فى تصعيد لافت للعملية الإجرائية، شكل روبرت مولر المدعى الخاص الأمريكى هيئة محلفين كبرى فى سياق تحقيقاته الموسعة بشأن التدخل الروسى فى سير الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة والتى أصدر من خلالها أوامر استدعاء وتحقيقات خاصة ربما تفضى إلى ملاحقات جنائية ضد بعض المشتبه بهم فى تلك القضية. وأوضحت صحيفة «وول ستريت جورنال»الأمريكية أن هيئة المحلفين الكبرى التى شكلها مولر هى أشبه بغرفة تحقيق مؤلفة من أشخاص يعقدون مداولاتهم فى جلسات سرية مغلقة، وذلك لمعرفة ما إذا كانت العناصر التى يعرضها المدعى يمكن أن تفضى إلى توجيه تهم للمشتبه بهم فى تلك القضية. وأضافت أن اختيار هذه الهئية من قبل مولر المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالى «إف بى آي»سيسمح بالحصول على وثائق وإفادات تحت القسم. وفى الشأن ذاته، نقلت صحيفة «نيويورك تاميز» الأمريكية عن محامين مشتركين فى تحقيقات القضية قولهم إن فريق مولر يجرى تحقيقات واسعة النطاق لرصد ما إذا كان أحد من مساعدى ترامب قد تعاون مع الحكومة الروسية فى محاولة للتأثير على نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة. ولم تتضح حتى الآن معالم تلك التحقيقات الأخيرة، فيما تواترت أنباء عن وجود تحقيقات خاصة بملفات لصفقات تجارية للجنرال المتقاعد مايكل فلين الذى عمل لفترة وجيزة كمستشار للأمن القومى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حيث يخضع فلين للتحقيق بشأن تعاملات أجنبية، فضلا عن المحادثات التى أجراها مع سيرجى كيسلياك السفير الروسى السابق لدى الولاياتالمتحدة. وفى وقت سابق، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»تقريرا أشارت خلاله إلى أن الفريق القانونى للرئيس الأمريكي، يبحث فى خلفيات المحققين التابعين لروبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الاتحادى الأسبق، والذى عينته وزارة العدل محققا خاصا لتولى مسئولية التحقيق فيما يعرف بقضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية. ونقلت الصحيفة عن ثلاثة أشخاص على علم بجهود فريق ترامب حاليا قولهم إن فريق ترامب القانونى يسعى حثيثا إلى الكشف عن الخلفيات المهنية والسياسية للمحققين، الذين اختارهم مولر للتحقيق فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، وذلك فى محاولة منهم لإيجاد تضارب فى المصالح فى هذا الشأن، مما قد يمكنهم من هدم وتشويه صورة التحقيقات. وفى ويست فيرجينيا، قال الرئيس الأمريكى ترامب خلال تجمع جماهيرى فى مدينة هنتنجتون الأمريكية إن الاتهامات المتعلقة بالتدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة لعام 2016 «مختلقة بشكل كامل». وأضاف قائلا:» القصة الروسية مختلقة بشكل كامل، هى مجرد ذريعة لأكبر خسارة فى تاريخ السياسة الأمريكية، إنها فقط تجعلهم يشعرون بشعور أفضل عندما لا يكون لديهم شيء آخر يتحدثون عنه». وأشار إلى أن»معظم الناس يعرفون أنه لم يكن هناك روس فى حملتنا، لم يكن هناك روس قط». وفى محاولة للحد من تلك الظاهرة، تستعد إدارة دونالد ترامب للكشف عن خطة لم تتضح تفاصيلها بعد تهدف إلى وضع حد من تسريب المعلومات الواسع والمتكرر من البيت الأبيض، وهو الأمر الذى ينتقده الرئيس الأمريكى باستمرار ويرى فيه نوعا من الخيانة. كما سيعقد جيف سيشنز وزير العدل ودان كوتس رئيس المخبارات مؤتمرا صحفيا خلال الساعات القليلة المقبلة للبحث فى مسألة «تسريب مواد سرية تهدد الأمن القومي»، وذلك فى إشارة إلى هذه التسريبات غير المسبوقة فى التاريخ الحديث للرئاسة الأمريكية، فى طبيعتها ومداها والسرعة التى تنتشر فيها. وفى تحدٍ جديد لترامب، قطع مجلس الشيوخ الطريق على الرئيس الأمريكى لاغتنام فترة الإجازة الصيفية للمجلس من أجل القيام بأى تعيينات، إذ أعلن أنه يبقى منعقدا رغم مغادرة أعضائه لقضاء إجازاتهم.. وفى موسكو ، لم يستبعد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ترشحه فى انتخابات الرئاسة الروسية المقبلة والمقرر إجراؤها العام المقبل 2018. وردا على سؤال له، خلال اجتماع عقده أثناء جولة للإطلاع على سير إخماد الحرائق فى غابات جمهورية بورياتيا ومقاطعة إركوتسكايا شرق البلاد، بشأن عما إذا كان يتعزم الترشح لولاية رئاسية إضافية فى انتخابات 2018، أجاب قائلا: «سأفكر فى هذا الأمر، وشكرا لكم عموما»، ويعنى هذا الرد أنه لا يستعبد إمكانية ترشحه من حيث المبدأ. وفى فيينا, أعلنت فيديريكا موجيرينى وزيرة الأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي أن»مختلف الأطراف»تحترم الاتفاق النوووى الموقع بين طهران والقوى الست الكبرى على الرغم من العقوبات التى فرضتها الولاياتالمتحدة والتى اعتبرتها إيران انتهاكا» لهذه الصفقة.