كثيراً ما نرسم عدة تصورات لمسار حياتنا ونتشوق دوماً لرؤية المستقبل كما خططنا له يتحقق علي أرض الواقع.. نخاف التعثر أو التغيير؛ لكن قد يُحدث الله بعد ذلك أمراً يُغير مسار الرحلة بأكملها، لندرك أن الخوف من الخروج عن الخط المرسوم ما هو إلا دخول لتذوق حلاوة الدنيا بشكل جديد.. عزيزي القارئ أنت مدعو معي اليوم خلال السطور القليلة القادمة للخروج من داخل دوامة حياتك اليومية ولو لبضع دقائق للاستمتاع بعرض بعض المفاهيم التي طرحها مسلسل حلاوة الدنيا؛ الذي أستطاع بجدارة أن يأخذ مكانه داخل قلب وعقل الكثير من المشاهدين. بين الأعمال الدرامية الكثيرة والمتنوعة التي عُرضت خلال شهر رمضان الكريم جاء مسلسل "حلاوة الدنيا" لينسج بحلقاته معاني ومفاهيم خاطبت كافة الفئات العمرية داخل قالب من المتعة والتسلية، بالرغم من أن القصة الرئيسة هي معاناة مرضي السرطان الداخلية مع الألم، والخارجية مع عدم فهم المحيطين لطبيعة وتداعيات المرض إلا أن تسلسل أحداث المسلسل كانت تأخذ المشاهد بشكل سلس غير مكثف في شرح تفاصيل المعاناة مع المرض بقدر عرض خروج المريض ومن حولة من إطار الخوف الذي لا يمنع من الموت ولكن يمنع من الحياة؛ كانت هناك لغة جذب دائمة لعقل وقلب المشاهد تفتح له باب الاكتشاف من حلقة لأخري، تارة لمعرفة أحساس ومعاناة مريض السرطان من خلال حكاية أمينة التي جسدتها الفنانة هند صبري التي تكتشف أصابتها بهذا المرض قرب موعد زواجها، وتارة أخري من داخل معايشة تفاصيل رحلة أمينة ومن حولها ليتكشف لنا كيفية تذوق منح الله من قلب المحن و نعمة الضحك وسط الأزمات، والاستمتاع بحلاوة تفاصيل الدنيا التي لم نكن نشعر بها من قبل. كانت من بين المفاهيم الرئيسة التي رسمتها مشاهد المسلسل فكرة الخوف وكيفية التعامل معه؛ كل شخصية داخل السياق الدرامي كانت تحمل داخلها خوف يختلف عن الأخرى، الخوف من التغيير أو الفشل أو الألم أو حتي الخروج عن نمط الحياة المعتاد، وكأنها تضع المشاهد أمام مرآة نفسه ليواجه ما يخافه بعد أن أيقن أن ليس كل تغيير سيء، علي العكس ربما يفتح التغيير أبواب كثيرة لعوالم لم نكن نعرفها من قبل. الخوف ما هو إلا وهم يحتل الانسان ليبعده عن حلاوة الدنيا، والحياة اختيارات؛ ولكل منا طريقه واختياره علي الجميع احترامه حتي وأن لم يتفق معه. عزيزي القاريء حلاوة الدنيا بين أيديك فقط عليك الاختيار.. هل ستقهر خوفك لتتذوق حلاوتها أم سترفع راية الاستسلام.. هذا ليس تحليلاً أو نقداً للعمل الفني بقدر أنه عرض مبسط ورؤية لكيفية تذوق حلاوة الدنيا من داخل أحداث مسلسل من واقع الحياة. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل;