تعالت كثير من الأصوات فى الفترة الأخيرة مطالبة بتعميم فكرة اختبارات القدرات فى القبول بالجامعات على الرغم من أن واقع تجربة إجراء هذه الاختبارات فى كليات، مثل الفنون الجميلة والتطبيقية والتربية الرياضية والموسيقية، أثبت أنها تحفل بكثير من السلبيات والتحفظات وعلامات الاستفهام التى تحتاج الى اجابة شافية لصدور الطلاب وأولياء الأمور. فعلى سبيل المثال يمكنهم من اجتياز الامتحان مما يضطرهم للالتحاق بكورسات فى بعض الكليات أو مراكز تدعى إعطاء دورات مؤهلة لتلك الاختبارات، والتى تكلفهم الكثير من المال، وحتى مع اجتياز الاختبارات فقد يمنع المجموع العام الطالب اللائق ذا الموهبة الحقيقية . فعلى الطالب الراغب فى التقدم لكلية الفنون الجميلة أن يختبر فى الرسم والنحت مع جزء نظرى حول تاريخ الفن ومشاهيره والألوان وتركيبها ونتائج دمجها، وعليه تسديد 280 جنيها رسوما و400 جنيه دورة مؤهلة و250 جنيها أخرى حقيبة لأدوات أداء الاختبار. هذا ما شكا منه بعض أولياء الأمور حيث يقول محمد حسن: نجحت ابنتى فى الثانوية العامة وأرادت التقدم الى اختبار قدرات الفنون الجميلة، وسحبنا الاستمارة قبل ظهور نتيجة الثانوية من موقع مكتب التنسيق وذهبنا بالفعل الى الكلية لنفاجأ بوجود رسم امتحان ومستلزمات للدخول ودورة تدريبية بإجمالى نحو ألف جنيه أو يزيد قليلا. وتقول منال السيد: رغم عشق ابنى الرسم منذ صغره، لكنه لم يجد منهجا أو مادة محددة للاختبار فيها، فاضطررنا الى دفع الاشتراك فى الدورة التى تنظمها الكلية، المهم أن ابنى كان من القلة التى اجتازت الامتحان، لكن بعد ظهور نتيجة التنسيق وجدت فارقا كبيرا بين مجموعه وما قبلته الكلية العام الماضي، وبتنا على يقين من عدم قبوله، ونصحنى البعض باسترداد رسوم الامتحان وكتبت طلبا لإدارة الكلية، وكان على الانتظار شهرا ومتابعة موقع الكلية الالكترونى حتى ظهور اسم ابنى فى قوائم الاسترداد ثم الحضور الى مقر الكلية وتسلم شيك بالمبلغ والذهاب به الى البنك المركزى لصرفه . قابلنا عميدة كلية الفنون الجميلة الدكتورة صفية القبانى وسألناها عما يجري فقالت: إن اختبارات القدرات كان فى الماضى يتم أداؤها مع امتحان الثانوية العامة فى المدارس، والتصحيح فى كنترول شهادة انهاء المرحلة الثانوية، لكن رأت لجنة قطاع الفنون بالمجلس الأعلى للجامعات نقل الامتحانات للكليات للتدقيق فى مستوى ومعايير تأهل الطلاب واكتشاف مهاراتهم لانتقاء الأفضل، لأننا نعد الباب الملكى للفنون الجميلة وعمر الكلية تجاوز 109 سنوات وبدأنا استقبال الطلاب منذ 29 يونيو الماضي، وبلغت الأعداد التى استقبلناها للاختبار 12 ألف طالب، من بينهم 6 آلاف للتدريب، أى أننا اختبرنا ودربنا ما يقارب ال18 ألف طالب وطالبة، كل ذلك فى ظل مشاريع تخرج طلابنا وهذه الأعداد تحتاج إلى مجهود خرافي، فكل طالب تقيمه فى الامتحان لجنة من ثلاثة أعضاء فى هيئة تدريس الكلية، وللعلم فقد نجح من هذه الأعداد ألفان فقط، فاللائقون لم تتجاوز نسبتهم 20% والأموال المحصلة من الامتحان نوردها الى وزارة المالية بالكامل، أما دورات التدريب المؤهلة، فقد شدد الدكتور ماجد نجم رئيس جامعة حلوان على عدم زيادة مصروفاتها ورسومها عن العام الماضي، وتم تنفيذا لذلك تخفيض رسوم الدورة من 500 الى 400 جنيه. كيف يأتى الطلاب إليكم؟ قالت : نحن لا نملك منع أى طالب من التقدم الينا، لأنه من موقع التنسيق يستطيع طلب اختبار قدرات ويطبع استمارة خاصة بذلك، ثم يأتى الينا مباشرة دون المرور على مكتب التنسيق، وهذا هو سر الأعداد الهائلة التى جاءت الينا. فقلت لها : إذا كان تقييم الطالب يتم بناء على الموهبة فلماذا تحديد حد أدنى مرتفع نسبيا لدخول الكلية؟ وإذا كان المجموع هو الفيصل، فلماذا لا ننتظر حتى إعلان نتيجة الثانوية على الأقل لتقليل الأعداد المتقدمة وتوفير كل هذا الجهد والمال؟ قالت: هذا ليس قرارى فمكتب التنسيق هو الذى أحال الطلاب إلينا قبل إعلان نتيجة الثانوية. ونحن لا نملك إلا استقبال هؤلاء الطلاب واختبارهم. الى هنا انتهى كلام عميدة فنون جميلة وتبقى أسئلة كثيرة بلا إجابة وتحتاج إلى مزيد من المراجعة والتقنين فهل نحن فاعلون!!!