◙ د. زكى الشيخة: ضرورة ربط الجامعة بالمجتمع بشكل مباشر وفعال ◙ د. عبدالله عسكر:لدينا الكوادر الفنية للإسهام فى تحقيق التنمية المستدامة ◙ د. عاطف أبو النور:الجامعة يمكنها خدمة المجتمع بربط البحث العلمى بالإنتاج والخدمات ◙ د. محمد ضبعون:قطاع خدمة المجتمع يمكن أن يكون قاطرة التقدم
تكتسب الجامعة أهمية كبيرة فى نشر العلم، ووضع بذور الحضارة، وتزايدت هذه الأهمية فى العصر الحديث مع انتشار التقدم الفكرى، والعلمى، والتكنولوجى، الذى أعطى للجامعات بعداً رئيسيا فى تكوين وجدان الأمم، وتحقيق الرفاهية للشعوب. فتعد الجامعة بمنزلة مركز للتقدم الحضارى فى جميع النواحى العلمية، والثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية، بالإضافة إلى كونها الوسيلة الأساسية لنقل وتطوير منجزات البحث العلمى. فلم يعد دور الجامعة الحديثة مقصورا على التعليم والبحث العلمى، فقد أصبح للجامعة وظيفة لا تقل أهمية مثل خدمة المجتمع، والتى استحدثت كجزء من بنية المجتمع ومسئولية الجامعة تجاهه. وارتباط الجامعة بالمجتمع والبيئة التى توجد بها ضرورة ملحة، حيث إن الجامعة لا توجد فى فراغ، فلكل جامعة إقليم خاص بها تحيط به ظروف جغرافية وبيئية تؤثر فى طبيعته. فغاية الجامعة ومسوغ وجودها هو خدمة المجتمع، وتنمية البيئة المحيطة به، وتقديم الأسس العلمية لما يوجد بها من مشكلات. فى البداية، يقول الدكتور زكى زيدان الشيخة، نائب رئيس جامعة المنصورة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إنه على الرغم من أن الجامعة تقوم بكامل دورها فى التعليم والبحث العلمى فى حدود خدمة المجتمع، فإنه لوحظ وجود قصور فى دورها فيما يخص المجتمع والبيئة بسبب وجود نوع من الفجوة بين الجامعة والمجتمع. وللقضاء على هذه الفجوة، فإن الجامعات مطالبة بتفعيل حقيقى وشامل لدور قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بها بصورة عملية عن طريق ربط الجامعة بالمجتمع الخارجى بشكل مباشر وفعال، بحيث يصبح مشاركا فعالا للجامعة فى دورها لخدمة المجتمع، والذى يجب عدّه هدفا رئيسيا لوجود الجامعات. ويشير الدكتور عبدالله عسكر، نائب رئيس جامعة الزقازيق لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إلى تجربة جامعة الزقازيق فى خدمة المجتمع وتنمية البيئة، التى تعد من التجارب المتميزة. فعلى مدى العام الحالى، قامت الجامعة بتدشين مهرجان البيئة الرابع عشر تحت شعار «معا نستطيع»، واستطاعت أن تسير15 قافلة طبية، وبيطرية، وزراعية، وتربوية، وثقافية، واقتصادية، وتوعوية بمخاطر استخدام المخدرات والإنترنت، وتمتد خدمات الجامعة لتصل إلى البحر الأحمر، خاصة حلايب، وشلاتين، ورأس غارب، ومحافظات جنوب وشمال سيناء، والسويس، حيث تقدم خدمات طبية وإغاثية، كلما تطلب الأمر. ويلفت إلى أن الجامعة تسهم إسهاما مباشرا فى محو الأمية، حيث استطاعت، خلال الأعوام الخمسة الماضية، محو أمية 200 ألف مواطن شرقاوى، ووضعت خطة لمحو أمية 120 ألفا سنويا للقضاء على مشكلة الأمية بالشرقية فى السنوات الأربع القادمة. كما تقدم خدماتها الطبية المتميزة من خلال المستشفيات الجامعية التى تستقبل أكثر من 70 % من الحالات التى تحتاج إلى رعاية طبية من الدرجة الثالثة، وتغطية خدمات طبية روتينية لأكثر من 45 % من طالبى الخدمة الصحية. ويوضح الدكتور عاطف أبو النور، نائب رئيس جامعة قناة السويس لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن القطاع بالجامعة يقوم بتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الخدمات المختلفة، من خلال عقد ندوات ومؤتمرات وورش عمل، والتى من شأنها الإسهام فى الارتقاء بالمجتمع وتنميته فى جميع المجالات، حيث بلغ عددها فى الفترة الماضية (73)، وكان عدد المستفيدين (3872) خلال عام دراسى واحد وايضاً إقامة ملتقيات للتوظيف للمساعدة فى تقديم فرص عمل للمهن المطلوبة بالمجتمع، وكذلك يتم عقد أسبوع بيئى سنوى يتضمن حملات تثقيف صحى، وثقافى، وبيئى، وتنظيم ورش عمل، وندوات، ومعارض لمنتجات الجامعة، ومعارض خيرية. وأضاف أن القطاع يقوم أيضا بتنظيم القوافل الطبية للإصحاح البيئى، تشمل جميع التخصصات من كليات الطب البشرى، وطب الأسنان، والطب البيطرى، والصيدلة، والتمريض، والتربية، والإرشاد الزراعى، وذلك لتقدم خدماتها بالمجان، لتوعية أفراد المجتمع، وتقديم المساعدات والاستشارات فى تلك المجالات. من جانبه، يؤكد الدكتور محمد ضبعون، نائب رئيس جامعة طنطا لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة هو الذى يتحمل التعامل مع المجتمع الداخلى بالجامعة والخارجى، مشيرا إلى أنه فى الجامعة تم اعتماد محاور استراتيجية لهذا القطاع لدعم مسيرة التنمية المستدامة، هى: محور تحديد الاحتياجات المجتمعية، والخدمات الاستشارية، والتفاعل مع المجتمع، والتعاون من أجل الإنتاج، والتوجيه للتنمية المستدامة، والتعاون والتواصل مع المجتمع المؤثر، والتى من خلالها يقوم قطاع خدمة المجتمع بتقديم خدمات فى تخصصات الكليات المختلفة، من خلال مراكز الخدمة العامة المنتشرة بالجامعة، وتسيير قوافل شاملة تقدم خدماتها للمراكز والقرى الأكثر احتياجا، ليس فقط الرعاية الصحية بدائرة عملها بالمحافظة، والتى تفوق 1500 مريض فى القافلة الواحدة، وصرف العلاج المجانى لهم، وتحويل الحالات التى تحتاج إلى متابعة لمستشفيات الجامعة، بل يتم أيضا اكتشاف المواهب الرياضية والفنية بالقرى التى تنظم بها القوافل، ومتابعة هذه القوافل من قبل أساتذة متخصصين، وعمل حلقات توعية، سواء فى المجال الطبى، أو الزراعى، أو الاجتماعى، من خلال أساتذة متخصصين. ويرى أن هذا القطاع يمثل حلقة الوصل بين الجامعة والمجتمع فى كل المجالات الحياتية، سواء اجتماعية، أو ثقافية، أو حتى التربية السياسية، والمشاركة فى التنمية الاقتصادية للبلاد، مشددا على أنه بدعم هذا القطاع وتطويره، يمكن أن يكون قاطرة التقدم بمصر.