أيام ونستقبل ضيفا عزيزا.. كريما.. غاليا.. نستقبل شهر رمضان.. شهر القرآن.. شهر الإحسان.. شهر الباقيات الصالحات.. شهر الطاعات والعبادات..والروحانيات والإيمانيات.. شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم.. وتغل فيه الشياطين.. فيه ليلة خير من ألف شهر.من حرم خيرها.. فقد حرم أو كما قال النبي صلي الله عليه وسلم. وإذا كانت شياطين الجن تسلسل في هذا الشهر ومثلما اخبر الهادي البشير إلا أن المشكلة تظل قائمة في شياطين الانس.. وماأدراك ماشياطين وجنيات الإنس! فما أن يهل الشهر الكريم حتي تنطلق في وجوهنا طلقات ودفعات من المسلسلات التي ادخرتها فضائياتنا وقنواتنا التليفزيونية لهذا الشهر العظيم لتفسده علينا بما تتناوله من موضوعات وتروج له من عنف وتفسخ اجتماعي, وماتتضمنه من عري وترخيص وتبذل تسطيح مثلما نلحظ في بروموهات هذه المسلسلات, وماتحويه من ألفاظ بذيئة ونابية ومشاهد خليعة وجارجة وعرض صريح لكل صور الانحراف بما في ذلك أنواع المخدرات وأشكالها وكيفية تعاطيها وكأنها دعوة لتجربتها وهو الأمر الذي يلحق اذي عظيما بشبابنا ويؤذي الكثير من أبنائنا وبناتنا في البيوت ويشغل غالبية الشعب عن الإحياء الحقيقي لليالي الشهر من عمل للصالحات واكثار من الطاعات من قبيل قراءة وختم القرآن, وقيام الليل والعطف علي المساكين وتفقد أحوال المحتاجين والتئام شمل الأسرة وتعزيز مظاهر الوحدة الوطنية والألفة الاجتماعية وغير ذلك من أبواب الخير العميم. ما أحوجنا في هذا الشهر إلي نوع من الهدنة الدرامية والتهدئة الإعلامية والسياسية.. ما أحوجنا في هذا الشهر المفضال للابتعاد عن المشاحنات والمثيرات والمهاترات والمناكفات والمشاجرات الفضائية التي تستنزف أعصابنا وتفت في عضد الأمة ولاتراي لشهر كرمضان حرمة. رمضان فرصة حقيقية للصفاء الذهني والروحي والوطني..فلا تضيعوها.. لاتضيعوها! المزيد من أعمدة هشام فهيم