بات الحديث عن استئناف الرحلات الروسية إلى مصر معاداً ومكرراً منذ قرابة العام ونصف العام فى ظل تصريحات عديدة ومتضاربة عن عودة الرحلات بين موسكووالقاهرة قريبا !.. وأيضاً مع الزيارات المتتالية للوفود الأمنية الروسية «المعلنة» و«غير المعلنة» الى المطارات المصرية لتفقد إجراءات تأمين مطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة واستمراراً ل «مسلسل» زيارات الوفود الروسية للمطارات المصرية قام وفد من خبراء الأمن الروسى أمس الأول بجولة بمطار القاهرة .. وقد تفقد خبراء الأمن الروس الإجراءات التأمينية بمبنى الركاب 2 بمطار القاهرة وهو المبنى الذى ستعمل منه شركة الطيران الروسية « إيروفلوت» فى حالة اتخاذ قرار روسى «نهائي» باستئناف الرحلات بين القاهرةوموسكو حيث تابع الوفد كل مراحل التفتيش وإجراءات التأمين بالمبني وتابع الوفد كيفية تطبيق نظام «البصمة البيومترية» لدخول جميع العاملين بالمطار وتفقد أجهزة الكشف على الركاب والحقائب وكذلك كاميرات المراقبة لمتابعة تحركات المسافرين والعاملين وفى ختام الزيارة التى نتمنى أن تكون « الأخيرة « أشاد الوفد الأمنى الروسى بكل الإجراءات وتنفيذ كافة الملاحظات التى أبداها فى زيارته قبل الأخيرة. وكانت روسيا قد وضعت عدة شروط لاستئناف الحركة الجوية بين البلدين والتى توقفت عقب حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء فى 31 أكتوبر 2015 منها تزويد مطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة بأحدث أجهزة التأمين وتركيب كاميرات مراقبة ذات سعة تخزينية 30 يوما بدلاً من 7 أيام ومنح فرق التفتيش الروسية الأحقية فى الإطلاع على شرائط الكاميرات وتخصيص أبواب للعاملين بالمطارات مزودة بأجهزة «البصمة البيومترية» والاستعانة بشركة أمن خاصة لمعاونة الأجهزة الأمنية فى تأمين مطارات الغردقة وشرم الشيخ والمبنى رقم 2 بمطار القاهرة ووجود خبراء روس بالمطارات المصرية لتأمين الرحلات الروسية، وأكدت مصادر خاصة بالطيران المدنى أن مصر التزمت بكافة المطالب الروسية كما أن كافة الوفود الدولية التى زارت المطارات المصرية. أشادت بتطبيق مصر لكل المعايير الدولية فى تأمين المطارات وأشارت مصادر مطلعة الى أن هناك تحفظا مصريا على بعض بنود الإتفاقية الأمنية بين البلدين والتى طلب الجانب الروسى توقيعها حيث تطالب مصر بأن تكون كافة بنودها وفقا للملحق 17 من اتفاقية شيكاغو والذى يؤكد مبدأ المعاملة بالمثل ودون أى مساس بالسيادة المصرية.. وكذلك على المطلب الروسى بضرورة وجود خبراء أمن روس « بصفة دائمة « بالمطارات المصرية لتأمين رحلات الطائرات المتجهة من المطارات المصرية الى روسيا، من جانبهم أعرب خبراء الطيران عن دهشتهم الشديدة من الموقف الروسى «غير المفهوم» من عودة السياحة الروسية الى مصر بحجة وجود ثغرات أمنية فى المطارات المصرية وهى حجج واهية وغير صحيحة بشهادة كل المنظمات والهيئات الدولية للطيران مؤكدين أن عودة السياحة الروسية قرار « سياسي» وليس قراراً «أمنياً» وخاصة أن مصر التزمت بكافة المطالب الروسية برغم المغالاة الشديدة فى بعضها مثل السماح للجانب الروسى بالإطلاع على شرائط كاميرات المراقبة فى أى وقت والاستعانة بشركة أمن خاصة للتأمين بالتنسيق مع الاجهزة الأمنية وغيرها من المطالب التى لاتنتهى ! الزيارة الأخيرة للروس جاءت فى أعقاب تصريحات صادرة من القاهرةوموسكو الأيام الماضية ممثلة فى وزير الطيران شريف فتحي ونائب وزير النقل الروسى فاليرى أوكولوف حيث أكد شريف فتحى وزير الطيران المدنى أن التواصل مع الجانب الروسى مستمر خلال الفترة الحالية لإجراء مناقشات حول استئناف الرحلات إلى مصر.. فى حين أشار نائب وزير النقل الروسى مطلع الأسبوع الماضى الى أن روسيا ومصر تكثفان حالياً الاتصالات والتعاون بشأن استئناف الرحلات الجوية.. وأكد أن المسئولين الروس يعتقدون أن جميع الملاحظات فى المطارات المصرية « تقنية» بحتة وسيتم معالجتها ويبقى التساؤل .. هل ستعود السياحة الروسية عقب هذه الزيارة للوفد الأمنى الروسى ونغلق هذا الملف نهائيا .. أم سنظل ندور فى دائرة مفرغة من التصريحات والزيارات دون جدوى ؟