تأتى زيارة الرئيس، عبد الفتاح السيسي، لأمريكا فى توقيت دقيق تمر به منطقة الشرق الأوسط، وسوف يكون على قمة أولويات الزيارة، التأكيد على مواصلة الحرب ضد الإرهاب الأسود، خاصة وأنه فى لقاء سابق أبدى دونالد ترامب الرئيس الأمريكى تقديره لما تحملته مصر من صعاب خلال حربها على الإرهاب، وأكد حرص الإدارة الأمريكية على تقديم الدعم والمساندة اللازمة لمصر فى جميع المجالات. وتعد الزيارة هى الأولى للرئيس السيسى لواشنطن منذ توليه مسئولية الحكم قبل ثلاث سنوات، وسوف يشدد خلالها على ضرورة دحر جذور الإرهاب، والتصدى لأهل الشر من عناصر الجماعة الإرهابية، وأن من يتصدى للإرهاب ليس فقط الجيش والشرطة وإنما شعب مصر كله، ولا بد أن ندافع عن بلدنا ونحميها، وهى رسالة للعالم بأن مصر تحارب الإرهاب بمفردها للحفاظ على استقرار المنطقة. الرئيس السيسى كان قد أكد أن الحرب على الإرهاب لا تقل عن الحروب التقليدية بل أشد لأن مكانها وتوقيتها ووسائلها غير محددة، والمصريون يدفعون ثمن هذه الحرب الضروس من دماء أبنائهم . وفى هذا الشأن، يقول اللواء أشرف موافى - الخبير الأمنى - إن جهود مصر متواصلة للتصدى للأعمال الإرهابية فى شمال سيناء والقضاء على العناصر التكفيرية التى تتخذ المدنيين دروعا بشرية للاحتماء بهم، إلا أن رجال القوات المسلحة والشرطة استطاعوا أن يكبدوا الإرهابيين خسائر فادحة على كل المستويات. وأضاف أن الرئيس السيسى قاد الحملة المصرية للتصدى للتهديد الإرهابى فى سيناء، كما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تريد دعم جهود السيسى فى محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يدعم رؤية الرئيس السيسى فى تطوير محاربة الإرهاب فى المنطقة من خلال جهود عسكرية وسياسية واقتصادية وإجتماعية وأكد - الخبير الأمنى - أن عبء محاربة الإرهاب الأسود ملقى على رجال القوات المسلحة والشرطة باعتبارهما درعى الوطن وصمام أمانه ضد الإرهابيين . ومن جانبه، أكد ناجح إبراهيم - الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية - أن الجماعات الإرهابية تتآكل وتفقد قوتها وقيادتها ومرجعيتها التى توجهها، كما تفتقد للدعم المادى الذى تتلقاه، وتفتقد الشباب الذى يؤمن بهذه الأفكار بعد الضربات الناجحة للقوات المسلحة للبؤر الإرهابية . وأضاف أنه خلال فترة قصيرة لن يكون هناك إرهاب، وستخلو مصر من عمل الجماعات المتطرفة، خاصة بعد أن نجحت قوات إنفاذ القانون من رجال الجيش والشرطة من القضاء على التنظيمات الإرهابية فى سيناء، وإعادة الأمن والاستقرار فى مدن رفح والعريش والشيخ زويد من خلال عمليات حق الشهيد، مشيرا إلى مصر قيادة وشعبا وجيشا وشرطة تواجه الإرهاب بكل قوة بفضل جسارة وتضحيات خير أجناد الأرض من رجال الجيش والشرطة . وأوضح الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، أنه بالرغم من سقوط الشهداء من أبناء الوطن سواء مدنيين أو من الجيش والشرطة إلا أنهم مصممون على استئصال جذور باقى الخلايا الإرهابية، لتنعم مصر دوما بالأمن والاستقرار الذى كان سببا فى التقدم الاقتصادى وزيادة الاستثمارات الأجنبية والعربية وعودة السياحة. وأشار إلى أن الإرهاب منتشر فى كل دول العالم، وكل دولة تحاول اتخاذ إجراءات رادعة لمنع حدوثه مرة أخري، إلا أن يد الإرهاب تحاول باستمرار العبث فى مقدرات الدول لتنفيذ أجندات خارجية ومصالح دول أخرى . ويرى اللواء محمد نور - مساعد وزير الداخلية الأسبق أن أولويات الرئيس السيسى خلال زيارته أمريكا ترتكز على عدة محاور، أهمها الدعم الأمريكى لمصر فى محاربة الإرهاب وتصنيف جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، والترويج لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، وتقديم القاهرة كقوى إقليمية رائدة. وأضاف أن الرئيس التقى ترامب مرة واحدة قبل انتخابه رئيسا لأمريكا، وكان هناك تقارب بينهما، فقد وصف ترامب السيسى بالرجل الرائع، بينما أشاد السيسى بفهم ترامب العميق والكبير للتطورات فى الشرق الأوسط، وسيكون أساس التعاون مكافحة الإرهاب وعلى مستوى المجال العسكري، وستسهم زيارة الرئيس السيسى إلى واشنطن فى تعزيز التعاون العسكرى بين البلدين لمواجهة التحديات الحالية. وأوضح أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى تسعى جاهدة إلى تحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وهى التى تدافع عن العالم كله فى حربها ضد الإرهاب، والعالم كله يعى تماما أن استقرار مصر يعنى استقرار المنطقة خاصة أن مصر هى مفتاح منطقة الشرق الأوسط، وأشار إلى أن مصر طالبت فى أكثر من مناسبة بضرورة تكاتف المجتمع الدولى لمحاربة التطرف والإرهاب، ونجحت فى وضع قضية مكافحة الإرهاب على أجندة المجتمع الدولى بقوة بما يؤكد صحة الرؤية المصرية ودقتها فيما يتعلق بأولوية مكافحة الإرهاب، وضرورة عدم التفرقة بين تنظيمات وأخرى أو بين إرهاب فى دولة ما دون الأخري. ويعلق الشيخ نبيل نعيم - الباحث فى شئون التنظيمات الإسلامية- قائلا : إن مواجهة الفكر المتطرف تتطلب تضافر جهود مؤسسات الدولة لتحقيق المواجهة الشاملة حيث لا يمكن للأمن وحده التصدى لمواجهة هذا الفكر المتطرف لكن من خلال تفعيل دور الأسرة والمجتمع والمؤسسات التعليمية ومؤسسات الدولة الثقافية والتعليمية والدينية لما فى ذلك من مواجهة لمسببات التطرف فى المجتمعات. وأضاف أن الإرهاب حصد آلاف الضحايا الأبرياء، ولم يفرق بين مسلم ومسيحي، أو بين رجل أو امرأة، مؤكدا أن مواجهة الاٍرهاب تتم من خلال أطر متعددة فكرية وأمنية وتشريعية، كما أن مواجهة الفكر المتطرف تتطلب تعاون جميع دول العالم من أجل مواجهة تلك الآفة التى أصبحت تهدد العالم.