«التعليم هوأقوى سلاح فى مكافحة الإرهاب، وأفضل دواء ضد جميع العلل الاجتماعية، وهوما أكده الخبراء، فالتعليم مفتاح حل أزمة التطرف والإرهاب لأنه واسع النطاق، بما يتضمنه من تعزيز للقيم الأخلاقية والدينية ويمثل أمرا حاسما فى هزيمة الإرهاب، مشددين على أن الإجراءات الأمنية لن تنجح وحدها فى القضاء على الفكر المتطرف، ◙ ضرورة وضع مناهج تحترم المواطنة و تواجه التطرف ◙ الاجراءات الامنية لن تستطيع وحدها القضاء على العنف ◙ بكرى: يجب أن يكون للمجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب الحق فى اختيار المناهج
وأن الإصلاح فى المنظومة التعليمية والمناهج من شأنه تحقيق الهدف التعليمي، إلا أن المسألة ليست تعليمية لكنها تثقيفية بالمقام الأول تقوم على التنوع والاختلاف والتسامح والاحترام، وقالوا إن ظاهرة الإرهاب لن تنتهي، مادمنا لا نعالج جذورها الفكرية. الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر يقول: إن منظومة مناهج التعليم فى مصر كان لها أثر على تدنى حال الخريجين وانعدام رغبة سوق العمل فيهم. ولذا فإن الظروف التى تمر بها مصر تقتضى إعادة النظر فى كل برامج التعليم. حتى تعود الريادة اليها كما كانت فى السابق. وهذا يقتضى إعادة النظر فى مناهج التعليم كما وكيفا. بما يحقق للملتحقين بمراحل التعليم المختلفة حب العلم واحتواء الآخرين، ونبذ العصبية القائمة على الأساس الطبقى أوالدينى أوالمذهبى أوالفكرى أوالطائفي. وهذا هو ما نادى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فى خطبته فى حجة الوداع إذ قال: «أيها الناس كلكم لآدم وآدم من تراب» فغرس بذلك معنى الأخوة فى الأصل الأعلي. بل أن آيات القرآن الكريم تغرس هذا المعني، كذلك يحتوى بتسامحه كل شعوب الأرض، نجد تصديق هذا فى قول الله تعالى «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين». ولم يعرف الإسلام العنصرية، حتى لقد خرج اهل مصر الأقباط واليهود يستقبلون الفاتحين المسلمين الذين ما نكسوا لهم كنيسة اومعبدا ولم يريقوا دم أحد منهم. وقد مكنوهم من بناء المزيد من دور عبادتهم. وأمنوهم على أنفسهم. وقد كان كثير من اليهود والنصارى يعملون فى الوظائف المختلفة فى الدولة الإسلامية زمن الخلفاء . هذا هوالمعنى الحقيقى للمواطنة دعا اليه الإسلام وطبقه أتباعه فى ربوع الدولة الإسلامية. ولذا عاش غير المسلمين فى السابق فى أكناف الدولة الإسلامية فى أمن وخير. وهذا ما ينبغى ان يترسمه كل من يريد عودة النهج الإسلامى الى هذا البلد لتكون كما أراد الله لها آمنة بأمان الله لها ولأهلها. قضية فكرية وتقول الدكتورة علا المفتى مدرس الأدب والثقافة بكلية البنات جامعة عين شمس أن الإرهاب، فى الأساس قضية فكرية. فكل فعل عنيف متعصب ضد المجتمع، إنما هو وليد بناء فكرى مشوه. لأن الإنسان يولد بفطرة نقية، لا تعرف النبذ والتعصب والعدوان. ثم ينشأ فى بيئة تشكل فكره، إيجابيا أوسلبيا. وقالت إن ظاهرة الإرهاب لن تنتهي، مادمنا أننا لا نعالج جذورها الفكرية. وإن العالم اليوم أصبحت معاركه معارك فكرية، فقد أصبح السلاح الفكرى أعتى وأقوى وأبقى أثرا، وأكثر فتكا من الصواريخ والقنابل والمدمرات، وقد آن أوان تغيير المنظومة التعليمية التربوية المصرية، تغييرا جذريا، لبناء شخصية المواطن المصرى الإيجابي، المفكر المنتج المبتكر، المنتمى لوطنه والمؤمن بمبادئ الإنسانية، وحقوقها وحرياتها. وليس لدينا حل ناجز باقى الأثر لمشكلة الإرهاب إلا التربية والتعليم. فلنحارب الفكر التدميري، بالفكر المتسامح المستنير. وهذا لن يتحقق إلا بوضع مناهج، تقوم على احترام وتحقيق مبادئ المواطنة والديمقراطية، وتقبل الآخر والحوار، ونبذ العنف والتعصب. كما يجب أن تصبح مادة التربية الدينية - إسلامية كانت أومسيحية - مادة أساسية، كغيرها من المواد الدراسية الأخري. ويدرسها متخصصون فى علوم الدين ولا توكل مهمة تدريس الدين الإسلامى لمدرسى اللغة العربية، غير المتخصصين. أوتوكل مهمة تدريس الدين المسيحى لمدرسى المواد الأخري، لمجرد أنهم مسيحيون. فإن هؤلاء قد يكونون من عوامل تشويه الدين، وتنفير الأطفال منه بل إنهم قد يكسبون الأطفال، مفاهيم مغلوطة مشوهة عن الدين. وطالبت بإنشاء أقسام للتربية الدينية، فى كليات التربية، يتخرج فيها مدرسوالتربية الدينية، ليعلموا أبناءنا أصول دينهم بطريقة علمية سليمة، تحميهم من الانحراف الفكري، الذى يهدد أمن المجتمع واستقراره، ويشيع فيه الفساد. فلنقاوم الإرهاب ببناء الفكر لا بطلقات الرصاص. غرس القيم وقالت الدكتورة فيفيان مرقس - خبيرة فى مجال التعليم - إن التعليم الصحيح من أهم ركائز نجاح وتقدم الدول ونضوجها، فالإرهاب يستقطب العقول البسيطة وفى معظم الوقت تكون هذه العقول جاهلة عن حقائق الأمور لفقر ثقافتها وعلمها وتعليمها فتصبح فريسة مثالية لزرع الأفكار والعقائد المغلوطة التى لا تشبه أى علم أودين أوشرع وتصبح هدفا وأداة يستخدمها المتطرفون للوصول الى غايتهم . وطالبت بضرورة أن توجه المناهج الدراسية نحو غرس القيم لدى الأطفال من سن مبكرة لغرس وترسيخ القيم الأخلاقية وتحقيق الفكر الرادع للتطرف الرافض للأفكار المنحرفة المخالفة لقواعد الدين والأخلاق، وبالإضافة إلى ذلك، يمكننا القول أن التعليم من شأنه توجيه وترشيد فكر الطلاب نحواحترام الآخر وتقبل الآراء والتعايش السلمى فى ظل التعددية المجتمعية. غير أن الاعتدال الفكرى والمرونة، لها دور كبير فى تحجيم التصلب والجمود فى الرأى والتفكير، فمن الأهمية أن تسعى المنظومة التعليمية نحو بث الركائز الأخلاقية فى نفوس وعقول الطلاب فى جميع المراحل التعليمية، استنادا إلى تعاليم الدين الحنيف والكنيسة، والقيم المجتمعية والخصال المعتدلة التى ترسى قيم التسامح والسلام، والجميع شركاء فى هذا المشروع، فما أسهل عمليات غسل الأدمغة واستغلال نقاط الضعف فى تسخير طاقات الشباب فى مشروعات التدمير والتخريب وعمليات العنف. أقوى سلاح وتؤكد الدكتورة دعاء الجهينى باحثة متخصصة فى قضايا تضارب المصالح والإصلاح الإدارى إن التعليم هوأقوى سلاح فى مكافحة الإرهاب وأيضا أفضل دواء ضد جميع العلل الاجتماعية، حيث إن الإجراءات الأمنية لن تنجح وحدها، وطالبت بضرورة الاهتمام بتدريس المناهج الدينية للطلاب فى المدارس، ويجب على الحكومة التوجه نحوتغيير سياساتها الإصلاحية فى مجال التعليم ليهدف إلى تحقيق رسالة التسامح والصبر والمحبة، والصداقة والتوافق المجتمعي، ومراقبة المناهج الدراسية، لتكييف الرسائل التى تنقل إلى فئات الطلاب. وأشارت الى أن تطوير المناهج التعليمية لا يمكن أن يقوم بدوره الوقائى فى مجال مكافحة التطرف، حيث ان تغيير فلسفة أداء المؤسسات التعليمية، وإصلاحها وتطوير السياسات والاستراتيجيات، سيسهم فى إتمام نجاح مشروع الوقاية الفكرية لدى عقول الطلاب فى المدارس، عبر تنمية لغة الحوار والحرية والإبداع. وعلى الجانب الآخر، من المهم أن تتجه الحكومات نحو تعظيم قيمة «المعلم» المناط به غرس تلك القيم فى إطار المشروع الوقائى ضد التطرف، فلا يمكن للمعلم ذى الدخل المحدود أن يجعل أولوياته غرس القيم والتعليم فى نفوس الطلاب، لأنه فى هذا الوقت يجعل المكسب المادى هدفا نصب عينيه ليوفر لأسرته مستوى معيشيا يتلاءم مع أعباء الحياة والمطالب المادية الملحة. الميل للعنف وتقول الدكتورة إيمان عبد الوارث أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية البنات جامعة عين شمس إن المجتمع المصرى تعرض خلال السنوات القليلة الماضية لجملة من التغييرات والتحولات الجذرية على المستوى الاجتماعى والاقتصادى والسياسى والثقافى والتى فرضت تحديات جديدة وأدت الى تغير فى وعى الأفراد واتجاهاتهم وقيمهم وسلوكياتهم وقد ظهر صدى تلك التحديات فى انتشار العديد من الظواهر السلبية لدى قطاعات كبيرة من الشباب منها تنامى النزعة الى التعصب والتطرف الدينى والسياسى والحدة والميل للعنف التى تجسدت واقعا فيما تشهده الساحة المصرية فى الآونة الأخيرة من احداث عنف وأعمال إرهابية تمثلت فى العديد من التفجيرات التى تستهدف إشعال نار الفتنة الطائفية، فضلا عن ضعف الإحساس بالولاء والانتماء للوطن وظهور أزمة هوية . وقالت إن تطوير التعليم بما يواكب المتغيرات والمعطيات الجديدة للمجتمع يعد من أهم الآليات والوسائل الفعالة لمواجهة هذه التحديات وهذا بدوره يتطلب مناهج دراسية من نوع معين تتميز بقدرتها على تشكيل عقول الطلاب وتعديل سلوكياتهم والتأثير فى وجدانهم وتنميه قيمهم وإعدادهم ليكونوا ركيزة أساسية فى بناء الوطن. إرساء روح المواطنة وترى الدكتورة أمانى عبد الفتاح مدرس الطب الشرعى واستشارى العنف الأسرى بكلية الطب قصر العينى ان التعليم هواول واهم خطوة لمحاربة الفكر الأرهابى لإرساء مبادئ المواطنة والمؤاخاة والتعايش السلمى وثقافة الاختلاف مع الآخر من اهم المبادئ التى يجب تدريسها منذ الصغر وتأكيدها بكل الوسائل التعليمية الحديثة من فيديوهات ووسائل عرض جذابة فى جميع المراحل التعليمية الأساسية وحتى الجامعية. يجب ان تكون اول حصة فى كل يوم فى مدارسنا التربية الوطنية لإرساء كل الأخلاقيات الحميدة وتصحيح المفاهيم المغلوطة وغرس روح الانتماء للوطن وروح المؤاخاة والتعاون والحب بين ابناء الوطن، و يجب تأكيد ان جميع الأديان والكتب السماوية تدعو الى مبادئ واحدة وهى نشر روح الحب والمساواة والعدل والسلام بين البشر وان الإرهاب يهدف الى تدمير الدول وتشريد الأسر والأطفال. وقالت يجب ان تتبنى وزارة التربية والتعليم تغيير منهج التربية الوطنية بما يتناسب مع العصر ومستجداته وطالبت ان يتم تأهيل المعلم وتجهيزه وتدريبه على إدارة الحوار مع الطلبة والتعامل معهم من مختلف الأعمار كل على قدر فهمه واستيعابه لأن المعلم هو عماد العملية التعليمية ويجب تجهيزه بشكل جيد ومعاصر على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة ليستطيع التعامل مع أجيال جديدة بارعة فى استخدام التكنولوجيا خاصة ان الإرهاب أصبح يستخدم هذه الوسائل للوصول الى اغراضه الدنيئة لانه يريد السيطرة على اكبر قدر من الشباب وعقولهم. تطوير التعليم الجامعي وعن التعليم الجامعى تقول يجب التعامل مع شباب الجامعات بصورة مختلفة عن طريق عمل محاضرات وندوات يحضرها أصحاب العقول المستنيرة من اساتذه الجامعة وكتاب وأدباء وشيوخ من الأزهر والكنيسة وصحفيين وبعض الشخصيات العامة التى يحبها الشباب وإقامة حوار بناء مع الشباب والاستماع الى مشاكلهم وأسئلتهم والإجابة عنهم بإجابات عصرية تتناسب مع أعمارهم وعصرهم. لأننا نعيش فى فترة زمنية صعبة يحاول فيها الإرهاب السيطرة على العالم ولكى نواجهه لانحتاج فقط الى السلاح وإنما الى المواجهة الفكرية لكى نعبر بالأجيال الجديدة الى بر الأمان لأن التعليم من أهم أسلحتنا لأنه المفتاح الى جيل مستنير ومثقف يعرف خطورة الإرهاب ويتصدى له.
بكرى: يجب أن يكون للمجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب الحق فى اختيار المناهج مصطفى بكرى عضواللجنة التشريعية بمجلس النواب طالب بضرورة إعادة النظر فيما يتعلق بالثقافة التعليمية وقضايا التسامح مع الآخر وعدم الحض على الكراهية، خاصة أن هناك بعض الظواهر التى انتشرت فيما يتعلق بالسياسة التعليمية فى المراحل المختلفة التى استغلها بعض المنتسبين إلى الدين فى تحقيق مآربهم.وشدد فى حديثه للأهرام على ضرورة أن يكون للمجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب دور قوى وفعال فيما يتعلق بالمناهج التعليمية ، وان تكون له صلاحيات تمكنه من إصدار القرارات لترسيخ مفهوم المواطنة وعدم التمييز كأساس موضوعى لإعلاء مبدأ المواطنة ودحض كل أشكال العنف والتطرف ، وهوالأمر الذى يجب ان يمتد لكل مراحل التعليم المختلفة بما فيها مؤسسة الأزهر الشريف بحيث نعود إلى القيم الأخلاقية الأصيلة التى تؤكد التسامح، والمواطنة فى نفس الوقت لكى نرسخ مفاهيم القيم الأخلاقية فى أذهان البراعم فى المدارس. وأشار إلى أن للأسرة دورا مهما فى غرس القيم الأخلاقية وحب الوطن والانتماء من خلال غرس المفاهيم الصحيحة منذ البداية، وقال يجب على لجنة التعليم بمجلس النواب ان يكون لها دور مهم فى التواصل مع الجهات المهنية لترسيخ المفاهيم الصحيحة ووضع المناهج التى تتلاءم مع عقل الطلاب وتقوى لديهم حب الانتماء والتسامح مع الآخر خاصة فى المراحل الأولى التى تشكل عقل الطلاب، وطالب بضرورة عودة التربية الوطنية فى كل مراحل التعليم المختلفة لأنها تغرس فى عقول الطلاب حب الوطن بالإضافة إلى الحفاظ على الهوية الحقيقية للمجتمع المصرى المبنية على التسامح وحب الوطن والمواطنة.