يبدو أن الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون مرشح للعمل سفيرا لإسرائيل في فرنسا، ويبدو أيضا أنه لم يقرأ التاريخ ولم يطلع علي مأساة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي واغتصاب أراضيه وقتله وتشريده وتعذيب المعتقلين منهم. ولم يع أن كل الحكومات الإسرائيلية علي اختلاف مسمياتها الحزبية ترفض الالتزام بما تضمنته تلك الاتفاقيات من حقوق للشعب الفلسطيني. حتي إن أكبر حزبين في إسرائيل وهما العمل المعروف ب«الحمائم» والليكود الموصوف ب«الصقور» لا يقتربان من تلك الأوصاف، فكلاهما مثل «الغربان» التى إن خطفت فريسة لا تتركها سوي عظام نخرة، في حين أن الحكومات الإسرائيلية التهمت حتي عظام الفلسطينيين. مشكلة ماكرون الذي استبشرنا به خيرا، أنه خالف توقعاتنا وخرج بموقف لايوصف سوي بأنه «سخيف» وهو قوله في مناسبة محلية: «معاداة الصهيونية تعد شكلا جديدا من معاداة السامية». أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو الذي شارك بنفس المناسبة، فاستغل الموقف هو الآخر ليدعي أن «التطرف الإسلامي يريد تدمير حضارتنا المشتركة»!..ثم يزعم وهو الكذاب الأشر «أن المسلمين لا يكرهون الغرب بسبب إسرائيل، بل يكرهون إسرائيل بسبب الغرب، لأنهم يرون في تل أبيب قيم الحرية والإنسانية والديمقراطية، وسيحاولون تدميرنا وتدميركم بشتى الطرق، لذلك يجب علينا أن نتكاتف معا ضدهم لنهزمهم»!. نعلم أن ماكرون حديث العهد بالرئاسة والتاريخ، ولكن ألم يجد من ينبهه الى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 3379 لعام 1975 الذي اعتبر «الصهيونية شكلا من أشكالا العنصرية والتمييز العنصري»، وكان حريا بماكرون أو مستشاريه أن يتذكروا بالقرار الدولي الذي يطالب جميع دول العالم بمقاومة الأيديولوجية الصهيونية التي وصفها القرار بأنها تشكل خطرا على الأمن والسلم العالميين. ويبدو أيضا أن الرئيس الفرنسي ليس علي دراية بأن نظام الاحتلال الإسرائيلي هو أخر نظام عنصري في العالم ويرفض الالتزام بالمواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة بالحقوق الفلسطينية. المشكلة الحقيقية أن العرب انشغلوا بمشكلاتهم وأزماتهم الداخلية ولم نر مسئولا يلفت نظر ماكرون إلى خطئه التاريخي بحق الفلسطينيين والعرب. لمزيد من مقالات محمد أمين المصرى