كل شيء ممكن فى الغرب لا شيء مستحيل, لا يوجد جدار يقف أمام الأفكار المجنونة .. فاحتجاجات البعض فى الغرب قد ترتبط أحيانا بالغرابة والجنون التى تكسبها صفة التميز والابداع، فهى خطوات لا تنقصها الجرأة للقفز فوق مشكلات يعانى منها البعض و لا تجد صدى عند المسئولين .. لذلك يلجأون من أجل توصيل مطالبهم لأفكار غربية ومجنونة من وجهة نظر البعض ، خاصة وأنها تثير جدلا لا ينتهى.. ثورتها تمزج بين الخيال والحقيقة .. من أغرب هذه الاحتجاجات قيام 10الآف عامل ايطالى بوضع خوذهم الصفراء بشكل منظم أمام البورصة بميلانو بسبب فصل عدد كبير منهم من شركات البناء التى يعملون بها .كما قام عدد من الفلاحين الفرنسيين بالوقوف باغنامهم امام متخف اللوفر ، بالإضافة إلى ذلك كان للثيران الأسبانية نصيب من الاحتجاجات أيضا. أما الحيوانات ذات الفرو فكان الاهتمام بها اكبر من منظمة بيتا حيث قام عدد من المتظاهرين بالدفاع عن هذه الحيوانات برفع لافته تحمل وراء كل منتج حيوانى ضحية.ما ستقرأونه ليس حكايات من أفلام سينمائية إنما حقيقة واقعية لبعض الاحتجاجات قى الدول الأوروبية. خراف اللوفر ودجاج البرلمان وفى محاولة للتعبير عن خوفهم وقلقهم ولتوصيل أصواتهم للمسئولين، قام عدد من الفلاحين الفرنسيين بالذهاب بقطيع من الخراف لمتحف اللوفر واقتحام قاعاته وسط ذهول السائحين الحاضرين، وذلك بهدف الاحتجاج على الضرائب المرتفعة التى فرضتها عليهم الحكومة وارتفاع سعر الأسمدة إلى جانب قوانين مكافحة التلوث التى أجبرتهم على عدم استخدام الجرارات الزراعية إلا فى أيام محددة مما تسبب فى قلقهم ومخاوفهم من أن يؤدى هذا إلى إضرار بمصالحهم، وفى مشهد آخر أقرب للكوميديا حيث تجرى عناصر الشرطة والأمن أمام البرلمان الفرنسى للإمساك بالدجاج الذى انتشر أمام المبني، بعدما لجأ لها المحتجون للاعتراض على إقرار البرلمان حق زواج المثليين. .. وللثيران والقروش والدب القطبى نصيب رغم أنها تعد جزءا من الثقافة الإسبانية، وثانى أشهر رياضة بها ولها شعبية كبيرة، فإنه على مدى السنوات الماضية، يخرج الآف المتظاهرين والمحتجين لمطالبة الحكومة والبرلمان بمنع مهرجان مصارعة الثيران السنوى لما به من وحشية وقسوة وانتهاكا صارخ لحقوق الحيوان. ويتفنن المتظاهرون كل عام بابتكار أساليب جديدة للاحتجاج، حيث قام بعضهم بارتداء أقنعة «ثيران» وهم يحملون لافتات تطالب بحظرها، كما قام عدد من أعضاء «بيتا» بخلع ملابسهم ولطخوا أجسادهم بالدماء وشكلوا لوحة بشرية على هيئة ثور على الأرض ينزف دما بعدما غرست الأسهم فى جسده، ونظم عدد آخر مظاهرة صامتة حيث وضعوا قرونا على رءوسهم وسكبوا الدماء على وجوههم وأجسادهم وخرجوا فى مسيرات. أما ما قامت به الفتاة البريطانية «اليس نيوستاد» فكان مؤلما للغاية، ورغم ذلك تحملت الآلم حتى يصل صوتها للمسئولين والصيادين حيث قامت بتعليق نفسها بالخطاف الذى تعلق به الأسماك وهى ترتدى ثوبا على شكل سمكة لها زعانف وظلت هكذا نحو 20 دقيقة وذلك للتنديد بما يقوم به الصيادون من اصطياد اسماك القرش وقطع زعانفها لبيعها للمطاعم وإلقائها مرة اخرى وهو ما يتسبب لها فى آلام مبرحة. وقد قام شاب ناشط فى منظمة «جرين بيس» المهتمة بشئون البيئة بالتظاهر فى هيئة دب على متن جبل جليدى صغير فى نهر موسكوفا أمام مبنى الكرملين، احتجاجا على استخراج النفط من القارة المتجمدة الشمالية، حيث ارتدى ثوبا من الفرو الأبيض، واعتلى قطعة خشبية بيضاء على شكل قطعة جليد، وهو يحمل لافتات عليها «النجدة» و«القطب الشمالى ليس للبيع».. وقد سعت المنظمة لجذب الانتباه نحو ما تقوم به شركات النفط بالبحث عن مصالحها فقط بالتنقيب عن النفط غير مهمة بما يتسبب فى نفوق الدببة وما له من عواقب على المدى الطويل فى اختلال النظام البيئى والتوازن المناخي. «بيتا» تدافع عن حيوانات «الفرو» أما منظمة «بيتا» الأمريكية، المعروفة عالميا بنشاطها فى مجال الدفاع عن حقوق الحيوان، فقد نظم عدد من أعضائها عدة احتجاجات فى عدة دول لمطالبة بيوت الأزياء العالمية بالكف عن استغلال الحيوانات من أجل الحصول على الفرو لتصنيع الملابس الباهظة، ومن بين مظاهر احتجاجهم الشهيرة، قيامهم بالجلوس داخل أقفاص وهم يرتدون معاطف فرو ملطخة بالدماء. ومن أجل الهدف نفسه نظم أيضا نحو 100 ناشط فى مجال الدفاع عن حقوق الحيوان، فى مدينة برشلونة الإسبانية، مظاهرة احتجاجية، تحت شعار «وراء كل منتج حيوانى ضحية»، وهم يحملون حيوانات نافقة وصورا للطريقة الوحشية التى يعامل بها الحيوانات فى المزارع التابعة لمصانع الملابس وبيوت الأزياء التى يتم تعذيبها واستغلالها لتصنيع الملابس والمنتجات الجلدية. غضب آباء .. وعرائس بالدماء ومن بين الاحتجاجات الغريبة أيضا ما قام به بعض الآباء فى بريطانيا للإعلان عن غضبهم من قوانين حضانة الأبناء بعد الانفصال حيث قاموا بارتداء ملابس الأبطال الخارقين والوقوف اعلى المحكمة للفت النظر لدورهم فى الحياة وكيف ان تلك القوانين همشت دورهم. أما ما قامت به 3 فتيات صينيات لم يكن فقط نوعا من الاحتجاج فقط بل كان هدفه التوعية أيضا حيث قمن بارتداء فساتين زفاف ملطخة بالدماء وعلى وجوههن آثار كدمات وجُبْنَ الشوارع وهن يحملن لافتات عليها «الضرب ليس حميمية والاعتداء ليس حبا» فقد كان الهدف من احتجاجهن التنديد بالعنف الأسرى الذى تعانى منه النساء والتوعية بأن الحب ليس مبررا للضرب والإهانة.