لدينا مشكلات كثيرة مُلِحَّة متراكمة عبر سنوات طوال يمكننا أن نقضى عليها دون حاجة إلى ميزانيات ضخمة وتكنولوجيا متطورة مستورَدة وخبراء أجانب وعملة صعبة وخطط استراتيجية وبرامج معقدة! خُذْ مثلاً، هذا التخبُّط الذى يقع فيه ملايين المواطنين يومياً لعدم وجود لافتات واضحة بأسماء الشوارع والميادين وبأرقام المنازل والمنشآت! فما هى الصعوبة فى أن توجد هذه اللافتات؟ وهل تفتقد محليات المحافظات وأحياء المدن الإمكانات البسيطة المطلوبة من أطقم العاملين وخامات اللافتات والألوان؟! وقُلْ نفس الشىء عن علامات المرور التى تكاد تكون غائبة لدينا، مثل التى تمنع الدخول أو تسمح به، أو التى تجيز ركن السيارة أو تمنعه..إلخ. وكذلك غياب تقسيم الطريق بخطوط طولية متصلة وأخرى منفصلة، وبخطوط للمشاة..إلخ. وأيضاً، لماذا لا توجد خرائط كبيرة فى أماكن بارزة فى الميادين يعرف منها الناس أين هم وأى طريق يسلكون، وساعات ضخمة تُذَكِّر الناس بقيمة الوقت قبل أن تخبرهم بالتوقيت! ولماذا لا تكون الرقابة والمحاسَبة مستمرة على مخالفات الاستيلاء على الطريق أو الرصيف؟..إلخ..إلخ. لقد صار من العجب أن يعرف السائق طريقه من القمر الصناعى عن طريق برنامج «جى بى إس» عبر «جوجول إرث»، ويهتدى إلى مقصده بالصوت والصورة بدقة متناهية، وأما على الأرض فلا يجد العلامات الإرشادية التى تؤكد له أنه على جادة الصواب! والأعجب أن الدولة قطعت أشواطاً فى وضع قاعدة بيانات شاملة عن سكان مصر وأوضاعهم وأحوالهم فى كل المجالات، وتتوالى الأخبار عن هذا الإنجاز العظيم الذى دونه لا يمكن المضى قدماً فى أى مشروع ضخم جاد، فى كل التخصصات، ولكن هذا الإنجاز الرقمى العملاق يتعارض معه على الأرض هذه الحالة من الغموض والتشتت، الذى يعانى منهما كل المواطنين بلا استثناء، حتى أولئك المشاركون فى مشروع قاعدة البيانات. وبالمناسبة، إذا كان المسئولون يرون واجباً على المواطن أن يكون خبيراً ببلده عارفا بدقائقها، فماذا عن السياح الذين تستهدف الدولة والعاملون فى السياحة أن يعودوا كسابق عهدهم بالملايين، فهل يعودون مجدَّداً إلى سابق التوهان؟ لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب