ناجح إبراهيم : مصر تدافع عن العالم فى حربها ضد الإرهاب د. أيمن شبانة : العدو الخسيس يعمل على تعطيل خطط التنمية الاقتصادية الشيخ نبيل نعيم : الإرهاب لم يفرق بين أحد ..والاصطفاف الوطنى ضرورة لمحاربته والقضاء عليه اللواء فاروق المقرحى : تعاون المواطنين يسهم في تصفية التنظيمات الإرهابية الشيخ صبرة القاسمى: دماء الشهداء الغالية لن تجف إلا بالقضاء على العناصر التكفيرية مصر هى الدولة الوحيدة التى تحارب الإرهاب بمفردها للحفاظ على استقرار المنطقة ومن يتصدى للإرهاب ليس فقط الجيش والشرطة وإنما شعب مصر كله ولا بد أن ندافع عن بلدنا ونحميه ونوجه رسالة قوية للعالم بأن الدم المصرى غال . كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت واضحة للعالم بأن الإرهاب لا دين له ولا يفرق بين رجل أو إمرأة أو مسلم أو مسيحى ولابد أن يتكاتف الجميع صفا واحدا لمقاومة أهل الشر . الرئيس السيسى كان قد أكد أن الحرب على الإرهاب لا تقل عن الحروب التقليدية بل أشد لأن مكانها وتوقيتها ووسائلها غير محددة والمصريون يدفعون ثمن هذه الحرب الضروس من دماء أبنائهم الغالية . تحقيقات «الأهرام» ترصد من خلال آراء متخصصين فى شئون الإسلام السياسى والجماعات الإسلامية دور مصر فى حربها المستمرة ضد الإرهاب باعتبارها أول دولة مستهدفة من التنظيمات الإرهابية لمحاولة زعزعة الاستقرار بها وإسقاطها وتفتيتها . فى البداية يقول الشيخ نبيل نعيم الباحث فى شئون التنظيمات الإسلامية إن الدم المصرى غال ومواجهة الفكر المتطرف تتطلب تضافر جهود مؤسسات الدولة لتحقيق المواجهة الشاملة حيث لا يمكن للأمن وحده التصدى لمواجهة هذا الفكر ولابد من مواجهته من خلال تفعيل دور الأسرة والمجتمع والمؤسسات التعليمية ومؤسسات الدولة الثقافية والتعليمية والدينية لما فى ذلك من مواجهة لمسببات التطرف فى المجتمعات. وأضاف الشيخ نعيم أن الإرهاب حصد آلاف الضحايا الأبرياء ولم يفرق بين أحد صغارا وكبارا مسلمين ومسيحيين رجالا ونساء ، مؤكدا أن مواجهة الإرهاب تتم من خلال أطر متعددة فكرية وأمنية وتشريعية، وتتطلب تعاون جميع دول العالم من أجل مواجهة تلك الآفة التى أصبحت تهدد العالم . وأوضح - نعيم - أن الشعب المصرى كله مصطف فى مواجهة الارهاب ، والعالم كله يعلم أن مصر تحارب الإرهاب وحدها وتتحمل تكاليف القضاء عليه ، وهى قادرة على دحره من أرض الوطن والقضاء على عناصره . ..«والذئاب البشرية» بينما وصف اللواء فاروق المقرحى الخبير الأمنى - عناصر التنظيمات الإرهابية بالذئاب البشرية لأنهم يتسللون بين المواطنين ويتخذونهم دروعا ويستهدفون رجال الجيش والشرطة على طريقة حرب العصابات وليس بشكل مباشر وهو ما يكبد الشعب العشرات من الشهداء يوميا. وأكد - المقرحى - أهمية تعاون المواطنين مع أجهزة الأمن ومدها بالمعلومات عن التنظيمات الإرهابية لتصفيتها فورا وتحقيق الأمن على كل شبر فى سيناء . «دعم وتمويل» ويعلق الشيخ صبرة القاسمى الباحث فى شئون الإسلام السياسى قائلا : إن جهود مصر متواصلة للتصدى للأعمال الإرهابية فى شمال سيناء والقضاء على العناصر التكفيرية التى تتخذ المدنيين دروعا بشرية للاحتماء بهم، إلا أن رجال القوات المسلحة والشرطة استطاعوا أن يكبدوا الإرهابيين خسائر فادحة على كل المستويات. وأضاف «القاسمي» الدم المصرى غال وقطر صرفت المليارات لدعم وتمويل وإيواء الإرهاب فى المنطقة بداية من جماعة الإخوان الإرهابية حتى تنظيم »داعش« الإرهابى كما أنها تأوى الإرهابيين الهاربين بدلا من تسليمهم للإنتربول أو لمصر، لتتم محاكمتهم على ما قاموا به من تدمير وخراب لكن بالعكس ترعاهم وتفتح لهم مراكز إعلامية كبيرة يبثون من خلالها سمومهم من أجل إسقاط الدولة المصرية . وأكد »القاسمي« إن دماء الشهداء الغالية لن تجف إلا بالقضاء على كل عناصر التنظيمات التكفيرية . «الضربات الناجحة» من جانبه أكد ناجح إبراهيم الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية أن الجماعات الإرهابية تتآكل وتفقد قوتها وقيادتها ومرجعيتها التى توجهها كما أصبحت تفتقد الدعم المادى الذى تتلقاه، وتفتقد الشباب الذى يؤمن بهذه الأفكار بعد الضربات الناجحة للقوات المسلحة للبؤر الإرهابية . وأضاف - الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية أنه خلال فترة قصيرة لن يكون هناك إرهاب، وستخلو مصر من عمل الجماعات المتطرفة، خاصة بعد أن نجحت قوات إنفاذ القانون من رجال الجيش والشرطة فى القضاء على التنظيمات الإرهابية فى سيناء، وإعادة الأمن والاستقرار فى مدن رفح والعريش والشيخ زويد من خلال عمليات «حق الشهيد»، مشيرا إلى أن مصر قيادة وشعبا وجيشا وشرطة تواجه الإرهاب بكل قوة بفضل جسارة وتضحيات خير أجناد الأرض من رجال الجيش والشرطة . وأوضح أنه بالرغم من سقوط الشهداء من أبناء الوطن سواء مدنيين أو من الجيش والشرطة فإنهم مصممون على استئصال جذور باقى الخلايا الإرهابية، لتنعم مصر دوما بالأمن والاستقرار الذى كان سببا فى التقدم الاقتصادى وزيادة الاستثمارات الأجنبية والعربية وعودة السياحة. وأشار - ناجح - إلى أن الإرهاب منتشر فى كل دول العالم، وكل دولة تحاول اتخاذ إجراءات رادعة لمنع حدوثه مرة أخري، إلا أن يد الإرهاب تحاول باستمرار العبث فى مقدرات الدول لتنفيذ أجندات خارجية ومصالح دول أخرى . وأكد »ناجح« أن القوات المسلحة والشعب يضحون فى مواجهة الإرهاب منذ عام 1981 ويقدمون دماء أبنائهم الغالية من أجل الحفاظ على الوطن ، مشيرا إلى أن المجتمع المدنى هو قلب القوة الناعمة التى تلعب دورا قويا فى مكافحة الإرهاب والتطرف ، كما أن عبء محاربة الإرهاب الأسود ملقى على رجال القوات المسلحة والشرطة باعتبارهما درعى الوطن وصمام أمانه ضد الإرهابيين ، كما أن مصر بقيادة الرئيس السيسى تسعى جاهدة إلى تحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وهى التى تدافع عن العالم كله فى حربها ضد الإرهاب، والعالم كله يعى تماما أن استقرار مصر يعنى استقرار المنطقة خاصة أن مصر هى مفتاح منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى أن مصر طالبت فى أكثر من مناسبة بضرورة تكاتف المجتمع الدولى لمحاربة التطرف والإرهاب، ونجحت فى وضع قضية مكافحة الإرهاب على أجندة المجتمع الدولى بقوة بما يؤكد صحة الرؤية المصرية ودقتها فيما يتعلق بأولوية مكافحة الإرهاب، وضرورة عدم التفرقة بين تنظيمات وأخرى أو بين إرهاب فى دولة ما دون الأخري. «العدو الخسيس» ويعلق د. أيمن شبانة - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - قائلا : إن مصر تواجه حربا ضروسا ضد الإرهاب الذى يشكل عائقا لتحقيق التنمية الاقتصادية المرجوة ، والإرهاب لن ينتهى أو يقضى عليه خلال عام أو اثنين بل سيستغرق مدة طويلة للقضاء عليه لأنه لا دين ولا وطن له ، وعلى ذلك لو نظرنا لمعظم دول الجوار نجد أن الإرهاب قد بلغ فيها حدا كبيرا ، ولكن الإشكالية فى مصر أن هذا العدو الخسيس الدنيء يعمل جاهدا على تعطيل أى خطط تنمية اقتصادية فى مصر، ولذا يقوم بتغيير أسلوبه وخططه كل فترة . وأوضح - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - أن هذا النهج يستلزم أن توضع فى الاعتبار نوعيه تفكير وخطط الإرهابيين ، ووضع خطط أمنية سلفا لوأد محاولتهم داخل أوكارهم ، ومن جانب آخر لابد من إرساء العدالة الناجزة لتحقيق الردع بنوعية العام والخاص مما يستلزم سرعة تعديل قانون الإجراءات الجنائية وزيادة عدد دوائر جرائم الإرهاب لسرعة الفصل فيها. واستطرد قائلا : وبالتوازى مع كل ذلك لابد ألا نغفل التوعية المجتمعية لبيان الأثر السلبى للإرهاب الذى تتعرض له مصر لكى نصل لمرحلة التكاتف الاجتماعى للتصدى للإرهاب والإرهابيين بدءا من الأسرة والمدارس والجامعات حتى الأحزاب السياسية .