الدستورلفظ معرّب من الفارسية.. وهو مركّب من مقطعين هما: «دَست» بمعنى قاعدة، و«وَر» بمعنى صاحب.. فيكون مجمل المعنى هو صاحب القاعدة.. ليس مهماً أن يكون أصل الكلمة فارسياً أو عربياً أو إفرنجياً.. المهم أن هذا اللفظ هو لوثيقة تحدد مصائر الأوطان.. ومآلات الشعوب.. فقد دفعنا ثمناً باهظاً من الدماء.. من أجل أن نسقط دستور 71.. ومن بعده دستور الإخوان.. لنحظى بدستور جديد يقيم دولة.. لا نموت فيها من الفقر المدقع.. ولا نذل فيها من بطش الحكام.. دولة لا يكون أرخص ما فيها هو الإنسان. لقد خاضت القوى الشعبية والثورية.. معارك طاحنة ومنهكة.. على مدار أكثر من 1000 يوم منذ اندلاع ثورة يناير.. دفعت خلالها الكثير من التضحيات والدماء.. على يد المجلس العسكرى السابق الذى أراد النيل منها.. وعاونه على ذلك طمع جماعات وأحزاب سميت قوى الإسلام السياسى.. قفزت على السلطة لتعصف بالوطن وأهله.. لتبدأ محاولات بناء دولة إخوانية بغيضة.. تدعى فى حالة نفاق فج أنها دينية. خلال كل هذه المعارك.. ظل هناك رابح واحد.. فى مقابل خاسرين كثر.. دائما ما يدفعون الثمن.. وطن أنهكته الصراعات.. وشباب تطلع للحرية فمات بالغاز والرصاص.. وشعب أراد العيش فأذله العوز.. وثورة تمنت أن تنجح فخانها الطامعون.. حتى أتت موجة 30 يونيو الثورية.. لتزيح الجماعات الفاشية.. التى جثمت على أنفاس مصر.. لنتنفس الصعداء.. ونعيد بسمة أمل.. لوطن كاد يموت حزناً وسقماً. فقد تكبدت مصر منذ ثورة يناير الملايين من جنيهات الجوعى والمحتاجين.. فى انتخابات واستفتاءات عديدة.. بدأت بتعديل دستور 71 الذى أسقطته ثورة يناير مروراً بانتخاب برلمان الإخوان الباطل.. والانتخابات الرئاسية الهزلية.. وانتهاءً باستفتاء دستورالمتأسلمين.. وكل ذلك فى ظل حكومات متعاقبة كلها فاشلة.. كل ذلك بسبب قوى انتهازية طمعت فى السلطة.. فأرادت أن تسطو على مكتسبات الثورة.. ومقدرات وطن.. فسارت بنا فى الاتجاه الخطأ.. لنضل جميعنا الطريق نحو بناء دولة ديمقراطية سليمة. لن نسمح لأبناء «البنا» بأن يهددوا ما تطلعنا إليه - عندما كانوا يهادنون نظام مبارك - من قيام الدولة الوطنية القوية المتقدمة لكن وبما أننا مررنا بأيام مرة.. فإننا لن نسمح لأبناء «البنا» بأن يهددوا ما تطلعنا إليه - عندما كانوا يهادنون نظام مبارك - من قيام الدولة الوطنية القوية المتقدمة.. وبما أننا الطليعة الثورية التى أطاحت بالنظام المباركى.. ومن بعده النظام الإخوانى.. وتسببت فى أن تشهد مصر واقعاً جديداً.. فنحن لا نملك سوى معركة أخيرة وحاسمة.. هى معركة الدستور.. إن خسرناها- لا قدر الله - فستكون الضربة القاضية التى تنهى ثورتنا.. وأحلامنا.. ومستقبلنا.. وتضع بدلاً منها ديكتاتورية جديدة ذات لحية مصطنعة. فاستفتاء منتصف يناير ليس مجرد استطلاع شعبى لتمرير الدستور.. وإنما هو الفيصل أمام كل العالم.. على أن ما حدث فى 30 يونيو ليس انقلاباً عسكرياً.. وإنما ثورة شعبية دعمها وانحاز لها الجيش. لنطمس دستور 2012.. الذى كتبه الجهلاء.. واسُتفتى عليه الفقراء.. واستفاد منه الجبناء.. ومات بمقتضاه الشرفاء.. ولنحتفل إن شاء الله بعد صدور الدستور.. وبالتحديد يوم 25 يناير القادم.. بانتصار ثورتنا. فمصر دولة عظيمة.. لديها كل المقومات لأن تصبح كبيرة.. كل ما تحتاجه هو لحظة بداية.. تستطيع من خلالها إعادة بناء مؤسساتها.. وخلق جو عام فى المجتمع.. يظهر من خلاله الكفاءات البشرية الكثيرة على كل الأصعدة.. والتى جُرفت على مدار عشرات السنوات من الحكم الديكتاتورى.. ليخرج إلى النور ظهير شعبى.. قادر على وضع مشروع وطنى شامل.. مشروع نهضة حقيقى.. تصل به مصر إلى عنان السماء.