مصر عادت.. أنهت وهم الخلافة، أسقطت نظام الأهل والعشيرة، أوقفت تغلغل الجماعة فى مفاصل الدولة وجسدها، منعت المد الإخوانى من الانتشار فى الجسد المصرى، 30 يونيو كانت ثورة فريدة، كانت نقطة فاصلة فى تاريخ المصريين، كان الشعب هو القائد والملهم والمحرك لمؤسسات الدولة لتقف معه وتسانده ليعيش حريته ويسعى لبناء دولة قوية ديمقراطية تعددية. مصر عادت.. عزفت سيمفونية جماعية خرجت من حناجر المصريين «يسقط حكم المرشد» و «ثورة فى كل حتة.. هى ثورة 30 ستة».. «اصحى يا مرسى صح النوم.. 30 ستة آخر يوم»، فى مقابل سيمفونية الموت التى كان يعزفها الإخوان، وهم يزرعون الظلم والظلام ليحصدوا الحروب والدمار. مصر عادت.. إلى المصريين، إلى أشقائها وجيرانها العرب، إلى دورها الإقليمى والدولى، إلى هويتها الوطنية، إلى أحلامها، بدلا من الكوابيس التى طاردت المصريين فى نومهم وصحوهم، وجعلتهم يتساءلون ماذا لو استمر حكم الإخوان أكثر من عام؟، كانت الإجابة تأتيهم من واقع ما يرونه: المستقبل مظلم، حروب أهلية، انقسامات داخلية، ضياع هوية، انهيار مصر وتفتتها، تفكك مؤسسات الدولة. وهنا لم يعد التأجيل ممكنا، إما أن نحيا أو نعيش كالأموات، إما الحرية وإما الخنوع والقبول بالمستبدين باسم الدين. مصر عادت.. فبعد مرو أربع سنوات، وفى كل ذكرى ل 30 يونيو يتنفس المصريون الصعداء، يحمدون ربهم سرا وعلانية على نعمة الحرية، ونعمة العيش فى وطن بلا إخوان، فما كان قبل 30 يونيو ليس كما بعدها على الإطلاق، فها هو الشعب تخلص من فقهاء الموت، والليل الأسود الذى جثم على صدره عاما كاملا. وفى سبيل الحرية التى لا تقدر بثمن، قدمت مصر خلال هذه السنوات أغلى ما تملك من دماء أبنائها من الشهداء عن طيب خاطر ثمنا لينعم الشعب المصرى بما يحلم، وليدرك العالم يوما بعد يوم أن ما قام به المصريون هو أعظم ثورة فى التاريخ. مصر عادت.. لأنه فى 30 يونيو كان الشعب بكل أطيافه وطبقاته، ببسطائه وفقرائه وفنانيه ومبدعيه، قام بثورة ليشهد العالم أجمع ميلاد حلم جديد، ووطن جديد، وأمل جديد.