الحسيني أمينا لصندوق اتحاد المهن الطبية وسالم وحمدي أعضاء بالمجلس    أسعار الذهب اليوم وعيار 21 الآن بداية تعاملات الأربعاء 12 نوفمبر 2025    نائب محافظ الإسماعيلية يتفقد مستوى النظافة العامة والتعامل مع الإشغالات والتعديات    الجيش الأمريكي يدرس إنشاء قاعدة عسكرية قرب غزة تستوعب 10 آلاف فرد    اتهام رجل أعمال مقرب من زيلينسكي باختلاس 100 مليون دولار في قطاع الطاقة    قائد الجيش الأوكراني يُقر ب"تدهور ملحوظ" في زابوريجيا    تصالح الإعلامي توفيق عكاشة وعمال حفر بعد مشاجرة الكمبوند ب 6 أكتوبر    حبس المتهم بالتسبب في وفاة والدته بعيار ناري أثناء لعبه بالسلاح بشبرا الخيمة    ارتبط بشائعة مع فنانة شهيرة ويظهر دائمًا ب«فورمة الجيم».. 18 معلومة عن أحمد تيمور زوج مي عز الدين    جناح لجنة مصر للأفلام يجذب اهتماما عالميا فى السوق الأمريكية للأفلام بلوس أنجلوس    علشان تنام مرتاح.. 7 أعشاب طبيعية للتخلص من الكحة أثناء النوم    وفد السياحة يبحث استعدادات موسم الحج وخدمات الضيافة    نقيب الإعلاميين: الإعلام الرقمي شريك أساسي في التطوير.. والذكاء الاصطناعي فرصة لا تهديد.    خبير طاقة: الكشف البترولي الجديد بالصحراء الغربية "جيد جدا".. نسعى للمزيد    موعد إعلان نتائج المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب 2025 (متى يتم قبول الطعون؟)    تنسيقية شباب الأحزاب عن الانتخابات : شهدت تطبيقا كاملا لتعليمات الهيئة الوطنية ومعايير الشفافية    «بنداري» يشيد بوعي الناخبين في المرحلة الأولى من انتخابات النواب    ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار فونج-وونج بالفلبين ل 25 قتيلا    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. روسيا تمنع 30 مواطنا يابانيا من دخول البلاد.. اشتباكات بين قوات الاحتلال وفلسطينيين فى طوباس.. وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلة يقدم استقالته لنتنياهو    خروقات إسرائيلية متواصلة لاتفاق غزة. ودعوة أممية لإيصال المساعدات وأمريكا تُخطط لإنشاء قاعدة عسكرية بالقطاع    بيان رسمي من خوان بيزيرا بشأن تجاهل مصافحة وزير الرياضة بنهائي السوبر    منتخب مصر الثاني يخوض تدريباته استعدادًا للجزائر    «ميقدرش يعمل معايا كده».. ميدو يفتح النار على زيزو بعد تصرفه الأخير    «ستأخذ الطريق الخاطئ».. ميدو يحذر حسام عبد المجيد من الانتقال ل الأهلي    منتخب مصر يستعد لأوزبكستان وديا بتدريبات مكثفة في استاد العين    الغندور يكشف حقيقة تدخل حسام حسن في استبعاد ناصر ماهر من منتخب حلمي طولان    كرة سلة - الأهلي يفوز على سبورتنج في ذهاب نهائي دوري المرتبط للسيدات    انتخابات مجلس النواب 2025.. محافظ الفيوم يتابع أعمال غلق لجان التصويت في ختام اليوم الثاني    انتخابات مجلس النواب 2025.. بدء عمليات الفرز في لجان محافظة الجيزة    أمطار غزيرة وثلج .. بيان مهم بشأن حالة الطقس: 24 ساعة ونستقبل العاصفة الرعدية    في ظروف غامضة.. سقوط فتاة من الطابق الرابع بمنزلها بالمحلة الكبرى    مصرع شخص غرقًا في دمياط والأهالي تنتشل الجثمان    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الأربعاء 12 نوفمبر 2025    سعر التفاح والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025    المستشار بنداري يشيد بتغطية إكسترا نيوز وإكسترا لايف ووعي الناخبين بانتخابات النواب    مي سليم تطلق أغنية "تراكمات" على طريقة الفيديو كليب    السفير التركي: العلاقات مع مصر تدخل مرحلة تعاون استراتيجي شامل    قلق وعدم رضا.. علامات أزمة منتصف العمر عند الرجال بعد قصة فيلم «السلم والثعبان 2»    «القط ميحبش إلا خناقه».. 3 أبراج تتشاجر يوميًا لكن لا تتحمل الخصام الطويل    لماذا نحب مهرجان القاهرة السينمائي؟    السياحة تصدر ضوابط ترخيص نمط جديد لشقق الإجازات Holiday Home    انتخابات مجلس النواب 2025.. بدء فرز أصوات الناخبين بالفيوم.. صور    أخطاء تقع فيها الأمهات تُضعف العلاقة مع الأبناء دون وعي    أمين بدار الإفتاء يعلق على رسالة انفصال كريم محمود عبد العزيز: الكلام المكتوب ليس طلاقا صريحا    تهديد ترامب بإقامة دعوى قضائية ضد بي بي سي يلقي بالظلال على مستقبلها    هند الضاوي: أبو عمار ترك خيارين للشعب الفلسطيني.. غصن الزيتون أو البندقية    رئيس مجلس الشيوخ يستقبل رئيس نادي قضاه الأسكندرية    استجابة من محافظ القليوبية لتمهيد شارع القسم استعدادًا لتطوير مستشفى النيل    المخرج عمرو عابدين: الفنان محمد صبحي بخير.. والرئيس السيسي وجّه وزير الصحة لمتابعة حالته الصحية    هل يجوز تنفيذ وصية أم بمنع أحد أبنائها من حضور جنازتها؟.. أمين الفتوى يجيب    نقل جثمان نجل مرشح مجلس النواب بدائرة حلايب وشلاتين ونجل شقيقته لمحافظة قنا    هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب    توافد الناخبين على لجنة الشهيد إيهاب مرسى بحدائق أكتوبر للإدلاء بأصواتهم    طقس الخميس سيء جدًا.. أمطار وانخفاض الحرارة وصفر درجات ببعض المناطق    إقبال على اختبارات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن فى كفر الشيخ    وزير الصحة يؤكد على أهمية نقل تكنولوجيا تصنيع هذه الأدوية إلى مصر    بث مباشر | مشاهدة مباراة السعودية ومالي الحاسمة للتأهل في كأس العالم للناشئين 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قطر أرض الميعاد للإخوان وسيناء أرض الميعاد للإرهابيين!
اللواء عبد الحميد خيرت وكيل جهاز أمن الدولة الاسبق: الإعلام يواجه الإرهاب بلا خطة ولا رؤية ويقدم له خدمات جليلة !
نشر في الأهرام اليومي يوم 18 - 08 - 2017

تحت اسم الدين يمارسون القتل والأرهاب ، ويشعلون نار الحروب الأهلية. يمثلون الأن اكبر نسب اللاجئين في أوروبا ، ويهاجرون بالملايين دون توقف إلى دول يرونها كافرة !!
•هكذا صار العالم يرانا كعرب، ويتحدث عنا بعد كل حادث ارهابى ، في بلادنا أو في أى بلد.
و تفاقم الأمر بعد ازمة قطر مع مصر و3 من دول الخليج و حتى مع أسرائيل التى هاجمت مؤخرا قناة الجزيرة ..
لذا كان لنا هذا الحوار مع اللواء عبد الحميد خيرت ، كمحاولة للفهم والتحليل و الحل .
خاصة بعد جهوده البحثية التى يعتد بها على أعلى المستويات في دوائر صنع القرار مصريا وعربيا، ورؤيته الواضحة للخروج من نفق الارهاب المظلم، بأفكارعلمية تساندها خبرات طويلة في العمل على الارض مع الإرهابيين . سواء العائدين لمصر من بؤر صراع مسلح ملتهبة ، ومع رموز العنف من التكفيريين والاخوان والجهاديين ونشطاء الإسلام السياسى .
من البداية تحليلك للعلاقة بين قطر واسرائيل يستدعى الدهشة والتأمل .. ماهى اوجه الشبه التى رأيتها بين الطرفين ؟
مساحة قطر صغيرة ، وعدد سكانها لا يتعدى مليونى نسمة ، ربعهم قطريون والباقى إما مغتربون أو حاملو جنسية .
لذا كانت قطر ترى فى أسرائيل نموذج لدولة صغيرة ، لكن لها ثقل مؤثر على المستوى الإقليمى والدولى ، وأن الظروف بينهما متشابهة ، فهى أيضاً دولة صغيرة ، ويمكن أن تكون نموذجا عربيا مؤثرا على الساحة الإقليمية والدولية أسوة بأسرائيل .
لكن قطر اصطدمت بحقيقة لم تكن فى حسبانها ، وهى انها لا تستطيع تحقيق ما حققته إسرائيل ، بسبب غياب عنصر مهم وهو « الشعب « ، فقطر تفتقد وجود الشعب الموجود فى الكيان الإسرائيلى ، والمتمثل فى الشتات اليهودى فى دول العالم ، بكل ما يمثلة من دعم على المستويين الاقتصادى والسياسى .
حينها رأت قطر أنه يمكنها الاستعاضة عن عنصر الشعب الغائب ، من خلال « جماعة الإخوان المسلمين ، باعتبار أنها لها إمتداد شعبى عابر للحدود ، وأنهم أصلاً لا يعترفون بالحدود ولا تدخل فى أدبياتهم .لتعزيز مكانتها بقوة بشرية ممتدة ، وقوة سياسية لها وجودها فى معظم الدول العربية .
وهكذا بدأت قطر تنفذ إستراتيجيتها فى جذب الإخوان الذين هم على خلاف مع أنظمتهم ، فكانت البداية الإخوان المصريين الذين كانوا على خلاف مع الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر ، حيث تم الاستعانه بهم فى بناء مؤسسات الدولة القطرية ، وتولوا العديد من المناصب فى الهيكل الإدارى للدولة . حتى تمكنوا من السيطرة على القطاع التعليمى بكل مراحله ، على غرار ما حدث مع دولة الإمارات العربية .
منذ هذه اللحظة باتت قطر قبلة « الإخوان» الهاربين من السلطات المحلية فى بلادهم على النحو التالى :
النزوح الأول للإخوان من مصر فى الستينات بعد صدامهم مع عبد الناصر .
* النزوح الثانى من سوريا ، بعد أحداث حماة عام 1982.
النزوح الثالث من السعودية عقب التوتر بين الإخوان والسعودية فى التسعينيات .
النزوح الرابع من فلسطين بعد طرد قادة حركة حماس من الإردن ، ولاحقاً بعد غلق مكتب الحركة فى دمشق فى عام 2011 .
النزوح الخامس من مصر بعد ثورة 30 يونيو التى أسقطت حكم الإخوان .
وخلال موجات النزوح الخمس ، رسخ الإخوان علاقتهم مع النظام القطرى ، وأصبحوا جزءا من الحياة العامة على كل المستويات (دينية .. تعليمية .. إجتماعية .. إعلامية .. سياسية) بل أصبحوا جزءا من النسيج المجتمعى داخل دولة قطر .
هل تقصد أنها (صفقة) بين قطر والإخوان ؟
نعم .. و كانت الصفقة مربحة للطرفين ... فقد كان الإخوان فى أمس الحاجة الى حاضنة إقليمية ، توفر لهم الغطاء السياسى والدعم المادى ، بعد أن نبذتهم الأنظمة العربية .... أما قطر فوجدتها فرصة مناسبة لتأمين الظهير السياسى والعنصر البشرى الذى يمنحها إمكانية توسيع نفوذها الإقليمى .
و رأت قطر فى إطار استكمال تنفيذ هذه الإستراتيجية لا بد من مجموعة إجراءات ، حتى يكون لها دور قوي على المستوى الاقليمى وتأثير على المستوى الدولى تمثل فى الآتى :
1- أن تكون علاقاتها قوية بكل من إسرائيل وأمريكا ، لأن الدولتين هما مفتاح السيطرة على المنطقة .
2- إنشاء قناة إعلامية بدعم مادى كبير ، توظف لخدمة الأهداف ، يتولى إداراتها بالكامل عناصر مرتبطة بتنظيم الإخوان ، فكانت قناة الجزيرة التى تعتبر الذراع الإعلامية الأولى لجماعة الإخوان .
3- تدعيم كل أنشطة التنظيم مالياً ، فى دولة المنشأ «مصر» وباقى الدول العربية والأجنبية التى بها امتداد إخوانى . لذا تعتبر قطر هى الممول والداعم الرئيسى مالياً للوجود الإخوانى .
4- تحالف اقتصادى وسياسى قوى جداً مع دول المنطقة ذات الثقل مثل تركيا وإيران والتى هى أيضاً على علاقة قوية مع أسرائيل وأمريكا ، ولهما موقف داعم كبير لتنظيم الإخوان .
5- دعم التنظيمات الإرهابية ( القاعدة والنصرة وداعش ...الخ ) والتى تمثل مليشيات عسكرية فى المناطق المراد إحداث تغييرات به لتهيئة المناخ العام لإستبدال الأنظمة الموجودة بالإخوان ، وهو ما حدث فى مؤامرة الربيع العربى التى أفرزت أنظمة إسلامية / سنية / أخوانية . حتى يمكن القول إنه اذا كانت الأخوان تمثل الظهير الشعبى والسياسى لقطر، فأن مليشيات التنظيمات الإرهابية تمثل الجيش القطرى .
6- السماح بأكبر قاعدة عسكرية أمريكية بمنطقة الشرق الأوسط على أرضها .
تنفيذ مجموعة الإجراءات السابقة ، جعل من قطر الدولة الصغيرة ، دولة إقليمية قوية ، فهى إسرائيل العرب .
هل الإعلام في مصر الآن يقدم خدمات غير مقصودة للمخططين والمنفذين في العمليات الارهابية ؟
نعم مع الاسف .. ويحدث ذلك كثيرا ..
مصر تواجهه حربا حقيقية ضد التطرف والإرهاب ، والإعلام يصبح فى هذه الحالة لاعباً رئيسياً فى الحرب الشاملة ، لكن للأسف مصر تشهد شكلاً من أشكال الفوضى الإعلامية فى التعامل مع قضية التطرف والإرهاب ، فمن الغريب أننا مازلنا نقدم فى بعض المحطات التليفزيونية أراء مؤيدة لتنظيم الإخوان الإرهابى ، تحت دعوى الموضوعية وحرية التعبير ، بل هناك قنوات تفرد مساحة لأشخاص معروف إنتمائهم الإخوانى لتقديم برنامج .
في نفس الوقت لا توجد خطة إعلامية لمواجهة الإرهاب فى مصر ، وهذا بالطبع يصعب عملية المواجهة ، فيجب أن نعترف أن الذى أسقط تنظيم الإخوان من على عرش مصر هو الإعلام فى المقام الأول ، لأنه كان هناك رؤية وطنية ترجمت الى تحرك إعلامى مدروس بضرورة إنقاذ مصر من هذا الحكم الفاشى .
لكن ما نشاهدة اليوم ارتباك وتخبط إعلامى وتغطية متعجلة وغير دقيقة لأى عمل او حادث أرهابى .
مثلا التغطية تركز على العمل الإرهابى وفي الغالب تكون التغطية سطحية تهتم أساساً بالإجابة عن سؤال ماذا حدث ؟ ، لكن لا توجد تغطية ذات طابع تفسيرى وتحليلى .
تعودنا أن نستضيف امهات تصرخ وزوجات تولول ثم اغنية لشيرين ثم اغنية لأنغام عن مصر وحق الشهيد .. ولا بأس من بعض اصدقاء الضابط او العسكرى ضحية العمل الارهابى القذر يقولون فيه ان صديقهم او قريبهم كان يتمنى ويطلب الشهادة ونالها و الحمد لله !
هل هذا معقول ؟؟؟ هل هذا دور الاعلام ؟ وكأننا نطمئن الارهابيين انهم نجحوا تماما في حرق قلوبنا وتنفيذ اغراضهم الى نهايتها بكل كفاءة !
بينما الواجب ان نحصل على تغطية اعلامية أقرب الى تحقيق استقصائى شبيه بجمع المعلومات فى عمل المباحث .. تغطية من كل الجوانب .
لكن الشيء الغريب فى الإعلام المصرى أن تحركه فى مواجهة الإرهاب يأتى بغير قصد تحركا داعما للإرهاب ، خاصة عندما يقوم بعرض معلومات او فيديوهات موجودة أصلاً فى مواقع لجماعات إرهابية ، تحمل فكر تلك الجماعات !!
لابد أن تكون هناك خطة و رؤية وتغطيات إعلامية ممتدة الأجل لمواجهة الإرهاب ، تتسم بالموضوعية والمهنية والحرفية ، بعيدة عن فخ التهويل أو التهوين .
هل الدولة لا تجيد حتى اليوم ادارة الحرب إعلاميا؟
الجماعات الإرهابية تحاول أن تقدم نفسها بأنها صحيح الدين الذى يعمل على خدمة الدين والوطن وأن ما يقومون به من أعمال هو جهاد ضد أعداء الدين ، وفى المقابل تعمل الدولة على مواجهتهم باعتبارهم بعيدين عن الدين ولا يؤمنون فى الأصل بالوطن .
و في الحقيقة المواطن هو المستهدف من قبل تلك الجماعات او الدولة ، فنجاح اى من الطرفين متوقف على مدى وعى المواطن ( المستهدف فى الأصل ) بالحقيقة التى يسعى كل من الطرفين تحقيقها .
الطبيعى أن الدولة بأدواتها التى تملكها يكون لها الغلبة والتأثير على المواطن ، وتشكيل وعيه وإدراكه وفهمه لخطورة ما تردده تلك الجماعات ، وهنا يأتى دور الإعلام وجميع مؤسسات الدولة المعنية ، بأن تقوم بدورها فى توعية المواطن ، حتى لا يطول أمد المواجهة .
هل سينتهى الإرهاب ، أم يتغير شكله فقط أم يزيد في المستقبل القريب ؟
الإرهاب له أسباب متعددة ومعروفة وهو مستمر مع استمرار وجود البشر ووجود هذه الاسباب .
ومهم أن نعرف أن القضاء عليه او بمعنى أدق تحجيمه لا يتوقف على قدرة الدولة العسكرية او الأمنية ، بل يتوقف على قدرة الدولة فى التنسيق مع الدول المعنية بهذا الخطر ، فلا تحجيم للأرهاب الا اذا كانت هناك أراده دولية على ذلك . وخير مثال على ذلك داعش بدأت جماعة صغيرة ثم تحولت الى تنظيم ، وبعد إعلان أوباما الرئيس الأمريكى السابق الحرب عليها فى سوريا والعراق وحشد 72 دولة لمواجهتها ، تحولت من تنظيم الى داعش، لأنه لم توجد الأرادة الدولية ، وبعد وجود الإرادة الدولية فنحن نرى الموصل عاصمة داعش فى العراق تتحرر ، وها نحن على مشارف تحرير الرقة عاصمة داعش فى سوريا ، وتحولت داعش مرة أخرى، الى تنظيم ، ممتد الأذرع على مستوى الدول ، لكن مع أستمرار الأراده الدولية ، سيتحقق تحجيم كبير والدفع بالتنظيم الى مرحلة الكمون والتشرنق .
والان حظنا افضل والوقت ما الذى تماما بسبب التنسيق مع الادارة الامريكية بقيادة ترامب، وهى فرصة ممتازة علينا استغلالها في توقيتها افضل استغلال .
وماذا عن الجديد فى وزارة الداخلية .. بعد تكرار حوادث الهجوم على الكمائن ووضوح نقاط الضعف في التخطيط والإداء الإمنى إحيانا؟
وزارة الداخلية تعرضت بعد أحداث 25 يناير 2011 لمؤامرة الهدف منها هدم الدولة ، واستمر استهداف الداخلية حتى ثورة 30 يونيو ، وصدرت فى تلك الفترة مجموعة من القرارات تحمل بداخلها عوامل هدم الوزارة ، مازالت تعانى منها الداخلية حتى الأن ، لا يمكن بأى حال أن نقول أن الداخلية تعافت ووقفت على أرجلها مره اخرى ، ولكن يمكن القول إنها تعافت بنسبة 50٪ وهذه نسبه كبيره وجيدة بالنسبة لما تعرضت له ، لكن بعض المسئولين داخل الوزارة ، يحاولون تصدير صورة طمأنة لرجل الشارع بأن وزاره الداخلية تعافت بالكامل من كل ما ألم بها من أحداث . وانا لا أتفق مع هذا الكلام الذى أعتقد أنه توريط للداخلية ، فلا يمكن أن تكون الداخلية تعافت بالكامل ، وهذا الأداء فى مواجهة الإرهاب ، هناك بالفعل نجاحات للداخلية فى مواجهة الإرهاب ولكن فى حدود نسبة التعافى ، والا اذا لم نتفق على هذا فنحن أمام قصور. ومثال ذلك ضرب الأرهابيين لكمائن الشرطة بنفس الطريقة واغتيال جميع أفراد الكمين وهروب الجناه دون أطلاق طلقة واحدة من اى فرد فى الكمين . . فماذا قدمت الوزارة لكى تمنع هذا الأستهداف الذى له العديد من أسبابه (نقص المعلومات ، أهمال، ضعف فى خطط التأمين ، عدم الجدية من أفراد الكمين ، عنصر المفاجأة ........وغير ذلك) .فلا يمكن قبول اى سبب من تلك الأسباب فى حالة ما اذا كانت الشرطة تعافت كما يردد بعض المسئولين بالوزارة . ولكن هذا لا يمنع أن قرار وزير الداخلية مؤخرا بأعتماد حركة تنقلات 370 الف فرد وأمين شرطة بجميع محافظات الجمهورية وأحالة 2000 منهم للمعاش ، قرار قوى وشجاع ، وهو بداية الاصلاح الحقيقى فى منظومة الشرطة وأيضاً فى مواجهة الإرهاب ، بالاضافة الى نجاح الأمن الوطنى فى ضبط العديد من اللجان النوعية الإرهابية .
اذن لماذا طالت الحرب مع الإرهاب فى سيناء؟
بعد أحداث 25 يناير ووصول الإخوان لحكم مصر ، بدأ تنفيذ بنود الأتفاق بين أطراف المؤامرة ، الأمريكان والأخوان والتنظيمات الإرهابية ، بعد أن قرر الأمريكان سحب قواتهم العسكرية التى تحارب خارج الحدود الامريكية ، وشمل الاتفاق الأتى :
1- نقل الصراع من أفغانستان الى سوريا والعراق من خلال تنظيم جديد يتم تدعيمة (داعش) .
2- نقل الإرهابيين من أفغانستان الى منطقة أخرى مشابهه لتضاريس أفغانستان فكانت سيناء .
3- أن تفتح الإخوان (بعد وصولها للحكم) حدودها لإستقبال العناصر الإرهابية الوافدة الى سيناء .
4- تدعيم العناصر الإرهابية فى سيناء لوجستياً وتسليحاً وتمويلاً .
فى النهاية يمكن القول إننا لو أعتبرنا قطر هى أرض الميعاد بالنسبة للإخوان ، فإن سيناء هى أرض الميعاد بالنسبة للأرهاب .
هذا التحرك التآمرى الأمريكى الإخوانى على مصر والذى كشف حقيقة ما جرى فى 25 يناير 2011 ، فكانت ثورة يونيو ، التى ضربت جميع الخطط التآمرية فى مقتل ، وهو ما دفع أيضاً الرئيس السيسى لسرعة التحرك فى مطالبة الشعب المصرى بإعطائه تفويضا لمحاربة ومواجهة الإرهاب فى 24 يوليو 2013 .
لذا فما يحدث فى سيناء هو حرب بمفهوم الحرب على الإرهاب ، تدعمه وتموله دول وأجهزة مخابرات كانت تعمل على إعطاء الإرهابيين الوطن البديل لهم فى سيناء. فالمعركة قوية وعنيفة ولكن نهايتها معروفة
العمليات الانتحارية ..هل هى مؤشر الخطر الحقيقى؟ وما اختلافها في دلالتها الأمنية عن عمليات القتل او التخريب عن بعد ؟
العمليات الانتحارية ، هى تطور نوعى فى إستراتيجية الإرهاب ، ونسبة نجاحها كبيره جداً ، فعندما يصل الإرهابى الى أرتداء حزام ناسف ، فهذا يعنى أن الدائره الأرهابية قد اكتملت وتعدت مرحلة الفكرة الى مرحلة التنفيذ . وعادة ما يكون عدد الضحايا كبيرا ، وتاثيرها السياسى والأقتصادى والأمنى قوى ، ونسبة نجاحها عالية .
وبالمناسبة مسلسل الجماعة (جزء 2) لوحيد حامد ، تعرض لهذه النقطة الخاصة بخطورة العمليات الانتحارية اذا بدأت واذا اقتنعت بها عناصر اخوانية في ملف الاغتيالات السياسية بالذات .
ومن حيث الرؤية الإمنية ما الذى لفت انتباهك في مسلسل الجماعة (2) ؟
اعجبنى في المسلسل التركيز على شرح فكرة الاختراق الإخواني لكافة مفاصل الدولة لدرجة ان احدهم ضابط يدعى اسماعيل الفيومي مقرب من جمال عبد الناصر ، ودربه علي عشماوي لتصفية عبد الناصر
وكانت زينب الغزالي مسئولة عن الاتصال الخارجي بالاخوان في الخارج وتحصل منهم على التمويل
اضف لما سبق ان جزءا كبيرا من التنظيم الخاص تم احياؤه في سجون عبد الناصر
و سيد قطب وضع بذرة التمكين من خلال توجيهاته بالانخراط في كافة مفاصل الدولة
وجرأة وحيد حامد في توضيح ان التنظيم نجح في استقطاب وضم العديد من العناصر في الجيش والشرطة والقضاء والشركات ومصر للطيران
وهناك نقطة خطيرة حقيقية ، هى ان بث الشائعات والدعاية السوداء اسلوب اخواني اصيل وأحد ركائز حربهم ضد نظام ناصر من خلال تشويه صورته وتصديره انه (خائن _ عميل يهودي _ عدو للاسلام _ مفرط في حقوق الوطن )
عدم تصدي الازهر لكتاب معالم في الطريق ..في حينة
وحسنا فعل المؤلف في مستهل الحلقات من عرض حقيقة ان عبد الناصر كان معهم ومنهم ثم انسحب ثم اقصاهم ثم حاربهم ... وهذا هو حال الشعب المصري في آخر سنوات نظام مبارك وفترة المجلس العسكري وفترة حكم مرسي حتى اقصاهم في 30 يونيو .. وخرج هاتفا بسقوط حكم المرشد .
والآن ماذا عن الإرهاب ومستقبله في المنطقة والعالم ؟
- بعد اجتماع دول العشرين اصبح واضحا ان الأرادة الدوليه أجمعت على حرب عالمية ثالثة ضد الإسلام الرديكالى ، لذا لم أفاجئ بما ذكرته ميركل مستشارة ألمانيا فى اجتماع دول قمة العشرين ، وبإجماع الحاضرين على ضرورة تجفيف منابع تمويل الإرهاب ، والقضاء عليه .
متى يجب أن نخاف من الإرهاب ؟
نخاف فقط فى حالة أنقسام المجتمع ، لكن طالما المجتمع متماسك بعمقه التاريخى ، فلا هزيمة لمصر .
تاريخ مصر قديما وحديثاً ومعاصراً يرد على هذا السؤال بسهولة ، فنحن كشعب نستطيع الصمود لأبعد مدى .
ماذا بعد عقوبات قطر وعزلها ؟
دول الخليج بعد هذه الأزمة ستختلف تماماً ، وستظهر تحالفات جديدة تناسب الجغرافيا السياسية الجديدة للمنطقة . وبالنسبة لتركيا .. ستستمر فى دعم قطر حليفها الأيديولوجى ، ما لم توضع تركيا تحت ضغط مماثل ، حيث يعلم أردوغان أن تركيا هى المستهدف الأول من تلك الأزمه وليست قطر، وأن المخطط القادم هو مد محاربة الإرهاب نحو تركيا .
سؤال آخير : هل تنظيم الإخوان هو مكمن الخطورة على مصر ؟
«التيارات المحبطة « تاريخياً ، هى الأكثر خطورة على مصر من الإخوان ، الذين كشفوا أخيراً عن أنفسهم كتنظيم إرهابى .
و سبب خطورة تلك التيارات إنهم أعداء غير معلومين لعوام الناس ، إلا من خلال شعارات مثالية زائفة تنطلى على فئة الشباب ، وتستخدم كتائبها الإلكترونية لتقسيم المجتمع من خلال معلومات كاذبة أو عقد مقارنات بين عهود أو أشخاص ، لكى نعيش دائماً فى جلباب الماضى ، الذى أصبح يستغرق الكثير من تفكيرنا وحواراتنا ، فلا نتحدث عن الغد ، لأننا جميعاً مقصرون فى حقه ، ولم نفعل له شيئا .
هذه « التيارات المحبطة « ، تعتبر أى تقدم لمصر هزيمة لهم ، واى إخفاق وتعطيل لمسيرة الْوَطَن نصراً لهم .
علينا جميعاً أن نتصالح مع «الغد» ونعلم أن الحياة مستقبل وليست ماضيا .
- لا يكفى السيطرة على مصادر التمويل لضرب قوى الإرهاب ، بل لابد من تجفيف منابع الدعوة المرتبطة بحركتهم بإجراءات قانونية ، وتحرك مؤسسى لتصحيح المفاهيم ، والتى تحتاج الى وقت ومساحه زمنية طويلة .
- لا يقبل لمصر بلد الأزهر ، أن يكون بها جماعات تطرف ، تمثل شريحة ليست قليلة فى المجتمع ( إخوان .. سلفية .. جهاد .. داعش .. حازمون ..حزب مصر القوية .. حزب البناء والتنمية .. حزب النور ...... ) ، كلها كان لها تأثير ثقافي بالغ على المنظومة الأخلاقية المصرية .
- لابد أن نبدأ ، ولا نقف أمام شعارات كاذبة ، فالعالم لن يصبر علينا ، كما فعل مع غيرنا لأننا نعيش عالما جديدا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.