رغم اهتمام الدولة بدور الشباب فى بناء الوطن، وتنظيم مؤتمرات للشباب يرعاها ويحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسى، للتأكيدعلى أنهم حاضر ومستقبل هذا البلد، فإن هناك تجاهلا إلى حد ما للشباب من قبل القنوات التليفزيونية، فلم نر برنامجا مخصصا لطرح قضاياهم وعرض مشاكلهم والمساهمة فى حلها، أو تقديم نماذج للشباب المكافحين بشكل ثابت على الشاشات، وفى هذا الموضوع نرصد، آراء خبراء الإعلام حول دور وتأثير وسائل الاعلام على الشباب، حيث أكدوا أهمية وسائل الاعلام فى غرس الانتماء والولاء للوطن لدى الشباب، حتى لا يكون ضحية للأفكار الضالة. وطالبت د.عبير الشربينى أستاذة الإعلام ، بضرورة عمل حملات توعية للنشء من سن 7 سنوات إلى 14 سنة، لغرس القيم والولاء للوطن، وإنتاج مسلسلات وبرامج موجهة للشباب، وتضافر جهود القائمين فى الإعلام واستغلال وسائل السوشيال ميديا لإظهار النماذج الإيجابية. ودعت إلى استغلال الوكالات الإعلانية فى توصيل مثل هذه الرسائل، إلى جانب توجيه رسائل للشباب بشكل ثابت وأن تظهر فى جميع وسائل الاعلام ووسائل السوشيال ميديا . وشددت د.عبير الشربينى على ضرورة تسليط الضوء على النماذج الشابة حتى تكون قدوة يحتذى بها، متسائلة: أين دور الإعلام فى تنشئة الشباب بداية من سن الأطفال والمراهقة؟، وأين البرامج التى تنمى روح القيم وغرس المبادئ والإحساس بالمسئولية تجاه الوطن. فيما رأى د.محمد عبد الحميد أستاذ الإعلام، أن الإعلام الحديث الذى يتضمن وسائل السوشيال ميديا خطف البساط من الإعلام التقليدى الذى يتمثل فى التليفزيون والإذاعة والصحافة، بل ساعد الشباب فى صناعة الخبر وإعطائه الفرصة فى إخراج طاقته بدون رقابة أو توجيه، وشدد على أن الشباب يفتقد القدوة، فى الوقت الذى يعرض فيه الإعلام والدراما النماذج السلبية مثل البلطجى، متسائلا: أين القدوة الإيجابية مثل المهندس الناجح أو الضابط الشريف؟ مؤكدا أن الإعلام يرسخ مفهوم أن القدوة أصبحت تتمثل فى أشخاص لا يقومون بأى مجهود. وطالب الهيئة الوطنية للإعلام والرقابة بتنفيذ ميثاق الشرف الإعلامى حتى تتغير الصورة الذهنية السلبية للقدوة. بدوره، كشف د.ممدوح محمد وهبة رئيس الجمعية المصرية لطب المراهقين، عن وجود نحو 18 مليون مصرى فاقدى الهوية بسبب غياب دور الإعلام، وقال: إن الاعلام الموجود حاليا مدمر كبير للشباب. وأشار إلى أن أكثر الأشياء المؤثرة على الشباب الإعلام وهم حاضر ومستقبل الوطن، مناشدا القائمين على الإعلام الاهتمام بالبرامج الشبابية والعمل على معرفة مايدور بعقل الشباب وغرس القيم وبناء الذات.