في قلب العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ترتفع الآن صور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إلي جانب هيلاسيلاسي ونيلسون مانديلا وباتريس لومومبا وغيرهم من الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية, شاهدة علي الدور الكبير الذي لعبته مصر في دعم وتنمية هذه القارة. , من قيادة حركة التحرر في الستينيات إلي تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية, وحتي إقامة الاتحاد الافريقي. كانت مصر تمد جذورها في إفريقيا من خلال دور إقليمي فعال يكرس المصالح المشتركة, ويحتضن كل عشاق الحرية, ويقدم للأصدقاء المعونة والخبرة الفنية التي يفتقدونها في التعليم والصحة والري والصناعة والتجارة وكل شيء. وعندما ارتكب النظام السابق خطأ تاريخيا بالانسحاب من إفريقيا, وامتنع رئيسه عن حضور القمم الإفريقية لأكثر من15 عاما, دفعت مصر ثمنا باهظا لهذا الخطأ الجسيم من مصالحها الحيوية. وعقب ثورة يناير المجيدة تحرك الشعب المصري لإستعادة الدور التاريخي والمركزي لمصر في إفريقيا, من خلال الدبلوماسية الشعبية التي زارت اوغندا وإثيوبيا ودولتي السودان وجنوب السودان, في محاولة لإعادة بناء سياسة مصر الخارجية علي أسس التوازن في العلاقات والمصالح الاستراتيجية العليا. واليوم تعود مصر الرسمية علي أعلي مستوي إلي الجذور بمشاركة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في القمة الإفريقية التاسعة عشرة, لتؤسس لمسار جديد يضعها في قلب القارة السمراء كما كانت في الستينيات.