قدرة الدول علي تجاوز التحديات والعقبات التي قد تصطدم بها العلاقات الثنائية بينها تؤكد وتبرهن علي مدي رغبة تلك الدول في تطوير وتقدم العلاقات بينها خاصة عندما تكون في خدمة المصالح العليا للدولتين وتخدم في الوقت نفسه مصالح الشعبين. ولا يستطيع مراقب محايد أن ينكر أن العلاقات المصرية الإيطالية علاقات تاريخية بكل المعايير، فالبلدان يتجاوران في المحيط المتوسطي جغرافيا، وتاريخيا فإن الشعبين المصري والإيطالي من أقرب شعوب حوض البحر المتوسط إلي بعضهما في الثقافة والعادات والتقاليد وأشياء كثيرة. وقد اختلط الشعبان أزمانا طويلة، حيث عاش الإيطاليون في مصر قرونا كما عاش مصريون ومازالوا في إيطاليا سنوات طويلة. وخلال زيارة الوفد البرلماني الإيطالي رفيع المستوي برئاسة نيكولا لاتوري رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الإيطالي، أمس الأول، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي المعاني السابقة الذكر، عندما قال إنه علي ثقة تامة بأن مصر وإيطاليا قادرتان علي تجاوز التحديات التي تواجه العلاقات الثنائية. والتحديات التي يشير إليها الرئيس السيسي تتمثل في الوقت الراهن في ملابسات قضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الذي عثر علي جثته مقتولا في القاهرة، وتطالب حكومة روما بكشف كل المعلومات والملابسات حول ظروف مقتله، وهو ما تعمل القاهرة بكل جدية علي تحقيقه. ومن المؤكد أن علاقات الدول لا تتوقف عند قضية ما أو عقبة، لأن ثمة أوجها كثيرة للعلاقات الثنائية خاصة عندما تكون علاقات قوية مثلما هي بين القاهرةوروما. وعلي سبيل المثال، فإن التقارب كبير للغاية بين مصر وإيطاليا في العديد من القضايا خاصة المتعلقة بالهجرة والأمن في البحر المتوسط، ومكافحة الإرهاب والتطرف والتعاون لإحلال الأمن والاستقرار في ليبيا. وغيرها من القضايا الأخري المتعلقة بالتعاون الاقتصادي بين البلدين أو حتي بين البلدين من ناحية وإفريقيا من ناحية أخري. ولهذا فإن من المؤكد أن مصر وإيطاليا بمقدورهما تجاوز كل التحديات التي تعوق العلاقات مهما تكن ولن تعترضها قضية مهما تبلغ أهمية مثل قضية الباحث ريجيني. لمزيد من مقالات رأى الأهرام