بعثة الأهلي تصل الكونغو لمواجهة مازيمبي.. صور    تعرف على سعر السبيكة الذهب اليوم (جميع الأوزان) وعيار 24 بداية تعاملات الخميس 18 أبريل 2024    موعد بدء التوقيت الصيفي 2024 في مصر (اضبط ساعتك)    تراجع مؤشرات الأسهم في وول ستريت عند الإغلاق اليوم    "شعبة الدواجن" تزف بشرى سارة بشأن أسعار الفراخ والبيض    تعرف على موعد نزول دعم سكني أبريل 2024 في السعودية    تراجع سعر كارتونة البيض (الأبيض والأحمر والبلدى) واستقرار الفراخ بالأسواق الخميس 18 ابريل 2024    تراجع سعر الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء الخميس 18 ابريل 2024    فلسطين.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدة صوريف شمال الخليل    الخارجية الأمريكية: نتخذ جميع الإجراءات لمنع إيران من زعزعة استقرار المنطقة    شاهد ركلات الترجيح وملخص مباراة مان سيتى ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    الدفاع المدني في غزة ينتشل جثامين 11 شهيدا من مناطق متفرقة بخان يونس    خالد أبو بكر: المنطقة قيد الاشتعال.. إسرائيل وإيران «فرحانين باللي عملوه»    الجامعة البريطانية في مصر تعقد المؤتمر السابع للإعلام    عاجل.. أولى تصريحات جوارديولا بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا واعتراف مهم    لقد تشاجرت معه.. ميدو يحذر النادي الأهلي من رئيس مازيمبي    23 لاعبا فى قائمة الإسماعيلى استعدادا لمواجهة زد فى الدورى    إبراهيم صلاح: كنت أتمنى مشاركة محمد شحاتة أساسيًا أمام الأهلي    طاقم حكام مباراة الإسماعيلي وزد في الدوري المصري    بعد تحسن الأحوال الجوية.. إعادة فتح ميناء نويبع البحري وانتظام الحركة الملاحية    الطيران المدني تكشف سبب هبوط طائرة العربية بمطار القاهرة    بحجه تأديبه.. التحقيق مع بائع لاتهامه بقتل ابنه ضربًا في أوسيم    مصرع طفل غرقًا بنهر النيل في المنيا    «الأرصاد» تعلن حالة الطقس ال 6 أيام المقبلة بداية من الخميس 18 أبريل 2024    3 ظواهر تضرب البلاد خلال ال24 ساعة المقبلة.. انخفاض مفاجئ في الحرارة    فتاة تقفز من السابع تاركة والدها وخطيبها ينازعان الموت بالوراق    حظك اليوم برج العقرب الخميس 18-4-2024 مهنيا وعاطفيا.. استغل قدراتك    حظك اليوم برج الميزان الخميس 18-4-2024.. «كن مبدعا»    في خطوات سهلة.. طريقة التقديم في مسابقة «لون حلمك» لذوي الاحتياجات الخاصة    خبير ل التاسعة: مستقبل مصر فى مجال التكنولوجيا الرقمية    الفنان عمر الشناوي يروى ل"التاسعة" كواليس دوره في مسلسل الحشاشين    في الحلقة 39 من الصديقات.. سجن سوزان نجم الدين عام ونصف وبيع ممتلكاتها    ماهر زين يكشف عن سن التزامه الديني وامنيته لترك صدقة جارية بعد وفاتي (فيديو)    طارق الشناوي: اللغة العامية لم تجرح «الحشاشين».. وأحمد عيد كسب الرهان    أسباب نهي الرسول عن النوم وحيدا.. وقت انتشار الشياطين والفزع    رئيس جامعة المنوفية يتابع المرضى من الأشقاء الفلسطينيين بالمستشفيات الجامعية    لماذا فشل جيش الاحتلال في صد هجوم "عرب العرامشة"؟    مجلس أوقاف القدس يندد بمخططات بن جفير لتغيير الوضع التاريخي في الأقصى    نشرة منتصف الليل| خفض سعر الرغيف الحر وتوجيه عاجل للحكومة بشأن الكلاب الضالة    أسامة عرابى: قلق جماهير الأهلي طبيعى والدوافع ستكون مختلفة أمام مازيمبى    حسام عاشور: قررت الاتجاه لمجال التدريب وجوزيه حذرنى من تدمير موهبتى    مقال شامل عن استخدام VPN مجاني في الألعاب المحظورة    وظائف خالية بقطاع تعليم الوادي الجديد.. تعرف عليها    المتحدث الإعلامي للإخوان : الجماعة تجدد الدعوة إلى وقف الحرب في السودان    زوجي بيضربني وبيعايرني باللقمة.. ماذا أفعل؟.. أمين الفتوى يرد    ماذا قال "القومي للمرأة" في رصده وتحليله لدراما رمضان 2024؟    إطلاق النسخة الأولى من المهرجان الثقافي السنوي للجامعة الأمريكية بالقاهرة    «النواب» يتدخل لإنهاء أزمة المناهج غير الأخلاقية بالمدارس.. والحكومة تستجيب    "ضربها طلقتين في بيت أبوها".. قصة مقتل ممرضة على يد زوجها لطلبها الطلاق بعد الزفاف    صحة فاقوس: مقاومة يرقات الذباب واستمرار العلاج الاقتصادي بالشرقية    حسام موافي يحذر: نقص سكر الدم خطر على هذا العضو    عدد أيام إجازة شم النسيم 2024 .. «5 بالعطلة الأسبوعية»    خالد الجندي: الشيطان شغله يجعلك تيأس من رحمة الله    أمين الفتوي: لابد من تعامل الزوجة مع زوجها بحسن نية    بعد تحذيرات الأرصاد.. «الصحة» توجه 7 نصائح للتعامل مع التقلبات الجوية    إحالة 57 موظفا من المقصرين في عملهم للتحقيق بالشرقية    معامل مجمع الإسماعيلية الطبي تحصل على الاعتماد من المجلس الوطني للاعتماد إيجاك (EGAC)    أبرز أدعية شفاء المريض.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوزير الحالم

يحق للدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن يحلم بإحداث ثورة إصلاحية شاملة لمنظومتنا التعليمية المهترئة البائسة غير المتوافقة مع أبجديات ومتطلبات الألفية الثالثة وإيقاعها السريع، ومن حق المواطنين مشاركته حلمه الغالي، وأن يتحرروا من كوابيس التعليم التى تطاردهم فى يقظتهم ومنامهم، منذ بحثهم عن مكان شاغر لأبنائهم وبناتهم فى الحضانات، وصولا لمحنة الثانوية العامة والمجموع المؤهل للالتحاق بكلية من كليات القمة أو القاع، وإن خاب الرجاء فى الجامعات الحكومية تتجه الأنظار للجامعات الخاصة وشروطها المالية المجحفة، وبعد العناء وسهر الليالى يتخرج الطالب والطالبة وينضم لطابور لا أول له ولا آخر بحثا عن فرصة عمل، حتى لو كانت لا تمت بأدنى صلة لمجال تخصصه، أو يحصر تركيزه فى الذهاب لخارج الوطن سعيا لبناء مستقبل واعد فى بلد يُقدر ويراعى الكفاءات ويستفيد منها حق استفادة.
بناء على هذه الخلفية فقد استبشرنا خيرا بإعلان «الوزير الحالم» فى الأول من الشهر الحالى تفاصيل رؤيته الثورية لإصلاح التعليم، وتتلخص عناصرها فى إلغاء الشهادة الابتدائية الحائرة بين وزراء التعليم، وتخفيف المناهج، وإيقاف تراخيص المدارس الأمريكية الجديدة، وفرض رقابة صارمة على المدارس الخاصة ومصروفاتها المبالغ فيها، وإطلاق نظام جديد للثانوية العامة يعتمد على تقييم الطلاب خلال سنوات الثانوى الثلاث، علاوة على ضبط ملف الدروس الخصوصية فى إطار قانونى مثلما يحدث فى مجموعات التقوية بالمدارس.
بنود قوية ومنتقاة ومعدة بمعرفة خبراء مشهود بكفاءتهم وخبرتهم الثقيلة فى قطاع التعليم، ومن ثم جرى تشييد آمال عريضة على ثمارها المستقبلية، لإخراج مصرنا من عثرتها الاقتصادية والمالية، تأسيسا على أن التعليم وجودته يُمثل كلمة السر فى تحقيق التنمية الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية، وإزالة الترهلات من على وجه الوطن واستعادته نضارته وشبابه، ومع هذه البنود عشنا ثورة توقعات بما سيئول إليه حال مدارسنا وطلابنا ومعلمينا خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، وقبل الاستغراق فى أحاديث لا تنتهى عن نسب نجاحه وإخفاقه، وما إذا كان موضع توافق، أو اختلاف دعونا نذهب فى إطلالة خاطفة لصفحة من صفحات الماضى القريب، علها تحمل إضاءات ومؤشرات مفيدة للمعنيين بالملف التعليمى أحد الأركان الأساسية لأمننا القومي.
فى يوليو 1987 عقد مؤتمر قومى موسع لتطوير التعليم العام والجامعى واستمر خمسة أيام ناقش خلالها الحاضرون كل شاردة وواردة لوضع استراتيجية حاكمة لسياسة التعليم فى بلادنا، وبشرنا وزير التعليم آنذاك الدكتور فتحى سرور، بأن الوزارة تملك خطتين للتطوير:
الأولى قصيرة المدى وتخص التعليم العام والفنى وتقوم على مستويين، هما، بناء المدارس والفصول لتقليل كثافة التلاميذ، ومحاربة الدروس الخصوصية والحد من استغلال المدارس الخاصة لأولياء الأمور وترشيد المجانية المنصوص عليها فى الدستور، بينما المستوى الثانى يقضى بتعديل المناهج بحيث تقوم على ستة مبادئ جوهرية، هى تركيز المعلومات، تكامل المعرفة، ربط التعليم بالتنمية، والتطور التكنولوجى والعالم الخارجي، تعميق القيم الدينية والإنسانية واحترام حقوق الإنسان، ولذلك سوف يُعاد وضع المقررات الدراسية على أساسها، إلى جانب تأهيل المعلم ورفع مستواه مهنيا وماديا.
وقد وضعت الوزارة حينئذ سياسة خاصة بالتعليم الفني، بحيث يستوعب 65% من طلاب الإعدادية، ويقتصر الالتحاق بالمرحلة الثانوية على 30 % منهم، ويبقى 5 % ينضمون إلى دور المعلمين والمعلمات، وسوف يركز التعليم الفنى على التعليم الصناعي، لكى يستوعب 50% على الأقل من طلاب التعليم الفني، لأن النهضة الصناعية هى أساس التقدم.
والخطة الثانية طويلة الأجل لمواكبة القرن الحادى والعشرين، ويجرى إعدادها من الدراسات التى قامت بها وزارة التعليم، والمجلس القومى للتعليم، واللجان الاستشارية و26 مؤتمرًا غطت جميع محافظات الجمهورية، وهذه الدراسات لها ثلاثة محاور، هى متابعة واقع التعليم المصرى منذ القرن 18 وفى جميع مستوياته، ثم تحديد العيوب فى ضوء ما يدور فى العالم، وأخيرا التخطيط للمستقبل عبر استراتيجية تطويرية على مدى 25 عاما مقبلة، وأن المؤتمر المنعقد فى 1987 ليس مقصودا لذاته بحيث يجتمع ثم ينفض، ولكنه بداية ثورة حقيقية وشاملة فى مسارات وهياكل التعليم .
مرت ال 25 سنة دون أن يتحقق ولو القدر اليسير من الأهداف المحددة، ولم نبن بديلا لنظامنا التعليمى الذى دائما ما يترقب أخطار المستقبل لكى يلهث خلفها بعد حدوثها للتخفيف من وطأتها، وخلت مدارسنا من التعليم الذى انحصر فى المراكز التعليمية، وأصبح البيت المصرى تحت رحمتها، وها نحن الآن نشهد تجربة جديدة يقودها طارق شوقى الذى عدد فى لقاءاته الصحفية والتليفزيونية عيوب وثغرات المنظومة التعليمية التى حفظناها عن ظهر قلب والحلول غير التقليدية المقترحة لعلاجها. لكن ومع الإقرار بالنيات الحسنة والصادقة المحركة لتوجهات شوقى فإننى كنت أتوقع منه أن يُصارحنا بداية بأسباب عدم إنجاز ما كان متفقا عليه منذ النصف الثانى من ثمانينيات القرن العشرين، ومدى قدرة مقترحاته على الصمود والاستمرارية بوتيرة وبسرعة مقطوعة الصلة بشخص الوزير الجالس على رأس وزارة التربية والتعليم، وأن يحدد لنا مدى تجاوب واقتناع أركان وزارته بنظامه التعليمى المقترح، فبدون ذلك التجاوب سيفقد زخمه وقوة انطلاقه وتأثيره المرجو، يامعالى الوزير نريد استراتيجية وطنية تحظى بالتوافق من المجتمع والأوساط التعليمية والحكومات المتعاقبة، وغيابها سيعنى أننا كمن يحرث فى الماء.
[email protected]
لمزيد من مقالات محمد إبراهيم الدسوقي;


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.