2 أزمة البعض فى مصر أنه لم يستوعب بعد أن الظروف قد تغيرت، وأن من يحكم مصر الآن هو ابن بار لمدرسة وطنية عريقة زادته قربا من وطنه ومن الأحلام والطموحات المشروعة للمواطنين دون أوهام! أزمة البعض أنهم يتوهمون من خلال اعتلاء بعض المنابر الإعلامية وتصدر المشهد من خلال بعض الدكاكين السياسية أنهم يملكون القدرة على فرض وصاية على الدولة، وتوجيه دفة سفينتها إلى حيث يريدون بالمزايدة والتحريض! هؤلاء المتصايحون عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى لا يرى منهم شعب مصر سوى أنهم خليط متناقض بين من خابت أحلامهم فى اعتلاء أى منصب بعد 30 يونيو، وبين من يرون فى خطوات الإصلاح الاقتصادى تأثيرا سلبيا على أوضاعهم الاجتماعية والسياسية. إن أزمتهم الحقيقية تتمثل فى غياب الرؤية الفكرة الموحدة فيما بينهم حول كيفية وأسلوب التعامل مع المشكلات الحقيقية للناس باتجاه دفع التنمية ومحاربة الفقر ونشر العدالة الاجتماعية وكسر صنم البطالة بتوفير فرص العمل الجديدة تباعا... فقط يتحدثون عن عموميات تتعلق بلافتات حقوق الإنسان وآليات تداول السلطة ومعايير الأداء الديمقراطى، وهى أمور ربما لا يكون هناك غبار عليها ولكن أولويات الناس واحتياجاتهم المشروعة بعيدة عن ذلك تماما على الأقل فى المنظور القريب. وهذا الذى نشهده ليس بالأمر الجديد فنحن فى مرحلة انتقالية واستثنائية بعد حدثين مهمين زلزلا مصر فى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 وفى مراحل التغيير الكبرى تتهيأ الفرص لكثير من العناصر الانتهازية أن تطفو على سطح الأحداث وأن تحاول سرقة الكاميرا وتصدر المشهد حتى لو كان الثمن أن تهدم كل شيء فى طريقها لكى تهييء لنفسها مكانا فى الأوضاع الجديدة... ولسوء حظهم فإن عبد الفتاح السيسى لم تكن كل هذه الحقائق غائبة عن ذهنه وأفشل كل محاولات التسلل الانتهازى إلى جسد الدولة المصرية، خصوصا فى المناطق الحساسة والسيادية! وغدا نستكمل الحديث خير الكلام: لا ثناء لمن يصر على الحقد والعداء! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;