نشرت مواقع إسرائيلية فى يونيو الماضى أن مؤرخا إسرائيليا وضع كتابا له بعنوان «تاريخ الشعب الفلسطينى من العصور القديمة إلى العصر الحديث» على موقع «أمازون» الشهير بسعر 8 دولارات للكتاب الذى كانت صفحاته بيضاء تماما كتعبير على أن الفلسطينيين بلا تاريخ. طبعا الكتاب ليس إلا وصفا لصفاقة المؤلف الذى لم يقرأ التاريخ، وإلا لما جاء هو وعائلته المهاجرة من آخر بلاد الله لكى يستوطنوا فى أرض فلسطين. وأبسط رد على هذا الجاهل هو افتعال وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميرى ريجيف، أزمة ضد الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش. فقد انسحبت ريجيف من حفل اتحاد الموسيفى (إمي) فى تل أبيب، لأن المغنية العربية مرا عوض اختارت غناء قصيدة «فكر بغيرك» لدرويش.ولم يكن أمام المطربة العربية سوى مطالبة الوزيرة الإسرائلية بألا تصم آذانا وأن تسمع وتفهم ما يقوله درويش، وأن تعالج نفسها من «عقدة درويش» فهو شاعر عالمى ومبدع وصاحب رسالة إنسانية على الجميع أن يعى ما تقوله كلماته. لقد أصيبت وزيرة الثقافة الإسرائيلية بنوبة غضب بمجرد علمها بأن قصائد درويش ستلقى فى الحفل، واتهمت الفنانة بتعمد استفزازها، ثم أعلنت مقاطعتها للحفل وهم الذين يدعون الديمقراطية والانفتاح على العالم، فى حين يخافون من مجرد كلمات تلقى خلال حفل ويفرضون الرقابة على ما يقال فيه وكأنه خبر عسكري. تقول كلمات قصيدة درويش «فكر بغيرك» وهى واحدة من أبلغ القصائد الإنسانية: وأنت تعد فطورك فكر بغيرك لا تنس قوت الحمام وأنت تخوض حروبك فكر بغيرك\لا تنس من يطلبون السلام\ وأنت تسدد فاتورة الماء فكر بغيرك\من يرضعون الغمام\ وأنت تعود الى البيت فكر بغيرك\لا تنس شعب الخيام\وأنت تنام وتحصى الكواكب فكر بغيرك\ثمة من لم يجد حيزا للمنام\ وأنت تحرر نفسك بالاستعارات فكر بغيرك\ من فقدوا حقهم فى الكلام\ وأنت تفكر بالآخرين البعيدين فكر بنفسك\قل:ليتنى شمعة فى الظلام. نفس الوزيرة الإسرائيلية، افتعلت أزمة فى سبتمبر الماضى حينما رفضت حضور حفل لمغنى الراب الفلسطينى تامر نفار كان ينوى غناء قصيدة محمود دروش «سجل أنا عربي». وهى الوزيرة التى حضرت مهرجان كان السينمائى بفستان يتحلى برسومات للمسجد الأقصي، فأين التاريخ الإسرائيلى إذن! لمزيد من مقالات محمد أمين المصرى