قدمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان فى بريطانيا شكوى عاجلة ضد قطر إلى المقرر الخاص بالحريات الدينية للأمم المتحدة والمفوض السامى لحقوق الإنسان، على خلفية منعها مواطنيها من الحج العام الحالي. وذلك بعد أن رفضت السلطات القطرية جدولة رحلات الطيران السعودى لنقل الحجاج القطريين من مطار حمد الدولى بالدوحة، ولم تمنح التصريح لطائرات السعودية بالهبوط، على الرغم من مضى أيام عدة علي تقديم الطلب. ونبهت المنظمة العربية لحقوق الإنسان فى بريطانيا، إلى أن قطر تمارس بهذا المنع انتهاكا خطيرا وفادحا لحق مواطنيها فى ممارسة الشعائر الدينية وأهمها الحج. وأشارت الشكوى إلى وجود شكاوى وتذمر وسخط كبير وسط الحجاج القطريين، بسبب منعهم من الحج العام الحالي. ودعت المنظمة إلى مناقشة الانتهاك القطرى للحريات الدينية بجلسات مجلس حقوق الإنسان بدورته ال 36 المقبلة بجنيف من 11 إلى 29 سبتمبر المقبل. وكان العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز قد أعطى أمرا بالسماح للحجاج القطريين بالدخول من دون تصاريح إلكترونية. وشملت الأوامر الملكية أيضا نقل الحجاج القطريين من مطار الملك فهد الدولى فى الدمام ومطار الاحساء الدولى على نفقته. وأمر الملك سلمان بإرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لنقل الحجاج القطريين على نفقته الخاصة لمدينة جدة، واستضافتهم ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة. وجاءت الإجراءات بعد وساطة قام بها الشيخ عبدالله بن على بن عبدالله بن جاسم آل ثاني. وفى الوقت نفسه، طالب على العرادى النائب الأول لرئيس مجلس النواب البحريني، حكومة بلاده بمقاضاة الحكومة القطرية لتورطها فى دعم الجماعات المتطرفة فى البحرين. وأكد النائب العرادى ضرورة مطالبة الدوحة بتعويضات لجميع المتضررين من التورط القطرى فى دعم الإرهاب، وفق ما نقلت وكالة الأنباء البحرينية. ودعا العرادى الحكومة البحرينية إلى تشكيل لجنه مركزية تتلقى شكاوى المواطنين المتضررين، على وجه الخصوص والسرعة، للنظر فى حجم الأضرار التى لحقت بالوطن والمواطنين جراء الدعم القطرى للإرهاب والجماعات المتطرفة. واقترح النائب تشكيل فريق قانونى متخصص لرفع دعاوى على اثر تدخل قطر السافر فى الشئون الداخلية للمملكة، ومخالفتها قواعد حسن الجوار، ومخالفتها الصريحة للمواثيق القانونية المحلية والإقليمية والدولية. ومن جانبه، قال الكاتب البحرينى حمد العامر، إن بلاده تمتلك أدلة كثيرة على ضلوع قطر فى تأجيج الأحداث والاضطرابات، للإطاحة بنظام الحكم، مشيرا إلى أنه الهدف نفسه الذى تسعى المعارضة وإيران والقوى الكبرى لتحقيقه. وأضاف الكاتب فى مقاله بصحيفة «الأيام» البحرينية، أن شواهد المؤامرة القطرية نراها جلية فيما قامت به دولة قطر للإطاحة بالحكم الخليفى فى مملكة البحرين، عبر قيام أسماء قطرية معروفة ولها مناصب رسمية مهمة بالتنسيق والترتيب والتواصل الدائم مع المجموعات الإرهابية. وتابع أن تسامح البحرين لسنوات طويلة عن التصرفات القطرية الخطيرة وغير المسئولة والمهددة لأمنها واستقرارها فى إطار مسلسل المجاملات السياسية والقبلية والتريث لعل وعسى أن تعود لرشدها. وكان تليفزيون البحرين قد بث مساء أمس الأول تقريرا وثائقيا جديدا عن أكاديمية أسستها قطر بهدف تجنيد شبان عرب فى مشاريع لزعزعة استقرار دولهم، فى دليل جديد على النهج الداعم للإرهاب الذى تتخذه الدوحة بالمنطقة. يأتى ذلك فى وقت، ذكرت فيه صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن البنوك القطرية تعانى ضغوطا متزايدة، جراء سحب الودائع الأجنبية، فى ظل تفاقم أزمة الدوحة مع الدول العربية الداعية إلى مكافحة الإرهاب. وتراجعت الودائع الأجنبية فى البنوك القطرية بنحو 8%، من شهر إلى آخر، ونزلت إلى 157.2 مليار ريال قطرى (43.2 مليار دولار)، فى يوليو الماضي، بعد أن تراجعت بوتيرة مماثلة فى يونيو، وفقا لأرقام أعلن عنها بنك قطر المركزي، الاثنين. وشكلت الودائع الأجنبية قرابة 20% من إجمالى الودائع فى البنوك القطرية، خلال يوليو الماضي، بينما كان الرقم يصل إلى 24%، فى مايو الماضي، أى قبل اندلاع أزمة قطر مع جيرانها. ويتوقع خبراء ماليون مزيدا من انخفاض الودائع الأجنبية فى قطر، لاسيما من باقى بلدان الخليج العربي، إذ من المستبعد أن يجرى التجديد لعدد من الودائع بعد انقضاء مهلتها الحالية. وفى قطر، توالت ردود الفعل من الشعب القطرى تستنكر رفض الحكومة القطرية التعاون لنقل الحجاج عبر الطائرات السعودية، بعد نجاح وساطة الشيخ عبدالله بن على آل ثاني، أحد كبار الأسرة الحاكمة فى قطر لتسهيل أمور الحجاج القطريين، وتصدر «هاشتاج» «ارحل يا تميم» قائمة الأكثر تداولا على موقع «تويتر» داخل قطر، وتلاه مباشرة «هاشتاج» «عبدالله مستقبل قطر»، فى إشارة للشيخ عبدالله آل ثاني، الذى اعتبره بعض النشطاء منقذًا لقطر من الأزمة التى ورطها فيها تميم بن حمد.