الأطباء إلى إعطاء المرضى مسكنات خافضة للحرارة، وسرعان ما يعود المريض مرة أخرى بنفس الأعراض. من ناحيته، قال الدكتور نصيف الحفناوى، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، إن مستشفيات الحميات تحظى باهتمام بالغ من قبَل الدولة، وإن الأدوية الناقصة يتم توفيرها أولاً بأول، مضيفاً أن مستشفيات الحميات مجهزة بأقسام الإجهاد الحرارى بجميع مراكز المحافظة، ومنذ يوم 5 أغسطس تم استقبال نحو 65 مصاباً بأعراض ضربات الشمس، وتماثل معظمهم للشفاء بسبب العناية الفائقة. وأضاف أنه سيتم عقد دورات تدريبية بمقر اللجنة القومية داخل المعهد القومى للأمراض المتوطنة والكبد بشارع القصر العينى، وسيتم تدريب الأخصائيين بمقر اللجنة القومية بمبنى المجالس الطبية المتخصصة. وناشد الحفناوى المواطنين عدم التعرض المباشر للشمس فى فترة الظهيرة، إلا فى أضيق الحدود للوقاية من ضربات الشمس، والجلوس فى أماكن جيدة التهوية والاستحمام بصفة مستمرة بالماء الفاتر لخفض حرارة الجسم.