سفير جمهوريةكوريا بالقاهرة هناك مثل كورى يقول "سر بمفردك ان أردت أن تصل سريعاً واتخذ رفيقاً إذا أردت أن تذهب بعيداً". تزامناً مع الخميس الموافق 22 يونيو، قبيل عيد الفطر المبارك، كان هناك مناسبتان مهمتان في نفس التوقيت وفي نفس المكان وهما تعتبران محطتين فى مسيرة التعاون بين كوريا ومصر. وكانت المناسبة الأولى عقد توريد عربات قطارات الخط الثالث لمترو القاهرة. وقد قامت شركة هيونداي روتم الكورية فى السابق بتوفير 180 قطار اللخط الأول لمترو القاهرة. كما ستورد 256 قطارا لمصر حتى عام 2020 تبلغ فيها نسبة المكون المحلى 80 بالمئة وذلك من خلال برنامج لتبادل التكنولوجيا بين البلدين. ومن خلال الشراكة المصرية الكورية فى مجال السكك الحديدية، ستنقل كوريا لمصر التكنولوجيا الحديثة فى هذا المجال كما سيتمكن الخبراء المتخصصون فى مصر من إنتاج القطارت بأياد مصرية. وبهذا تصبح جمهورية كوريا شريكاً في المساهمة فى تسهيل استخدام قطارات المترو المصرية. وأثق بأن مترو القاهرة سوف يسهم في تخفيض الازدحام المروري وبالتالي سيكون بديلاً رخيصاً وسهلاً للشعب المصري كما سيكون بمثابة حجر الزاوية في تطور جمهورية مصر العربية. أما المناسبة الثانية فهي اتفاق كوريا ومصر على إنشاء الجامعة الكورية-المصرية للتكنولوجيا في محافظة بني سويف. وهو ما سيشكل قوة دافعة تمكن كوريا الجنوبية من المساهمة فى تحسين وتطوير كفاءة الموارد البشرية المتخصصة في صعيد مصر. هذا المشروع سبق الاتفاق عليه بين رئيسي الدولتين عندما قام الرئيس السيسي بزيارته الرسمية لجمهورية كوريا في مارس عام 2016. وستدعم كوريا مصر لتحسين كفاءة الكوادرالبشرية في صعيد مصر من خلال تصميم المناهج التعليمية التى تنمي الإبتكار فضلاً عن توفير الأدوات التعليمية المتقدمة وتدريب أعضاء هيئة التدريس. كما سيؤدى توظيف بعض الكوادر المؤهلة فى الشركات الكورية مثل شركة سامسونج للإلكترونيات الى خلق فرص عمل جديدة في المنطقة.. إن المشروع يدعم رؤية الحكومة المركزية المصرية لتحقيق التقدم المتوازن في كل أنحاء البلاد من خلال تطوير المناطق النامية. وسوف تسهم جامعة كوريا ومصر للتكنولوجيا فى التنمية فى مصر مساهمة كبيرة من خلال تطوير التعاون الصناعي والعلمي. يقول المتخصصون إن قوة التعليم الفعلية قد قادت كوريا الجنوبية إلى التحول إلى دولة صناعية كبرى بعد سنوات من الحرب والدمار. ونتمنى أن ننقل هذه الخبرة الكورية إلى مصر لتسهم في تعزيز القدرات البشرية بها. وعلى ذلك فالمناسبتان تكتسبان أهمية كبيرة. والجدير بالذكر أن العديد من الوزراء أبدوا دعماً واسعاً للمشاريع المشتركة من خلال المشاركة في المناسبتين اللتين كانتا بحضور رئيس الوزراء د. شريف إسماعيل، ووزيرة الاستثمار والتعاون الدولي د. سحر نصر، وزير النقل د. هشام عرفات، وزير التعليم العالي د. خالد عبد الغفار. وبذلك يمكن أن نقول إن 22 يونيو هو بمثابة يومَ الصداقة بين كوريا ومصر. دعونا نتصور آثار قطارات المترو التي صنعت بأيدي كورية ومصرية على الحياة اليومية للشعب المصري من حيث إضافة عنصر الراحة لحياتهم اليومية. صور مستقبلاً يسهم فيه خريجى الجيل القادم من جامعة كوريا ومصر للتكنولوجيا التي أنشأتها الدولتان معًا وتديرها معاً. وأتمنى أن تسابق مصر الزمن للوصول الى مستقبل مشرق وواعد وذلك بالتناغم بين الخبرة الكورية وإمكانيات مصر العظيمة. لمزيد من مقالات ◀ سونجو يون