فيلم «الاصليين» تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد فى ثانى تعاون بينهما بعد «الفيل الازرق وهناك ثالث تحت الإعداد «اتراب الماس». تبدأ احداث الفيلم بجملة (الخيال أهم من المعرفة) لابرت اينشتاين حيث ان المعرفة محدودة أما الخيال اكثر اتساعا، يحكى فيلم «الاصليين» عن شخصية سمير عليوة (ماجد الكدواني) مدير فى احد البنوك ولديه اسرة مكونة من الام واثنين من الابناء (ولد وبنت) ولديه العديد من الاقساط ولكنه فى يوم يذهب الى عمله كالعادة ليفاجأ بتعيين شابة بدلا منه ليصبح بلا عمل ورصيده فى البنك صفرا ولا يستطيع مواجهة عائلته بما حدث الى ان يجد امام منزله تليفونا جديدا ومعه ورقة تطلب منه وضع بصمته لفتح التليفون لتكون المفاجأة وهو يرى نفسه صغيرا حتى اليوم .. وتبدأ الاحداث الفعلية للفيلم فى اول كتابة مباشرة للسينما من احمد مراد، السيناريو الذى كتب معتمدا على التاريخ الفرعونى و(قانون الالهة ماعت التى تمثل الحكمة والعدل والحق والخلق الطيب التى من خلال وزن ريشتها يحاسب الانسان بعد الموت بوزنها امام قلب المتوفى فاذا رجحت كفة الريشة دخل الجنة) القانون الذى كانت تقوم بسرده فى الاحداث شخصية (ثريا جلال) منة شلبى والتى جعلت سمير يخطئ كثيرا اثناء مراقبتها .. ايضا علاقة زهرة اللوتس الزرقاء بتحفيز الغدة الصنوبرية فى المخ لتساعد على استيعاب المستقبل ورؤية الماضى استنادا الى المصرى القديم كما كان اختيار الحبة الزرقاء فى فيلم «الفيل الازرق». السيناريو الذى تدور احداثه فى عالم خاص من ابداع المؤلف ويقوم اساسا على التشويق والاثارة لم تكن الاثارة فيه بالقوة المتوقعة حيث ان هذه النوعية تقوم على المفاجآت القوية ولكنها لم تكن بالقوة الملائمة للدراما كما ان الايقاع لم يكن بالسرعة المطلوبة حتى ان الكوميديا التى وُجدت لتهدئة الاثارة كانت اقوى من المفاجآت نفسها وهذا ما افتقده السيناريو ايضا تأكيد ال 42 قاعدة فى قانون «ماعت» لم تكن واضحة مما جعل مشاهدى الفيلم بعد انتهائه يتساءلون ماذا يريد ؟! ولكنه اكد فى نهاية الاحداث ان الانقياء سوف تكون لهم السعادة التمثيل ماجد الكدوانى فى شخصية سمير عليوة ممثل تعدى الكثير فى فن التمثيل فمشاهده فى المنزل مع زوجته وابنائه وادائه للاب القانع الذى لا يرفض طلبا ثم تحول اداؤه تدريجيا بعد معرفته ولقائه برشدى اباظة وحتى طريقة تعاطفه مع ثريا جلال اداء سهل يصل للعالمية، ماجد الكدوانى مع كل عمل جديد يبهرنا . خالد الصاوى فى شخصية رشدى اباظة الجد جدا والشديد الصارم والكوميدى فى اصداره الأوامر، ممثل من طراز مختلف استطاع من ادائه ان يجعل الاحداث فى غاية السلاسة رغم ان القصة لم يعتاد عليها الجمهور الا انه بادائه جعل المشاهد منتظرا ظهوره بمفاجأته، ففى مشهد الموظف صاحب الدراجة غير صاحب السيارة الكبيرة غير المتصوف، غير المعاقب لسمير بعد خطئه، غير السائح فى المطار شخصيات مخلتفة لكنه استطاع أداءها بكل خبرة وحرفية. منة شلبى فى شخصية ثريا جلال عالمة منحنى الحضارات دورها لم يكن بالحجم الكبير فى الاحداث باستثناء إلقائها المحاضرات التى اعلنت فيها عن قانون ماعت وعلاقتها بحبيبها (احمد فهمى ) ولكنها ادته كما كتب . كندة علوش فى شخصية الام والزوجة دور خفيف ادته برقة واستطاعت ان تقنعنا بمظهرها والشر غير المرئى فى الزوجة التى لا ترى سوى مصلحتها . احمد فهمى ومحمد ممدوح وهناء الشوربجى شخصيات جميلة فى الاحداث. التصوير: أحمد المرسى من المصورين الكبار له العديد من الاعمال نذكر منها مع مروان حامد الفيل الازرق والعديد من الاعمال التى تتطلب جوا خاصا فى الاضاءة وهو مايبرع فية المرسى، فاستطاع من خلال الاضاءة اعطاءنا الحالة التى تدور فيها الاحداث، فالاضاءة فى بداية الاحداث مختلفة عن الاضاءة بعد ظهور رشدى اباظة وجو الغموض وحتى فى مشهد رشدى حينما اخذ سمير للسير وسط الزراعات فى مشهد النداهة فكان النور فى خدمة الاحداث ايضا الطريق فى الممرات حتى يصل سمير لمقر عمله الجديد والاضاءة حتى نصل لقاعة المراقبة استطاع جعلنا من جو الاضاءة نشعر بما يشعر به سمير . الديكور محمد عطية اختياره لمساحة شقة سمير بهذه الكيفية لجعلها رغم وسعها لا يجلس إلا على الكنبة وكأنه محاصر بطلبات الزوجة والأولاد وحتى الغرفة الضيقة جدا التى تحتوى على الارشيف الخاص به والتى يجرى اليها عندما يهرب ممن حوله كان اختيارا ذكيا ايضا الديكورات الخاصة بمشاهد رشدى اباظة سواء او الخارجى كانت فى خدمة الاحداث، ايضا غرفة المراقبة والممرات الخاصة كان اختيارها لتأكيد الغموض. المونتاج أحمد حافظ له العديد من الافلام منها الفيل الازرق وعلى جثتى لكن السيناريو لم يعطه مساحة للاسراع بالايقاع رغم ان هناك مشاهد كان ايقاعها سريعا خصوصا مشاهد القاء المحاضرات والمراقبات لثريا جلال الا أن الإيقاع العام لم يكن بنفس السرعة الموسيقي: هشام نزيه يعتبر من الموسيقيين المهمين فى ابداع الموسيقى التصويرية ففى مشهد القاء ثريا قانون ماعت لم يكن هناك سوى آلة البيانو ثم بعد فترة تسللت آلة الكمان ليصبحا هما الآلتين فقط فى هذا المشهد المهم، فالموسيقى منذ بداية الاحداث تؤهل المشاهد إلى الدخول فى عالم مختلف وهو ما يميز موسيقى هشام نزيه. الاخراج لمروان حامد الذى دائما ما يتصدر للافلام الكبيرة والمختلفة وقيادته للممثل بشكل مختلف فهو يهتم بكل صغيرة وكبيرة فى الفيلم وخصوصا فى تصديه لاعمال الجرافيك فمشاهد الجرافيك وبناء المعابد الفرعونية وجمالها، كما كانت اعمال الجرافيك فى الفيل الازرق دائما فى خدمة الدراما والاحداث لكن القصة لم تعطها كامل القوة التى ظهرت فى ايقاع العمل لكنه فيلم من اخراج مروان حامد مبدع ابراهيم الابيض وعمارة يعقوبيان.