الموهبة وحدها لا تكفى لتحديد مستقبل الشباب المبدع، فهناك عدة امور اخرى مثل رغبة الاسرة فى ضمان مستقبل ابنائهم بالدراسة فى احدى الكليات التى تضمن وظيفة بعد التخرج، وكذلك مجموع الثانوية العامة الذى قد يجبر المبدعين على دراسة بعيدة كل البعد عن موهبتهم، وخلال هذه السطور نستعرض نموذجين رغم موهبتهما الكبيرة فى مجال الفن التشكيلي، إلا أن رغبة الأسرة أو مجموع الثانوية العامة كان لهما رأى آخر الطبيب الفنان مصطفى رفعت كامل، فى الواحدة والعشرين من عمره، من مدينة نجع حمادى بمحافظة قنا، طالب بالفرقة الخامسة بكلية الطب جامعة الأزهر فرع أسيوط، أحب الرسم منذ الصغر، لكن لم يكن هناك ترحيب من قبل أسرته، اعتقاداً منهم بأنه إهدار للوقت. كان يرسم خلسة، حتى وصل للمرحلة الثانوية، ونتيجة رفضهم القاطع للرسم انقطع عنه. انصب تركيزه على الدراسة، إلى أن انتهت تلك المرحلة، والتحق بكلية الطب. بدأ العودة إلى هوايته المفضلة، مع مراعاة عدم التقصير فى الدراسة، وحصل على تقدير امتياز طوال سنوات دراسته، وبالنسبة للرسم عمل على تطوير موهبته وتنميتها من خلال مشاهدة مقاطع تعليمية، والتدريب المستمر، حتى وصل إلى مستوى متميز، وأصبح يجيد الرسم بالرصاص، والفحم، وألوان الخشب، والألوان المائية، والجاف، والحبر، ورسم الدودلز، والبوب آرت، والنيجاتيف. قام مصطفى مؤخرا بعرض أعماله فى معرض اقيم بقصر ثقافة أسيوط، على هامش معرض الكتاب، وحضره المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط. يقول مصطفى:على الصعيد الفنى اتمنى أن أصبح من أشهر رسامى الوطن العربى بل والعالم أجمع، أما على الصعيد العلمى أود أن أصبح أكثر الأطباء تميزا فى مجالى وأعمل جاهدا على ذلك، وأعمل على ألا يتعارض الحلم الفنى مع الحلم العلمي. الموهبة والتدريب محمد ايهاب محمود، من القاهرة فى التاسعة عشر من عمره، مجموعه فى الثانوية العامة لم يؤهله للالتحاق بكلية الفنون الجميلة فألتحق بكلية الآداب «جامعه حلوان» فقد أحب محمد الرسم منذ الصغر، واعتمد على نفسه فى تحسين مستواه وواصل التدريب حتى استطاع ان يتقن الرسم بالجاف والرصاص والفحم، قام ايضا بعمل ديكور احدى المسرحيات بالجامعة، وكذلك شارك فى رسوم الكاريكاتير للمجلات الخاصة بمشاريع طلبة بكالوريوس إعلام. يقول محمد: عندما كنت فى الصف الأول الثانوى شاهدت بعض رسوماتى احدى مدرسات المدرسة، فأثنت كثيرا على موهبتى وشجعتنى على مواصلة الرسم، وبالفعل بدأت أتدرب كثيرا وساعدنى الرسم فى التعرف على كثير من الأصدقاء والرسامين، وقد قمت برسم الكثير من الشخصيات ومنهم الفنان محمد صبحى وقد أهديته اللوحة وفرح بها كثيرا وقال لى انه سيحتفظ بها.