جدد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان اتهامه للحكومة الألمانية بمساعدة وتقديم الدعم لمن وصفهم بالإرهابيين بسبب رفض برلين الاستجابة لآلاف الملفات التى أرسلتها أنقرة تطلب فيها بتسليم المطلوبين والمشتبه بهم إلى تركيا. وقال أردوغان خلال اجتماع المجلس الاستشارى لحزبه العدالة والتنمية الحاكم فى مدينة ريزة شمال البلاد إن «ألمانيا تساعد الإرهابيين، أعطينا المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل 4500 ملف لكن لم نتلق إجابة على أى منها». وفى إطار الأزمة المتواصلة بين تركيا وجيرانها الأوروبيين، توقع جونتر أوتينجر مفوض الاتحاد الأوروبى لشئون الميزانية وقف المساعدات المالية الضخمة التى تُمنح لتركيا بسبب حملة القمع التى تشنها ضد المعارضين. واتفق أوتينجر مع تصريحات المستشار النمساوى كريستيان كيرن التى أعلن فيها «أن المساعدات الأوروبية التى تُقدر بنحو4٫3 مليار يورو - أى ما يعادل 5٫1 مليار دولار - تهدف إلى جعل تركيا أقرب من أوروبا، حيث تتضمن هذه المساعدات تمويل برامج تدريب للقضاة والمدعين، ومن المفترض أن تستمر حتى نهاية عام 2020. واتفق المفوض الأوروبى والمستشار النمساوى أنه فى ضوء التطورات السياسية الراهنة التى تشهدها تركيا، لا يمكن تخيل الاستمرار فى تمويل مثل هذه البرامج الأوروبية خاصة وأن تركيا طردت عدة آلاف من القضاة والمدعين المشتبه فى صلتهم بالداعية فتح الله جولن فى أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التى جرت فى منتصف العام الماضي، حيث وصل العدد الإجمالى لمن تم إلقاء القبض عليهم حتى الآن إلى حوالى 50 ألف شخص. وداخليا، شدد الرئيس التركى على وجوب إجراء تغييرات فى كوادر حزب العدالة والتنمية الذى يترأسه، بسبب وجود «حالة من الإرهاق» لدى بعض أعضاء الحزب. وتابع أردوغان قائلا «نكافح ثلاث منظمات إرهابية فى آن واحد، داعش ومنظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية وتنظيم جولن ومهمتنا ليست سهلة، لذا علينا أن نتكاتف مع شعبنا لنواصل مكافحة كل من يستهدف أمننا واستقرارنا».