القرار الجمهورى الذى أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، حمل ثلاث رسائل فى غاية الأهمية. الرسالة الأولى جدية الدولة فى التعامل مع توصيات مؤتمرات الشباب التى تعقد بحضور الرئيس كل عدة أشهر، حيث إن هذه الأكاديمية كانت إحدى توصيات المؤتمر الوطنى الأول للشباب الذى عقد بمدينة شرم الشيخ فى نوفمبر العام الماضي. الرسالة هنا هى ان ما تجرى مناقشته فى تلك المؤتمرات ليس هدفه مجرد تبادل الكلام للاستهلاك المحلي، بل هو ميثاق عمل لكل وزارات الحكومة واجهزة الدولة يجب عليها الالتزام به وتنفيذ بنوده، خاصة أن رئيس الدولة بنفسه هو الذى يشرف على هذه المؤتمرات. وأما الرسالة الثانية فهى إبلاغ المجتمع بأن العلم سيكون من الآن فصاعدا هو اساس التعامل مع قضايا الشباب وليس الخطب المليئة بالكلام المنمق الجميل. إن هذه الأكاديمية الجديدة ستكون على غرار المدرسة الوطنية للإدارة بفرنسا، وهى المدرسة التى تخرج فيها معظم صانعى السياسة وقادة المجتمع الفرنسي، والمعنى هنا هو أن أحدث الدراسات والابحاث العلمية الخاصة بالشباب سيتم تطبيقها. والرسالة الثالثة، هى أن قرار إنشاء الاكاديمية من الرئيس يؤكد حقيقة أن الرئيس على يقين بأهمية وضع شباب مصر فى مقدمة الصفوف، وعدم إهدار طاقاتهم الجبارة، وضرورة تنمية تلك القرارات. والحقيقة أن الرئيس السيسى لم يترك مناسبة أو لقاء جمعه بالشباب إلا وأعلن فيه أن شباب مصر كانوا وسوف يظلون على قدر المسئولية فى الحفاظ على دولتهم، وأنهم بسواعدهم قادرون على بناء نهضة هذا الوطن وإعادة ريادته وشموخه لتصبح مصر واحدة من أهم دول العالم كما كانت من قبل. وإذا كانت المؤتمرات الشبابية التى يحرص فيها الرئيس على الاجابة بشكل مباشر عن اسئلتهم بمنتهى الصراحة تعكس إيمانه بصدق رؤيتهم وقدرتهم على فهم ما تمر به مصر الآن من صعوبات وما يواجهها من تحديات، فانه فوق ذلك يعكس إصرار الرئيس على إشراكهم فى صنع مستقبل هذا البلد، الذى هو مستقبلهم، وقد عبر الرئيس عن ذلك فى أحد تلك المؤتمرات بالقول: «إن شباب مصر كلهم ابنائي، وأحبهم جدا، وأعتز وأفتخر بهم». لمزيد من مقالات رأى الأهرام;